الغنوشي يدعو الى مصالحات شاملة في سائر الاقطار العربية

 

أكد زعيم حركة “النهضة” التونسية الشيخ راشد الغنوشي، أن المصالحة بين فرقاء السياسة في دول الربيع العربي أولية مطلقة.

وجدد الغنوشي في تصريحات صحفية، استعداده للإسهام في الوساطة بين الخصوم السياسيين في دول الربيع العربي من أجل الوصول إل ما أسماه بـ “المصالحات التاريخية”، التي قال بأنها “ضرورة مطلقة في العالم العربي”.

وأضاف: “لا أعتقد بوجود بديل عن الحوار والمصالحة طريقا للحل لا في مصر ولا في سورية ولا في اليمن ولا في ليبيا، من أجل وقف إراقة الدماء والتأسيس لانتقال ديمقراطي حقيقي وفعال”.

وكان الغنوشي قد جدد في خطابه أمام المشاركين في المؤتمر العاشر لحركة “النهضة” الذي افتتح أعماله مساء أمس الجمعة بالعاصمة التونسية، بمشاركة ما يناهز 12 ألف من الحضور، دعوته للمصالحة الشاملة في تونس، للانطلاق في مهمة مواجهة الإرهاب وتحقيق التنمية الاقتصادية.

وتستمر اليوم السبت في مدينة “الحمامات” الساحلية بتونس فعاليات المؤتمر العاشر لحركة “النهضة”، لإقرار التوجهات الأساسية للحركة في المرحلة المقبلة، وانتخاب القيادة الجديدة من مجلس شورى ومكتب تنفيذي ورئيس للحركة.

وتسيطر على مؤتمر “النهضة”، وهو المؤتمر الثاني لها منذ اندلاع الثورة التونسية، في 17 من كانون أول عام 2010، قضية الفصل بين السياسي والدعوي، وسبل دعم خيار التوافق، الذي انتهجته الحركة سبيلا لها منذ فوزها بالمرتبة الأولى الانتخابات المجلس التأسيسي عام 2011 ثم بالمرتبة الثانية في الانتخابات البرلمانية للعام 2014.

وقد حضر هذا المؤتمر ضيوف عرب وأجانب، من الجزائر، التي كان وفدها هو الأكبر بين الحضور الأجانب، والمغرب وليبيا وموريتانيا والسودان، بالاضافة لكتاب وباحثين وأكاديميين غربيين, ولكن كان لافتا للانتباه غياب أي ممثل عن إخوان مصر أو سورية، وهو غياب فسره المراقبون على أنه محاولة من “النهضة” بالنأي بنفسها عن الخلافات التي تعصف بالتجربتين، ليس فقط بين الإسلاميين وخصومهم، بل بين الإسلاميين أنفسهم.

وكان  الغنوشي قد اعلن امس أن حركة النهضة ستفصل نشاطها السياسي عن النشاط الديني، في خطوة تسعى من خلالها، فيما يبدو، إلى النأي بنفسها عن الإسلام السياسي.

ووسط الآلاف من الحضور بصالة الرياضة في رادس قال راشد الغنوشي، في افتتاح المؤتمر العاشر للحركة، “حريصون على النأي بالدين عن المعارك السياسية، وندعو إلى التحييد الكامل للمساجد عن خصومات السياسة والتوظيف الحزبي لتكون مجمعة لا مفرقة.”

وقال محللون إن التغييرات التي أعلنتها الحركة تمثل محاولة لتمييز نفسها، في منطقة مني فيها الإسلام السياسي بانتكاسات، كما تهدف أيضا للاستعداد للانتخابات المحلية المقررة في العام القادم والانتخابات الرئاسية المقررة في 2019.

وقد رحب الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بخطط النهضة للتخصص السياسي والفصل بين الجانب الديني والسياسي, واعتبر أن “النهضة” لم تعد حزباً يمثل خطراً على الديمقراطية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى