اما آن لكم ان تستيقظوا..!؟

ايها المثقفون يا فرسان الكلمة الصادقة والجريئة يا اصحاب العزائم والهمات العالية والمواقف المشرفة, اين انتم اليوم !؟ .

الامة بحاجة اليكم في هذه الايام, بحاجة الى افكاركم النيرة ونصائحكم القيمة وقدوتكم الحسنة – اناشدكم بمبادئكم النبيلة وقيمكم السامية ان تخرجوا من صوامعكم ومن غار اعتكافكم, وان تعودوا الى الشارع وتمارسوا دوركم الطليعي في اخذ زمام المبادرة وقيادة الجماهير الى الطريق السوي – فانتم صوتها المسموع وضميرها الحي, انتم نبض قلوبها من الوريد الى الوريد, انتم لسان حالها الذي ينطق باسمها, انتم يدها التي تعمل وتشير الى الخلل و الصواب.

الامة بحاجة اليكم لتصويب مساراتها, فهي تعيش مؤامرات التجزئه والشرذمة ومشاريع التقسيم والتذهيب الطائفي والعرقي, وتعاني من الثالوث الاسود.. الفقر والجهل والمرض.

الامة بحاجة ماسة الى “دعاة لا قضاه” لاخراجها من حالة اللاوعي والتيه والضياع والتردي, بحاجة الى اعادة بناء الوعي والرشد والتخلص من الخرافة المقدسة, نحن في هذه المرحلة بحاجة لبناء عقول بلا إلحاد, وايمان بلا خرافة, وانتم الاقدر على اعادة تشكيل هذا الوعي من خلال بناء منظومة الاخلاق الانسانية الجديدة, ومن خلال انتاج ثقافة التغيير والمعاصرة, وقبل هذا وذاك نحن بحاجة الى اعادة بوصلة النضال الوطني تجاه العدو الحقيقي الذي يحتل الاقصى وفلسطين من النهر الى البحر.

ايها المثقفون, هذا هو دوركم الان اناشدكم – بفئاتكم وتصنيفاتكم من وطنيين وعروبيين وثورين ومحافظين وعلمانيين واصلاحيين وتقدميين – ان تعالوا الى كلمة – سواء – كيف ننهض بهذه الامة ونخرجها من دياجير الظلام الى نور الامل والعمل, ومن حالة التنفير والتكفير والتفجير الى حالة الوئام والمصالحة والرشد والعقلانية.. تعالوا لانتاج ثقافة التحضر والمدنية, ثقافة المواطنة والقانون والعدالة الاجتماعية والنضال الوطني, ثقافة الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان, ثقافة الانتاج بدل الاستهلاك, وثقافة العمل بدل الكسل, وثقافة الابداع بدل التحجر.

ايها المثقفون, انتم وحدكم القادرون على قيادة ثقافة التغيير نحو العمل الايجابي البناء, فمداميك البناء لا يصنعها الا الوطنيون الذين انتم تمثلوهم, ولان الوطنية خدمة وتضحية لا كلمات جوفاء ولا خطب رنانه, فانها تعمل ولا تتكلم, لهذا فانتم خير من يقود المسيرة نحو اعمار البشر والحجر معا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى