المرأة العربية.. وتلك المرأة !!

لو ألقينا نظرة سريعة على المرأة العربية لوجدنا بأن أغلب النساء العربيات يعشن تحت سيطرة الأب والأخ والزوج ثم الإبن.. ناهيك عن سيطرة التقاليد البالية على حياتها الخاصة.. وفي نظر الكثيرين من الرجال المتخلفين تعد المرأة عورة وتجبر على المكوث في المنزل وتعامل كقطعة أثاث ليس إلا.. ولا يتاح للأغلبية من النساء الذهاب لمتابعة تحصيلهن العلمي أو العمل خارج المنزل خاصة في القرى والأرياف إلا نادراً، ناهيك عن تزويجهن أو إجبارهن على الزواج في سن مبكرة وتحملهن مسئولية البيت والزوج والأولاد وهن لا يزلن تحت السن القانوني للزواج.
صحيح بأن ثمة نساء في بعض أقطارنا العربية تعلمن وتقلدن مناصباً عالية كوزيرات ورئيسات بنوك وشريكات لكنهن قلة بالنسبة للرجل… فلم نجد – مثلاً- إمرأة عربية واحدة تقلدت منصب رئيسة وزراء في أي بلد عربي مع إنه يوجد في أقطارنا العربية نساء يضاهين الرجال في الكفاءة، والسبب هو ان الرجل لا يود للمرأة بأن تنافسه في تبوؤ المناصب العالية.. مع أن المرأة تعد نصف المجتمع وهي الأم والأخت والزوجة والإبنة والصديقة ومربية الأجيال، وبالتالي كيف نتوقع من إمرأة مقموعة مستعبدة من الرجل داخل المنزل بأن تربي وتنشىء أجيالاً يعتمدون على أنفسهم وينهضون بوطنهم ويرفضون الخنوع للأوامر المجحفة بحقهم وبحق الوطن إذا كانت والدتهم أمية ومستعبدة ؟
أتحدث عن المرأة العربية بشكل عام لأن وطننا العربي كلما بدأ بالنهوض بالمرأة وخطا خطوة واحدة إلى الأمام أرجعته الرجعية إلى الوراء عشرات الخطوات، وأقول: إلى متى سيبقى الرجل يسن القوانين المجحفة بحق المرأة.. ولماذا لا تشاركه المرأة في صنع القانون الخاص بها على الأقل…؟ مثلاً في بعض أقطارنا العربية صوت المراة يعد عورة وتمنع من قيادة السيارة، لكن ما الأفضل لها بأن تقود سيارتها وتكون وحدها بسيارتها وأحيانا يكون معها أولادها أو صديقتها أو أن تكون مع رجل غريب( السائق) وحدها ..؟ ولماذا لا يعاد النظر في مثل هكذا قرار ونحن في الألفية الثالثة من التاريخ وكل قرار وقانون ممكن تغييره إلا ما جاء في الكتب المقدسة لكنني أجزم بأنه لا حياة لمن تنادي.
في مقالتي وددت المرور بسرعة على تلك المرأة الحديدية والفولاذية والسياسية والذكية والداهية هيلاري كلنتون.. زوجة بيل كلنتون التي خانها زوجها مع مونيكا لوينسكي في البيت الأبيض وكل العالم عرف بالفضيحة، ولقد حوكم كلنتون علانية ومعظم اجهزة الإعلام نقلت محاكمته على الهواء، لكن هيلاري لم تنفصل عنه ولم تطلقه لتبقى سيدة البيت الأبيض وقريبة من المسؤولين، ولقد أمسكت أعصابها أمام الأجهزة الإعلامية، ولعقت العلقم لأن خيانة زوجها لها تعد إهانة وتحقيراً. وها هي هيلاري سترأس البيت الأبيض بعد شهور لأن الحزب الديموقراطي رشحها لهذا المنصب و تحصد أعلى الأصوات مقابل المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي تتراجع شعبيته.. وفي بداية العام القادم ستصبح هيلاري أول إمراة سترأس أميركا شرطية العالم.
زبدة الكلام هل ستنال المرأة العربية حقوقها وحريتها وتشارك الرجل في الحكم وصنع القانون.. وهل سترأس أي إمرأة عربية رئاسة الوزراء في أي قطر عربي… وهل سيمنح الرجل العربي المرأة حقوقها..؟ وهل سيخرجها من بيت الطاعة العمياء له…؟ وهل ستلحق المرأة العربية بالمرأة الأمريكية وتساهم مع نصفها الاخر في كل منجزات الوطن..؟ أم أننا سنبقى أمة الذكور فقط ..؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى