اين عراق اليوم منه في عهد صدام حسين ؟

في غياب نظام وطني مركزي بقيادة زعيم قوي مثل صدام حسين, تعذر على مجلس النواب العراقي عقد جلسته امس الثلاثاء, نظرا لحالة الفوضى التي سادت قاعة الجلسة, ومحاولة عدد من النواب المعتصمين منعها وتخريبها.

وقد ارتفعت هتافات بعض النواب المطالبين بإخراج العبادي من جلسة البرلمان المنعقدة برئاسة سليم الجبوري، والتي حضرها رئيس الوزراء بهدف تمرير التشكيلة الوزارية الجديدة.

وكان مجلس النواب عقد جلسته بحضور 179 نائبا، فيما استقبل النواب المعتصمون رئيس البرلمان سليم الجبوري بهتافات بـ”عدم شرعية” الجلسة التي دعا إليها.

وقد سهل أمر انعقاد الجلسة إعلان كتلة “الأحرار” التابعة للتيار الصدري موافقتها على حضور الجلسة، بشرط حضور العبادي وهو ما حصل.

وقلل الكاتب والمحلل السياسي العراقي المستقل هارون محمد في حديث مع “قدس برس”، من أهمية انعقاد الجلسة، ووصف ما جرى فيها من فوضى بأنها “جزء من مسرحية هزلية تجري في العراق منذ نيسان من العام 2003”.

وأكد محمد، “أن أزمة العراق أكبر من جلسات البرلمان ومن اعتصامات النواب ومظاهرات الصدريين”، وقال: “لا أعتقد أن أحدا من العراقيين بما في ذلك الفاعلون السياسيون أنفسهم يراهنون على الاعتصامات والمظاهرات لمحاربة الفساد والإصلاح الحقيقي، الذي إذا حصل فإنه سيعصف بوجوه كثيرة”.

وحول المشهد السياسي العراقي الحالي وأطرافه الفاعلون، قال محمد: “أولا لا بد من الإشارة إلى أن الخلافات تشق جميع الأطراف، فالتحالف الشيعي منقسم على نفسه، وأطرافه يتنافسون على المواقع والغنائم، وكذلك اتحاد القوى السنية، على خلاف التحالف الكردي، الذي يختلف في إربيل لكنه يتفق في بغداد”.

وأضاف يقول: “الخلافات البينية أراحت رئيس الحكومة حيدر العبادي، وجعلته في موقع مريح، يتابع نقاشات البرلمانيين وخلافات السياسيين، بينما على الأرض تزداد الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية قتامة”.

وأكد محمد أن “العبادي يحظى بدعم محلي من طرف حزب الدعوة، وإقليميا من طرف إيران, ودوليا من طرف السفارتين الأمريكية والبريطانية”.

وأشار إلى أن “ما يزيد أهمية العبادي في المرحلة الراهنة بالنسبة للفاعلين الإقليميين والدوليين هو عدم وجود قوة سياسية رصينة يمكنها أن تتصدى لهذا الفساد”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى