استئناف مسيرة الاصلاح السياسي ومضاعفة الاهتمام بالمأزق الاقتصادي

حثت الادارة الامريكية في واشنطن السلطات الاردنية على مواصلة برنامج التطوير والتصحيح الاقتصادي ومسيرة الاصلاح السياسي والديموقراطي، باعتبارهما اهم مرتكزات الامن والاستقرار والتماسك الاجتماعي الاردني، وسط اقليم ملتهب ومضطرب وسريع الاشتعال.
وعلمت ”المجد” ان اللقاء الملكي مع الرئيس الامريكي في البيت الابيض، اواخر الشهر الماضي، قد ركز – فيما يخص الوضع الداخلي – على هذين الملفين، حيث عرض الملك للمصاعب الاقتصادية والمالية التي يعاني منها الاردن، فيما تطرق الرئيس اوباما الى ضرورات مواصلة الاصلاحات السياسية، وتعزيز التحولات الديموقراطية والمشاركات الشعبية الاردنية.
وتقول صالونات عمان السياسية التي تتداول جانباً من وقائع اللقاء الملكي- الامريكي، ان اوباما قد ربط، من طرف خفي، بين الاستعداد الامريكي لتقديم الدعم الاقتصادي للاردن، وبين استجابة الاخير لمتطلبات الاصلاح السياسي والتحول الديموقراطي، فضلاً عن مضاعفة العناية باوضاع اللاجئين السوريين في الاردن.
وتنقل هذه الصالونات عن اوباما تشديده ”على ضرورة المضي قدماً في عملية الاصلاح السياسي، لانها تصب في صالح امن واستقرار ورفاهية الشعب الاردني”، مشدداً على ان المجتمعات المكبوتة والمضغوطة تشكل بيئة خصبة لانتاج الافكار المتطرفة والحركات الارهابية.
وتجزم هذه الصالونات ان الانتخابات النيابية العتيدة سوف تتم خلال هذه السنة، حيث لا صحة مطلقاً للاقاويل والشائعات المتداولة حالياً بخصوص تأجيل الاستحقاق الانتخابي لدواعٍ واعتبارات امنية.
وتبين هذه الصالونات ان اجراء الانتخابات النيابية العتيدة، وفق القانون الانتخابي الجديد الذي اسقط لعنة ”الصوت الواحد”، يعتبر اوضح دلالات المضي في مشروع الاصلاح السياسي، لا سيما وانه سيكون مصحوباً بتشكيل حكومة برلمانية ومجلس اعيان جديدين.
والجدير بالتنويه ان ارادة ملكية ”عاجلة” قد صدرت امس الاحد بالمصادقة على هذا القانون الجديد، وهو ما يؤشر على قرب الانخراط في العملية الانتخابية ومخرجاتها الحكومية وغيرها.
تختلف صالونات عمان حول مواعيد وسيناريوهات العملية الانتخابية المقبلة، غير انها تكاد تجمع على قرب رحيل حكومة النسور، وافساح المجال امام حكومة طازجة للاشراف على هذه العملية.. بل هناك بين الصالونات من يؤكد ان النسور ووزراءه باتوا يستعدون لهذا الرحيل ويتصرفون حالياً على هذا الاساس.
كما تختلف هذه الصالونات، ذات الاطلاع الواسع، على هوية رئيس الحكومة البرلمانية القادمة، ما بين سياسية واقتصادية، حيث ترجح غالبية هذه الصالونات اسناد رئاسة الحكومة الى شخصية اقتصادية وازنة، نظراً لصعوبة الاوضاع المالية والاقتصادية الراهنة، وتقدمها على كل ما عداها من مصاعب وتحديات سياسية وعسكرية وامنية ”مقدور عليها”.
ومن قبيل تحصيل الحاصل وتعريف المعروف، تشير هذه الصالونات الى الزيادة التي طرأت على حجم المساعدات المالية الامريكية للاردن هذه السنة، حيث اقر الكونغرس الامريكي بالاجماع رفع هذه المساعدات الى مليار و275 مليون دولار، بعد ان كانت مليار دولار فقط في العام الماضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى