الهجمة الخليجية المتصهينة على حزب الله.. لماذا ؟

 

ليست الهجمة الوهابية التكفيرية السعودية على قوى المقاومة وليدة هذه المرحلة, بل هي قديمة جديدة وظهرت بشكل واضح فاضح منذ بدأت المقاومة في لبنان وفلسطين تحقيق الانتصارات على مجرمي الحرب الصهاينة بعد دحر الاحتلال الصهيوني عن صدر الجنوب اللبناني المقاوم في العام 2000 دون قيد او شرط مرورا بالصمود الاسطوري في مواجهة العدوان الصهيوني في تموز عام 2006 الذي شكل القاعدة الاساس في دعم ومساندة المقاومة الفلسطينية التي فرضت المزيد من الضغوط على مجرمي الحرب الصهاينة للانسحاب من قطاع غزة وتفكيك مستعمراتها دون قيد او شرط وما تلاله من صمود اسطوري لقوى المقاومة وجماهير شعبنا الفلسطيني المقاوم في مواجهة خمسة حروب صهيونية على قطاع غزة المحاصر خلال سنوات ثلاث عندما صوب النظام الوهابي التكفيري السعودي سهامه المسومة الى حزب الله واتهامه بالمغامرة والعدمية وتوريط العرب بحروب مع العدو الصهيوني هم بغنى عنها .

لكن السبب الاساسي لانتقال هذه الانظمة المتصهينة في عدائها للمقاومة من السرية المضمرة الى العلنية الفاضحة وسقوط برقح الحياء يتمثل في انهيار النظام الرسمي العربي وتراجع حركات التحرر العربية وانقسامها بعد ما سمى الربيع العربي المزعوم الذي استثمرته دوائر الاستخبارات الغربية وحولته الى خنجر سام لتعميم ثقافة الفتنة الطائفية والمذهبية بين ابناء الشعب الواحد للاقتتال والانزلاق الى حروب اهلية لتقسيم المقسم ليكون العدو الصهيوني المستفيد الاول من هذه الاحداث التي حولت معظم الانظمة العربية المتصهينة الى ادوات لاستهداف قوى المقاومة وفي مقدمتها حزب الله لتضمن حماية عروشها بعد التساوق مع المشاريع والمخططات الصهيوامريكية لعدة عوامل من اهمها .

اولا :ان حزب الله متمسك بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في فلسطين من بحرها الى نهرها ويدعم ويساند انتفاضة شعبها التي تزلزل الارض تحت اقدام سلطات الاحتلال الصهيوني .

ثانياً: هزيمة وفشل المشاريع والمخططات الصهيوامريكية وادواتها وعصاباتها الوهابية التكفيرية في المنطقة تحت ضربات المقاومة وجيوشها الباسلة من سورية الى العراق الى اليمن .

ثالثاً : والاهم ان قرارات الانظمة العربية المتصهينة وضع حزب الله على ما يسمى قائمة الارهاب في هذه المرحلة يعتبر مقدمة لوضع فصائل المقاومة الفلسطينية على قوائمهم السوداء مثل وجوههم مع العلم ان معظم هذه الفصائل موجودة على القوائم الصهيوامريكية منذ سنوات .

وفي كل الاحوال في زمن انتصارات محور المقاومة والصمود من فلسطين الى لبنان وسورية والعراق الى ايران واليمن لم يعد مبرراً صمت الشارع العربي على الجرائم التي ترتكبها الانظمة الوهابية التكفيرية بقيادة النظام الوهابي السعودي بحق شعبها اولاً وبحق شرفاء الامة ثانيا من قوى المقاومة المنتصرة وهذا بصراحة من المفروض ان يشكل حافزاً مهم لإعادة ترتيب القوى المناضلة لتنظم الحراك الشعبي العاجل لزلزلة الارض تحت اقدام الطغاة من هذه الانظمة من خلال برامج عمل منظمة بأهدافها الوطنية والقومية الاصيلة بعدما نزعت الانظمة الوهابية التكفيرية المتصهينة برقع الحياء لتقدم الدعم والمساندة للعصابات الوهابية التكفيرية وتعلن الحرب على قوى المقاومة وفي مقدمتها حزب الله المقاوم بشكل معلن لتتحول الى شريك للعدو الصهيوني المهزوم تحت ضربات المقاومة اللبنانية والفلسطينية التي مرغت انف جنرالاتهم في الوحل كما تمرغه اليوم الهبة الشعبية الفلسطينية التي دخلت شهرها السادس بكل قوة وجبروت شعبنا الفلسطيني المقاومة المستمر في مقاومة العدو الصهيوني المحتل الذي فقد زمام المبادرة في مواجهتها واصبح مأزوما بسبب انتصارات حزب الله وما يملكه من ارداة مقاومة واسلحة متطورة وما يمثله في الشارع العربي والاقليمي والدولي من رصيد جماهيري وخاصة في فلسطين المحتلة بعد الدعم والمساندة للهبة الشعبية الفلسطينية مما يقلق سلطات الاحتلال الصهيوني التي فشلت بامتياز من إطفاء جذوته باعترافات قياداتها العسكرية والامنية والسياسية بالرغم من التنسيق الامني مع سلطة معازل اوسلو التي تفخر قيادتها السياسية والامنية بهذا التنسيق بعدما افشلت اكثر من 200 عملية فدائية واعتقلت اكثر من 100 مقاوم فلسطيني لحماية قطعان المستوطنين والمستوطنات الصهيونية بعد ملاحقة قوى المقاومة في معازل سلطة اوسلو في اراضي الضفة الغربية المحتلة التي تعتبر كيان وظيفي هزيل وجدت بقرار استعماري غربي صهيوامريكي لحماية المصالح الصهيونية وليس المصالح العربية الفلسطينية المقاومة .

لذلك ليس غريبا والا مستغربا على سلطة معازل اوسلو المشاركة  في اجتماعات ما يسمى وزراء الداخلية والخارجية العرب المأجورة في اطار ما يسمى الجامعة العربية المزعومة لتوافق على قراراتهم المتصهينة في وضع حزب الله على قائمة الارهاب مقابل حفنة من الدولارات المسمومة مما يشجع بعض الانظمة الغربية للتحرك في اطار مؤسسات الامم المتحدة لوضع حزب الله على قوائم الارهاب العالمي الى جانب بعض الفصائل الفلسطينية المقاومة .

وبالرغم من حراك الانظمة العربية الوهابية التكفيرية المتصهينة لا بد من التأكيد على حقيقة واضحة وصريحة ويدركها العدو قبل الصديق والشقيق ان محور المقاومة والصمود تجاوز مرحلة الخطر ووصل لحد لا تستطيع هذه الحوثالات من الانظمة المتصهينة النيل منه وكسر شوكته لأسباب كثيرة ومن اهمها الاتفاق الايراني مع السداسية الدولية بخصوص البرنامج النووي السلمي ورفع الحصار عن ايران والاعتراف بها كقوة اقليمية دولية من قبل الانظمة الغربية وفي مقدمتها الادارة الامريكية مما افشل التحركات الوهابية الصهيونية في استدراج الجمهورية الاسلامية الايرانية لحبلة الصراعات المذهبية والطائفية في المنطقة بعدما اثبتت انها دولة مؤسساتية ورقم صعب لا يستطيع احد تجاوزها .

ثانياً الانتصارات التي يحققها الشعب العربي السوري والعراقي واليمني على الارهاب والارهابين من العصابات الوهابية التكفيرية صنيعة العدو الصهيوامريكي الممولة من قبل الانظمة المتصهينة في المنطقة وفي مقدمتها النظام الوهابي السعودي والقطري والتركي التي اصبحت اطماعها ومخططاتها ومشاريعها المتصهينة في مهب الريح .

لهذه الاسباب لجأ النظام الوهابي التكفيري الى ما يسمى الجامعة العربية ليسوق نعاج الانظمة ممن يسمون وزراء الداخلية والخارجية لمعظم الأنظمة العربية المتصهينة لاتخاذ القرارات الأثمة التي رفضها العراق وتحفظ عليها لبنان وتونس لتشكل هذه القرارات الوهابية المتصهينة المقدمة لاستجداء مجلس الامن الدولي لاستصدار قرار تحت الفصل السابع لتشريع العدوان الصهيوني على لبنان واستهداف قوى المقاومة بقيادة حزب الله والانفراد بضرب فصائل المقاومة الفلسطينية فيما بعد ومحاصرة الهبة الشعبية وكسر ارادتها الصمودية وانهائها ليبدأ العد التنازلي في تصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني لذلك فإننا نحذر من مغامرة وهابية تكفيرية سعودية صهيونية بعد الهزائم المشهودة في سورية واليمن والعراق لإعلان الحرب الفاشلة مسبقاً على حزب الله لتعويض هذه الهزائم وحفظ ماء وجوههم السوداء امام شعوبهم المقهورة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى