اراضي ”داعش” تتقلص ولكن اخطاره تتزايد

قالت صحيفة الواشنطن بوست ان خريطة الدم التي رسمها تنظيم داعش عبر ثلاثة هجمات دامية في الاونة الاخيرة، قد اكدت أن هذا التنظيم الارهابي آخذ بالانتشار والتوسع خارج مقاره الرئيسية في العراق وسوريا وليبيا، بل إن الأخطر، وفقاً للصحيفة، أن هذه الهجمات الأخيرة قد جرى تنفيذها من قبل مجاميع وليس من قبل أفراد.
ونقلت الصحيفة عن بروس ريدل، المسؤول السابق في مكافحة الإرهاب في وكالة المخابرات المركزية، والمختص بشؤون تنظيم القاعدة وتنظيم داعش في معهد بروكينغز، إن هجمات إسطنبول ودكا الاخيرة قد اكدتا أن نظرية الذئاب المنفردة لم تعد هي الوحيدة على الإطلاق في استراتيجية التنظيم، فالهجمات الاخيرة التي تبناها التنظيم تم تنفيذها من قبل فرق إرهابية عبر هجمات محكمة.
خريطة وجود عناصر تابعة للتنظيم توسعت كثيراً ما بين معلن من طرف التنظيم وآخر سري، فالفلبين مثلاً بات يوجد بها تنظيم سري وكذا الحال في فرنسا و15 دولة أخرى، حتى الدول التي قد تصنف على أنها غير مخيفة، كالهند على سبيل المثال، رصدت الحكومة عشرات المسلمين الهنود من أصحاب الولاءات للتنظيم، ويعترف المسؤولون هناك بأن العدد الفعلي للمتعاطفين أو ربما المنتمين إلى التنظيم أكثر بكثير من العدد المعروف.
يأتي هذا التوسع لوجود التنظيم عبر العالم في وقت تشهد مناطقه المركزية في العراق وسوريا تقلصاً كبيراً بفعل الضربات الجوية للتحالف الدولي والجيوش والمليشيات التي تقاتل التنظيم على أرض الواقع.
التنظيم انتشر في جميع أنحاء الشرق الأوسط بالإضافة إلى مناطق بعيدة، كبنغلاديش ونيجيريا وأفغانستان وليبيا وعدد من العواصم الأوروبية، وكل الهجمات التي نفذها عناصر التنظيم خارج العراق وسوريا تظهر أن التنظيم بات قوة أيديولوجية.
ويرى مسؤولون بالمخابرات المركزية الأمريكية أن الانتكاسة الكبيرة في ساحة المعركة في كل من العراق وسوريا، دفعت التنظيم إلى التسريع في الجدول الزمني لشن هجمات بالخارج، حيث يعتقد الخبراء أن الضربات الإرهابية في باريس وبروكسل وتركيا وبنغلاديش هي انعكاس لوضع التنظيم، وترجمة لاستراتيجيته.
ورغم أن تنظيم الدولة ركز جهوده بالمقام الأول على إدامة وجوده في مركزه العراق وسوريا، إلا أن التنظيم لم يخف نيته لمهاجمة أهداف خارج منطقة الشرق الأوسط، كما عبر عن ذلك التنظيم في مجلته الصادرة باللغة الإنجليزية ”دابق”.
مسؤولون أمريكيون وأوروبيون قالوا إن هناك هيكلاً صارماً داخل الجماعة يضم وحدة خاصة مهمتها تسهيل الهجمات على أراض أجنبية، وفقاً لما قاله مقاتل سابق لدى التنظيم موجود حالياً في عهدة محققين، مشيراً إلى أن وحدة ”أمني” قد نشطت في أوروبا لأكثر من عام.
المعتقل ويدعى نيكولاس مورو كان مقاتلاً سابقاً لدى التنظيم، وقال إن هذه الوحدة السرية المختصة بتسهيل مهمات تنفيذ العمليات في أوروبا، هي جزء من الخدمة السرية وتعتبر رأس الهرم في العمل الخارجي للتنظيم، وتتولى ارسال مقاتلين إلى جميع أنحاء العالم للقيام بأعمال عنف، أو لتجنيد الشباب، أو الحصول على كاميرات مراقبة ، أو حتى الحصول على مواد كيميائية ”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى