اردوغان يصالح روسيا واسرائيل ويعادي مصر وسوريا والعراق وفلسطين

أعلنت تركيا، امس الاثنين، اتفاقها مع روسيا على اتخاذ خطوات من أجل تطوير العلاقات بين البلدين، بعد رسالة بعث بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن “رسالة الرئيس التركي قد تضمنت اعتذارا عن إسقاط الجيش التركي طائرة لسلاح الجو الروسي، كما عبّر الرئيس التركي عن تعاطفه وتعازيه الحارة لعائلة الطيار الروسي الذي قتل “، مضيفا أن أردوغان قال إنه “سيبذل كل ما بوسعه لإصلاح العلاقات الودية تقليديا بين تركيا وروسيا”.

وفي أنقرة، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إن الرئيس رجب طيب أردوغان بعث برسالة إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أعرب فيها عن “حزنه العميق حيال حادثة إسقاط المقاتلة الروسية” العام الماضي، قائلًا: “أتقاسم آلام ذوي الطيار الذي قُتل في الحادثة، وأتقدّم بالتعازي لهم وأقول لهم: لا تؤاخذوننا”.

وأشار المتحدث، إلى أن روسيا وتركيا “اتفقتا على اتخاذ كافة الخطوات من أجل تطوير العلاقات بين البلدين”.

وسبق لمقاتلتين تركيتين من طراز “إف – 16″، إسقاط مقاتلة روسية من طراز “سوخوي – 24″، في تشرين الثاني الماضي، لدى انتهاك الأخيرة المجال الجوي التركي عند الحدود مع سوريا بولاية هطاي (جنوبًا).

وشهدت العلاقات بين أنقرة وموسكو توترًا، حيث أعلنت روسيا قطع علاقاتها العسكرية، وفرضت قيودا تجارية على أنقرة، وربطت عودة العلاقات ورفع القيود باعتذار تركي عن حادث إسقاط الطائرة.

على صعيد متصل أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم ونظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، امس الإثنين، عن تطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب رسميا بموجب اتفاق ينهي قطيعة دامت ست سنوات بين الجانبين.

وقال يلدريم في مؤتمر صحفي بالعاصمة أنقرة، “اتفق الطرفان التركي والإسرائيلي أمس على نص تفاهم بخصوص تطبيع العلاقات الثنائية بينهما، وبهذا تبدأ عملية تطبيع العلاقات بين البلدين”.

وأشار إلى أن التوقيع على الاتفاق سيتم غدا (اليوم) من قبل مستشار الخارجية التركية ونظيره الإسرائيلي، ومن ثم تبدأ عمليات المصادقة عليه في أنقرة وتل أبيب.

وأعلن يلدريم، عن عودة سفيري الجانبين إلى أنقرة وتل أبيب بعد توقيع الاتفاق، وذلك بعد غياب دام سنوات.

وكشف عن أن الاتفاق ينّص على قيام الحكومة الإسرائيلية بدفع نحو 20 مليون دولار كتعويضات لضحايا سفينة “مافي مرمرة” التركية التي هاجمتها قوات “الكوماندوز” في البحر الأبيض المتوسط عام 2010، وهي في طريقها لفك الحصار عن قطاع غزة ضمن قافلة “أسطول الحرية”، ما أسفر عن مقتل 10 متضامنين أتراك آنذاك.

كما اتفق الجانبان على السماح لتركيا بإدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة عن طريق ميناء “أسدود” الإسرائيلي، ستكون أولها قافلة محملة بعشرة آلاف طن تنطلق إلى القطاع يوم الجمعة المقبلة, علما بان اسرائيل كانت قد رفضت شرطا تركياً برفع الحصار عن قطاع غزة.

من جهته، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من العاصمة الإيطالية روما، أن الاتفاق يلزم تركيا بمساندة إسرائيل على الانضمام وفتح مكاتب في المؤسسات الدولية بما في ذلك حلف الـ “ناتو.

وقال “إن العلاقات السيئة مع تركيا لا تساعد إسرائيل في المنطقة (…)، كما أن الاتفاق قد يساعد على إعادة جثث الجنود الإسرائيليين لكن تركيا لم تضمن لنا ذلك”.

وأشار إلى أن إسرائيل معنية بإعادة إعمار البنية التحتية لقطاع غزة من قبل تركيا ودول أوروبية، معلنا الموافقة على تمرير المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وكشف ان الاتفاق يتضمن استمرار فرض الحصار البحري الإسرائيلي على غزة.

وأعرب عن ارتياحه إزاء “حماية الاتفاق لضباط وجنود الجيش الإسرائيلي من أي ملاحقات قضائية”.

وأضاف “سيكون للاتفاق آثار اقتصادية هائلة لإسرائيل”، موضحا أنه يفتح الطريق أمام إمكانية تصدير الغاز الإسرائيلي لأوروبا عبر تركيا, مضيفا بالقول : “من دون هذا الاتفاق كان مستحيل فعل ذلك”, منوها إلى أن اتفاق تطبيع العلاقات يصب في مصالح إسرائيل الوطنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى