تضارب التكهنات العربية والعالمية حول اغتيال مصطفى بدر الدين

اعتبر نداف بولاك وهو زميل “ديان وجيلفورد جليزر فاونديشن” في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، وماثيو ليفيت وهو زميل “فرومر- ويكسلر” ومدير برنامج “ستاين” للاستخبارات ومكافحة الإرهاب في المعهد نفسه، مقتل مصطفى بدر الدين أكبر خسارة لحزب الله منذ 2008.

ولبدر الدين (المعروف أيضاً بـ “ذو الفقار”) تاريخ طويل في صفوف الحزب يعود إلى أوائل ثمانينيات القرن الماضي، عندما شارك في سلسلة من الهجمات في لبنان والكويت استهدفت سفارات الولايات المتحدة، وثكنات البحرية الأمريكية، وغيرها من المواقع. وبعد هروبه من السجن الكويتي خلال فترة الاجتياح العراقي للكويت في بداية التسعينيات، عاد إلى لبنان وارتفع بسرعة في صفوف الحزب الله، الأمر الذي ساعد الحزب على إنشاء بعض وحداته.

هذه الخلفية أكسبت بدر الدين، في رأي الباحثين، العديد من الأعداء، الأمر الذي يثير السؤال حول من الذي يقف وراء قتله. وفي كل مرة، يُقتل أحد كبار المسؤولين في الحزب الله بطريقة غامضة، فإن إسرائيل هي المشتبه بها الأساسي في عملية الاغتيال، وهذه المرة ليست استثناء – حيث تُشير بعض التقارير إلى أنها قد تكون وراء الحادث بالفعل.

صحيح أن الكثيرين من صناع القرار في إسرائيل سيكونون سعيدين للتخلص من بدر الدين، ولكن نظراً لشهرته، فمن الصحيح أيضاً أنهم سيفكرون طويلاً وملياً قبل اتخاذ قرار لقتله، لأن خطر التصعيد سيزداد بعد اغتيال شخصية رفيعة المستوى كبدر الدين، حتى لو حصلت سراً.

ولا يريد المسؤولون الإسرائيليون تصعيد الموقف على الجبهة الشمالية في الوقت الراهن. والاحتمال الآخر هو أن إسرائيل كانت تستهدف عملية لنقل الأسلحة وقتلت بدر الدين عن طريق الخطأ، أو أنها كانت تحاول منع هجوم وشيك من قبل الحزب الله، ولكن هذه كلها تكهنات في الوقت الراهن.

ومن المشتبه فيهم المحتملين أيضاً الجماعات التكفيرية في سوريا. فدور بدر الدين في تلك البلاد جعل منه هدفاً ذا قيمة عالية بالنسبة لهم، لأن الحزب يشارك في القتال ضدهم. وفي حين أنه من غير المرجح أنه قد قُتل في الخطوط الأمامية، إلا أن وحدات التكفيريين قد تكون هي التي قصفت موقعه وراء هذه الخطوط.

اما المشتبه فيها الأقل احتمالاً, فهي حكومات عربية تدعم المسلحين، وستكون سعيدة بسبب مقتل بدر الدين ولكنها تتمتع بقدرة محدودة على تنفيذ مثل هذه العملية في دمشق بصورة فعلية.

وبصرف النظر عمن يقف وراء عملية الاغتيال، فلا شك انها تشكل ضربة كبيرة لحزب الله من الناحية العملية والعسكرية. وسيحتاج الحزب الآن إلى إرسال مسؤول آخر رفيع المستوى للإشراف على العمليات في سوريا, وهناك اثنان من البدلاء المحتملين لبدر الدين, هما إبراهيم عقيل وفؤاد شكر، وكلاهما شغل مناصب في أعلى هيئة عسكرية في الحزب الله (“المجلس الجهادي”) ويشاركان حاليا في ساحة المعركة بسورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى