جماعة همام.. انقلاب داخلي ام تحايل على الواقع ؟

عشية الانتخابات النيابية, اتخذت جماعة الاخوان المسلمين- الام, وذراعها السياسي- جبهة العمل الاسلامي, عدداً من الاجراءات الدرامية المفاجئة وغير المسبوقة.

وفيما اعتبر بعض المراقبين ان هذه المفاجآت تشكل انقلاباً اخوانياً على صقورهم, واستسلاماً واضحاً للاملاءات الامنية والحكومية, فقد اعتبرها مراقبون اخرون محض خدعة لجأ اليها جناح الصقور المهيمن على قيادة الجماعة, وعملية تحايل على الواقع او “تلبيس طواقي” يديرها من خلف الستار الثنائي همام سعيد وزكي بني ارشيد.

فقد أعلنت هذه الجماعة الام، عن تشكيل لجنة مؤقتة لإدارة شؤونها برئاسة النائب السابق عبد الحميد إبراهيم الذنيبات.

وأوضحت الجماعة في بيان صحفي لها، مساء امس السبت، أن اللجنة التي ستتولّى إدارة شؤون “الإخوان المسلمين” لفترة مؤقتة، تضم إلى جانب رئيسها الذنيبات، كلاّ من نائبه عزام جميل الهنيدي، وأمين السر بادي محمد الرفايعة.

كما تتضمّن عضوية اللجنة ستة أشخاص، هم؛ شاكر الفياض الخوالدة ومحمد الشحاحدة وزياد الميتاني ورامي ملحم وعارف حمدان ومعاذ الخوالدة.

اما حزب جبهة الاسلامي, الذراع السياسي لهذه الجماعة , فقد قرر المشاركة بالانتخابات النيابية المقبلة.

وجاءت هذه الموافقة خلال اجتماع مجلس شورى الحزب الذي عقد يوم امس السبت، بموافقة 75 بالمائة على المشاركة.

وأكد محمد الزيود, الأمين العام للحزب على ضرورة الشروع ببناء إستراتيجية وطنية يشارك فيها الجميع لحماية الوطن من الأخطار التي تهدد كيانه، الداخلي منها والخارجي ، معتبراً أن ذلك لن يتحقق من خلال ‘ نهج الإقصاء الذي تمارسه الحكومات من خلال تغييب أدوار المخلصين من أبناء الوطن’ .

وقد جرى هذا الاجتماع وسط حالة من السخط على قيادة الجماعة والحزب الحالية، من قبل تيار ‘الحمائم’ بالجماعة والذي أعلن عن قرب تشكيل حزب جديد بقيادة المراقب العام الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين سالم الفلاحات.

وفي بادرة غريبة وغير معتادة فقد هنأ حزب جبهة العمل الإسلامي رئيس الوزراء هاني الملقي بتوليه منصبه الجديد.

وقال الحزب في رسالة موجهة لرئيس الوزراء « يسرنا أن نتقدم من دولتكم بخالص التهاني بمناسبة توليكم هذا الموقع، متمنين لكم ولفريقكم الوزاري السداد والتوفيق في خدمة المواطن والوطن الذي يعيش ظروفا في غاية الدقة والخصوصية».

وأكد الحزب في رسالته على أنه يتطلع لأن تكون الحكومة الجديدة منفتحة على المكونات الوطنية جميعا، والحوار معها في هذه المرحلة السياسية التي تتطلب حشد كل الجهود والطاقات، للوقوف صفا واحدا في وجه التحديات الداخلية والخارجية.

وسبحان مغير الاحوال الذي نقل جماعة همام وذراعها السياسي من خانة المعارضة والمناكفة الى ساحة الانبطاح والاستسلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى