تركيا تحتاج مَدّ اليَد للجيران لا مَدّ اللّسان

أدركت دولةُ ” العدالة و التنمية !!! ” الأردوغانية التركية ، أنّ أحلامَها ومحاولاتها الدائبة عَبْرَ السنوات الماضية لإستعادة زمن السلطنة في القرون الماضية ، كانت فاشلةً بامتياز ، لأنّ الزمن لا يعود إلى الوراء ، إلاّ سلباً ، لا إيجاباً .

وتلك السياسة الجامحة لخرق المعادلات الدولية وحرق الموانع الإقليمية والقفز فوق الحقائق والوقائع الدامغة ، أعادت تركيا الحالية ، ليس إلى نقطة الصفر فقط ، ولا إلى ” صفر مشاكل ” بل إلى صفر ثقة مع الجميع ، أعداءً وخصوماً وأصدقاءَ وحلفاءَ ..

ورغم ذلك ، كابَرَتْ وعانَدَتْ دولةُ ” العدالة والتنمية !!! ” الأردوغانية التركية ، خلال السنوات الماضية ، وبقيت كذلك حتى أيقَنَتْ أنّ استمرارها في العناد والمكابرة ، سوف يجعل منها ” الرجل المريض ” مرّةً ثانيةً في هذا العصر..

ولأنّ تلالَ الأخطاء والخطايا التي تراكمت أمام ناظريها ، كانت كفيلةً بحجب الرؤية السليمة أمامها .. غرقت أكثر فأكثر في مستنقع الوهم والغرور والنّفاج .. واستمرّت كذلك ، إلى أن أدْرَكَتْ أنْ لا صديقَ حقيقياً لها ، وأنّ أصدقاءها قبل أعدائها ، يتربّصون بها الدوائر وينتظرون لها مصيراً مشابهاً ل ما تعرضت له بعد الحرب العالمية الأولى مباشرةً..

وهذا كله فرَضَ وسيفرض عليها إدراكَ حجمِها الحقيقي ، وحَجْمَ الدور الذي تستطيع القيام به ، في سياق قدراتها الحقيقية ، لا المتوهَّمَة ، وفي إطار مَدّ اليد للجيران ، بدلاً من مَدِّ اللسان ، وإلى أنَّ تَمُدَّ يَدَها للجيران ، لا عٓلَيْهـم ..

ومن البديهي أنّ المدخل الناجع لتقويم وتصويب تلك الحيدانات والنفاجيات العثمانية الجديدة ، هو الإقلاع الكلي عن السياسة السابقة التدميرية للشعبين السوري والتركي ، والعمل لإصلاح ما هدمته تلك السياسة السلطانية الفاشلة التي كان لها الدور الأكبر في تدمير سورية ، والتي أدّت إلى وضع تركيا الحالية في موقفٍ لا تُحْسَدُ عليه ..

لا بل باتت الإستدارةُ الحقيقية خارج ذلك النهج التدميري خلال السنوات الخمس الماضية ، مُلِحّةً جداً ولمصلحة الشعب التركي بالدرجة الأولى ، قبل أن تكون لمصلحة الجيران الآخرين . .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى