في يوم الاستقلال

يقول الكاتب العربي المصري قاسم امين “الوطنية تعمل ولا تتكلم “والوطن وحب الاوطان جزء من الايمان والوطني هو الشخص الذي يفكر بالاجيال القادمة وليس في صناديق الانتخابات فالوطنية خدمة وتضحية لا كلمات جوفاء ولا خطب رنانة.

لهذا فالحقيقة التي اصبحت ماثلة للعيان والتي لا اخال يختلف فيها اثنان بعد الان هي ان الاردن وطن ورسالة ومشروع وحدة وتقدم بالرغم من صغر حجمه وقلة موارده المادية, قد استطاع ان يبني لنفسه مكانة وركائز ثابتة واساسا سليما اقام عليه ملامح الدولة العربية العصرية بوجهها الاردني المشرق وعمقها العربي الاصيل ونهجها الديمقراطي الحديث والمواكب لطموحات وتطلعات ابنائه.

لقد تحقق عبر السنوات الماضية انجازات في شتى المجالات الحياتية من تعليم وصحة وعمران واستقرار يحسده عليه الصديق قبل العدو, ومكانة مرموقة في المحافل الدولية وهذه الاخرى ما كانت لتاتي من فراغ ولكن بفضل قيادته الحكيمة ومن خلفها ابناءه الاوفياء الميامين .

ان احد لا ينكر ان ممارسات خاطئة حدثت في الماضي القريب من قبل الديجتاليون الجدد الذين اسأوا العمل وشوهوا صورة الوظيفة العامة فسادا وسوء ادارة, ولكنها تبقى في المحصلة احداث عابرة في سجل تاريخ الوطن تم التنبه لها في الوقت المناسب وستعالج بهمة الرجال والعزيمة الصادقة للاوفياء من ابناء هذا الوطن وهم والحمد لله كثر.

ان مراجعة الذات والنهوض بالواقع والسير به الى الامام افضل من التوقف عند هذه المحطة وجلد الذات فالوطن تميته الدموع ولكن تحيه الدماء الزكية المضحية من اجل رفعتة وتقدمه .

ان الاندفاع الى الامام وباتجاه اهداف رسالة الوطن هي الطريق الوحيد للتقدم والازدهار وتاكيد جديد على ان الصعوبات والتحديات لا تفت في عضدنا بل تكسبنا قوة الى قوة ومنعة الى منعة وتزيدنا حبا وانتماء لثرى هذا الوطن الصغير في حجمة الكبير في عطاءه وتضحياته.

لقد ان الاوان لكل منصف ان يعترف بفضل هذا النظام العربي الاصيل القائم هنا في الاردن على رسالة الثورة العربية الكبرى الخالدة في تحقيق هذه الانجازات العظيمة والتى تزداد كل يوم ومع اشراقة كل صباح منجزا جديدا ومشروعا عاما يصب في صالح الوطن ويعمل على تصليب البناء والركائز الوطنيه لهذا البلد امنا واستقرارا وديمومة في المدن والقرى والبوادي والمخيمات .

لقد عجزت دول من حولنا على تحقيق جزء من منجزاتنا العمرانية والخدمية والتعليمية والفكرية والثقافية والاجتماعية بالرغم من ان خزائنها تعج بمليارات الدولارات والارصدة الذهبية وذلك لغياب الاهداف والتوجهات التى اسست من اجلها هذه الدول في الاصل .

ان المرحلة القادمة تبشر بخير كثير لبلدنا وبفجر جديد ليس للاردن فحسب بل لامة الضاد كلها فربيع الحرية ونسمتها بدات تهب على منطقتنا العربيه وبشائر النهوض بدأت تستيقض من غفوتها التى ضنها البعض استحالت الى عجز وخمول, والمطلوب الان ومن كل الشرفاء الالتفاف حول هذا الحمى العربي الاصيل صاحب الرسالة والمشروع الوحدوي النهضوي من كل يد تحاول التغلغل اليه للنيل من صمودة . وتفشيل كل المشاريع الشارونية والشاميرية والنتنياهية الصهيونية لنيل من استقرار وامن بلدنا .

لقد قدم الاردن الكثير لابناء الامة العربية وللان يقدم جاعلا من صدره المتين مشتلا لسهام الاعداء يتحمل ذلك بصبرا واباء ورجولة من اجل رفعة الامة وتقدمها .

ان هامش الديمقراطية التى ينعم الاردن بها منذ التاسيس هي اوج نظامنا العربي الذي نفخر به ولانسمح من خلالها ان ينفذ الينا المتشا ئمون والمتشككون بتجربتنا الغنينه هذه – وردنا عليهم ما قيل في الماضي- ونقوله الان –ليس بعد الانتماء الى هذا الثرى العربي الاردن – موقف يعتز به الشرفاء – فلنواصل مشوار مسيرتنا الطويلة المباركة بالكلمة الصادقة الجريئة فهي الطريق لانارة كافة الدروب المعتمه – نقول هذا الكلام روادا وفي وضوح اللون في جيل احترف البعض من اهله مهمة تغير الالوان وان نكون بوجه واحد بين اناس اختلطت الوان وجوههم حتى اصبحت من كثرة الاصباغ بلا لون فماتت الحقيقة على السنتهم من كثرة ما مارسوا من النفاق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى