لقاء في بلاط صاحبة الجلالة

التقينا في بلاط صاحبة الجلالة قبل ما يزيد على اربعة عقود وقد تفاعلت الكيمياء بيني وبينه بقوة وعمق وظل فهد الريماوي واحد من اصدقاء العمر المميزين.
لقد كان ” ابو مظفر ” احد اركان الكتيبة الباسلة التي قاتلت من اجل اصدار جريدة الاخبار اليومية التي شاركني هو و نخبة مخلصة الرغبة في تجسيد الحلم، وكان له دوره البارز في التحضير واعداد التجارب التي سبقت الصدور ولكن حدث انه كان لديه احتجاج شديد على تدخل الادارة المالية في شؤون التحرير وترجم احتجاجه بمغادرة الجريدة عشية صدورها وبين يدي العدد الاول الذي كان يحمل مقال له على الصفحة الاخيرة كان مقدراً ان يكون مقالاً يومياً وعلى نفس الصفحة كان هناك مقال صديق العمر الاخر الكاتب المبدع جمال ابو حمدان ومن جانبي تفهمت الامر وكان مضنياً ان اجد البديل فاستعنت بالكاتب القصصي المغامر الاستاذ زكريا تامر كما استعنت بالساحر الاستاذ محمد الماغوط في كتابة كل منهما زاوية على الصفحة الاخيرة.
مضت ايام طويلة وجرت مياه كثيرة تحت النهر وقد فاجأني الصديق فهد باقتراح ان نصدر انا وهو جريدة اسبوعية وكان يريدني شريكاً، وفي النهاية اكتفيت بان اعده بان اكون متفرغاً معه لمدة محدودة حتى تقف الجريدة على قدميها، وبعد ستة اشهر خفت مساهمتي بعد ان استقرت احوال ”المجد” والحقيقة انني احسد الصديق فهد على مثابرته رغم كل المحبطات والمحددات، ولكن لم ابالغ في احباطه ليقيني ان تجربتي مختلفة عن تجربته، فالجريدة الاسبوعية اخف بلاءً واعباء من الجريدة اليومية التي كان اصدارها مضنياً، واذكر انني ومن معي بكينا عندما صدر العدد الاول من جريدة ”القدس” عام 1966 التي اغتالها الاحتلال باغتصاب المدينة المقدسة، وايضاً بكيت ومعي المجموعة التي اصدرت جريدة الرأي عام 1971، وكذلك بكيت انا وصحبي عند صدور العدد الاول من جريدة الاخبار عام 1975.
ظاهرياً يبدو الصديق ” ابو مظفر” اكثر عاطفة وانفعالاً، ولكنه جوهرياً اختار ان لا يضع نفسه في موقع يفرض عليه البكاء، وقد نجح ايضاً في ان يحقق استمرارية على مدى 22 عاماً.. وكل عام والمجد ومالكها واسرتها بخير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى