في عيد أسبوعية المجد

احتفلت صحيفة المجد الاسبوعية، يوم أمس بالذكرى الثانية والعشرين لانطلاقتها في زمن تتهاوى فيه الصحف الورقية في كل بقاع الأرض بفعل تنامي الانتشار الإلكتروني وزيادة اتساع ثقافة التواصل الاجتماعي في عصر تسابق فيه «الإنترنت» سرعة الضوء.

شخصيا اربتط مع المجد بعرى المحبة والصداقة والعلاقة النضالية رغم تباعد الزيارات الى دارها بحكم الانشغالات التي أصبحت تطغى على حياتنا اليومية.

والتي أصبحت تجعلنا احيانا نبتعد قليلا عن الكثير من المقربين، فالوقت لم يعد يكفي وأزمات عمان الخانقة تجعلك تختصر المسافات خشية الوقوع ضحيتها ساعات طوالا .

فقد كانت نقطة الانطلاق في مسيرة المجد عبر زيارة قام بها الراحل الكبير حسين مجلي الذي ما زال يسكن قلوبنا والصديق الغالي فهد الريماوي اطال الله في عمره ومتعه بموفور الصحة والعافية .

كانت تلك الزيارة الى مكتبي الذي انطلقت منه صحيفة الديار الأسبوعية التي أصدرتها ذات زمن في بداية التسعينيات وجاء العزيزان يحملهما هم انطلاق المجد لتكون باكورة عمل مهني يعبر الآفاق حاملا رسالة العروبة، رغم أن حسين مجلي كان يريد لها اسم الوحدة.

أحسد العزيز فهد الريماوي صاحب الموقف والكلمة الجريئة، على جلده في المحافظة على ورقية المجد الناصرية الهوى والقومية الملامح والعروبية الأنفاس في زمن تراجع الناس نحو جدليتهم الاولى وصيرورة الذات وشيوع الاحقاد التي تستند الى ارذل الثقافات القطرية والطائفية بفعل العبث الدولي والاقليمي .

نتطلع أن تستمر المجد وتبقى ساطعة في سماء العروبة ،تزهو بمحبة الشام والحنين لها والى قاسيونها الجميل وعبقها المسكون بالتاريخ، رغم صعوبة الامكانات وشح الموارد ،لكنها تظل منارة للهوى العروبي ومنبرا يمسك به المحافظون على وهج الأمة الذي يتقد بالروح القومية، وكل التهاني لأسرة المجد وفارسها المجلي أبي المظفر، على أمل أن تتقدم المجد الى الامام ليتجدد اللقاء والعزم والرهان على الكلمة النبيلة في زمن البترودولار .

جريدة الدستور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى