الحكومة التركية تحمّل جماعة غولن مسؤولية اسقاط الطائرة الروسية

 

عادت الطائرة الروسية التي أسقطتها تركيا، في تشرين الثاني 2014، لتشكل مادة مهمة في الصحف ووسائل الإعلام مرة أخرى, بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت يوم الجمعة الماضي.

فقد اتهم عدد من الصحف التركية جماعة تنظيم “الكيان الموازي”، بالوقوف وراء جميع الخروقات الأمنية التي شهدتها تركيا مؤخرا, بما في ذلك اسقاط القاذفة الروسية.

وأكدت وزارة العدل التركية، امس الثلاثاء، أن السلطات قد اعتقلت الطيارين اللذين أسقطا القاذفة الروسية فوق سوريا في 24 تشرين الثاني من العام الماضي، وفق ما نقلت صحيفة “حرييت”, ووسائل إعلام تركية اخرى.

وجاء في التفاصيل أن الطيارين اللذين أسقطا القاذفة الروسية كانا قد شاركا بالانقلاب الذي وقع في تركيا، مساء الجمعة الماضي.

وكانت وسائل إعلام روسية قد زعمت منذ أيام أن الطيار الذي أسقط القاذفة الروسية قد قتل في عملية إجهاض الانقلاب التركية، بعدما تم إسقاط مروحيته لدى مشاركته بالانقلاب.

وسبق لوسائل إعلام أن نقلت عن عمدة أنقرة قوله إن الطيار قد قتل، وفقاً لتصريحات تلفزيونية لم تتأكد.

وكانت حادثة إسقاط المقاتلة الروسية قد تسببت بتدهور العلاقات بين موسكو وأنقرة، حيث قامت الحكومة الروسية بفرض جملة من العقوبات الاقتصادية على تركيا، وحظر دخول عدد من المنتجات التركية إلى الأسواق الروسية.

وقد انتهت الأزمة بين البلدين بعد الرسالة التي بعثها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى نظيره فلاديمير بوتين، في حزيران الماضي، ومن المنتظر أن يلتقي الزعيمان وجهاً لوجه في الأسبوع الأول من الشهر المقبل.

ونقلت “روسيا اليوم” عن وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية أن قوات الأمن التركية اعتقلت الطيارين التركيين اللذين أسقطا قاذفة “سو-24” الروسية، وفقاً لمسؤول تركي رفيع المستوى.

ووفقاً لما يتوقعه مراقبون؛ فإن الطيارين كانا قد تلقيا أوامر من جنرالات أتراك بإسقاط الطائرة الروسية، دون علم رئاسة الجمهورية؛ وذلك للإيقاع بالرئيس أردوغان وحزبه وحكومته, وبما يؤدي إلى توريط تركيا مع دولة ذات قوة عظيمة، وهو ما يصب في صالح الجهة المقابلة التي تعمل على إفساد إدارة الحكومة التركية لسياسة البلاد داخلياً وخارجياً، في إشارة إلى “الكيان الموازي”.

جدير بالذكر ان “الكيان الموازي” وصف أطلقه مسؤولو الحكومة التركية على تنظيم سري يقولون إنه يسعى إلى تقويض الحكومة، وتتهم الحكومة جماعة فتح الله غولن الدينية بالوقوف وراء التنظيم، الذي يضم أعضاء متنفذين في السلكين القضائي والأمني.

ونظراً لتغلغل عناصر التنظيم في أهم مواقع الدولة الأمنية وأكثرها حساسية، لم يستبعد مراقبون أن يكون هذا التنظيم وراء تسهيل عمليات تفجير مختلفة شهدتها تركيا منذ عام تقريباً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى