“داعش” يتظاهر بالقوة ويهدد بمهاجمة امريكا واوروبا

 

أعلنت القيادة المركزية الأمريكية عن زيارة قائدها الجنرال جوزيف فوتيل، إلى شمال سوريا، ولقائه بالمستشارين العسكريين الأمريكيين، الذي يشرفون على تدريب “قوات سورية الديمقراطية” والتي تهيئ لقتال تنظيم داعش هناك.

واكد بيان للقيادة المركزية، اليوم الأحد، أنَّ فوتيل قد التقى بالمستشارين العسكريين الأمريكيين في سوريا، دون أن يتم تحديد المكان الذي تم اللقاء فيه، في حين أشارت وسائل إعلام أمريكية أنَّ فوتيل بقي في سوريا لمدة 11 ساعة.

ويعد فوتيل أرفع مسؤول أمريكي يزور جنود بلاده في سوريا منذ بدء الحملة الدولية على تنظيم داعش عام 2014.

تجدر الإشارة إلى أنَّ الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أعلن في وقت سابق من العام الحالي، وجود جنود أمريكيين في سوريا، من أجل تقديم الدعم للقوات الكردية في مكافحة “داعش”.

وتأتي هذه الزيارة في اعقاب طلب “داعش” يوم امس السبت من  سائر انصاره شن هجمات على الولايات المتحدة وأوروبا خلال شهر رمضان المقبل.

وجاء في تسجيل صوتي منسوب لأبي محمد العدناني, المتحدث باسم “داعش” قوله: “ها قد أتاكم رمضان شهر الغزو والجهاد, شهر الفتوحات فتهيأوا وتأهبوا … لتجعلوه شهر وبال في كل مكان على الكفار, وأخص جنود الخلافة وأنصارها في أوروبا وأمريكا.”

ودعا البيان, المنشور على حسابات عبر موقع التواصل الإجتماعي “تويتر”, لشن هجمات على الأهداف العسكرية والمدنية على حد سواء.

ويبدو أن تنظيم “داعش” سيستغل حلول فصل الصيف ليباشر هجماته الارهابية في بعض الشواطئ المكتظة بالسياح والمطلّة على المتوسط في أوروبا.

فقد نشر “المكتب الإعلامي الداعشي لولاية حمص” شريط فيديو يُظهر كتائب تابعة للتنظيم، معظم افرادها من الهنود، أثناء إجرائها تدريبات عسكرية بحرية ومدجّجة ببنادق “كلاشينكوف” في زوارق سريعة تندفع في مياه بحيرة قطينة القريبة من حمص السورية.

وقد دقّت هذه المشاهد ناقوس الخطر بعدما رجّح خبراء أمنيون أن يكون السياح في شواطئ فرنسا وإسبانيا وإيطاليا والمغرب وتركيا، يشكلون أهدافًا لهجمات محتملة يشنّها “داعش” خلال الصيف المقبل.

وقالت صحيفة “الصن” البريطانية أن الاستخبارات الإيطالية قد زوّدت نظيرتها الألمانية بمعلومات، حصلت عليها من مصادر “موثوقة في إفريقيا”، عن أن “داعش” يُعدّ لهجمات دامية على المنتجعات السياحية المكتظة.

وبعد التضييق العسكري والاقتصادي على التنظيم في الشرق الأوسط، فإن المتشدّدين يبحثون عن أهداف سهلة في الغرب، لا سيما في أوروبا, حيث حذّر مسؤولون في الاستخبارات من أن منتجعات فرنسا، ومنتجع كوستا ديل سول الإسبانية، والساح لين الشرقي والغربي لإيطاليا، هي من الأهداف الرئيسية لحملة “داعش” الإرهابية. وقال مسؤول ألماني رفيع المستوى: “إرهاب داعش يأخذ منحى جديداً، ولا يُمكننا حماية الشواطئ المكتظة”.

وتتأهب قوات الأمن في معظم دول أوروبا، بعد الهجمات الدامية التي شهدتها فرنسا وبلجيكا أخيراً، وسط مخاوف من عودة مئات المُتشدّدين الأوروبيين الذين قاتلوا ضمن صفوف “داعش” في الشرق الأوسط

وبهذا الخصوص, فقد اعتبرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية أن خطاب أبو محمد العدناني،  الذي بُثّ امس، قد حمل شعوراً بوطأة الخسائر التي تعرض لها التنظيم، كما أنه بدأ يهيئ أتباعه لتقبل ما هو أكثر وأشد وطأة عندما أشار إلى أن التنظيم قد يفقد الرقة أو سرت.

العدناني الذي يعتبر أحد أبرز مساعدي زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، هدد في خطابه اليهود، وحث أنصاره على تنفيذ مزيد من الهجمات على المصالح الغربية، غير أن لهجته الدفاعية كانت واضحة، كما أن إشارته إلى أن التنظيم قد يفقد في أي وقت قياداته كانت واضحة وجلية ايضا، معتبراً أن مقتل أي قائد للتنظيم لا يعني أن الأعداء انتصروا.

خطاب العدناني يأتي بعد أشهر من الانتكاسات التي شهدها التنظيم، حيث تراجع في عديد من المناطق التي كان يحتلها، وآخرها مدينة سنجار الواقعة شمالي العراق والرمادي في الغرب، وأخيراً بلدة الرطبة المحاذية للحدود العراقية الأردنية، فضلاً عن مقتل عدد من قادة التنظيم بفعل غارات أمريكية.

العدناني في خطابه، وتمهيداً لمرحلة ما بعد خروج عناصر التنظيم من المناطق التي يسيطر عليها، دعا إلى اللجوء إلى حرب عصابات، وهو ما كان واضحاً خلال الفترة الماضية من خلال سلسلة الهجمات الانتحارية في بغداد وأماكن أخرى، في محاولة من التنظيم على ما يبدو لإثبات وجوده وقدرته على إرباك خصومه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى