الغرب يحرص على إبقاء الأردن ضمن دائرة نفوذه

تتسع دائرة العلاقات الأردنية مع اوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية ومع دول آسيوية وإفريقية   تابعة الغرب بعامة ، ولا يكاد يمر يوم دون اتصال أو لقاء أو زيارة لبحث ذات المواضيع التنسيق وأفضل السبل للتعاون العسكري وتبادل المعلومات ودعم الاردن لمواجهة الإرهاب وتمكين البيئات الحاضنة للاجئين من استيعاب استحقاقات اللجوء من طبابة وتعليم ومياه وتوفير فرص عمل .

وقد جرت اتصالات دول إفريقية بالأردن مؤخراً ، فيما يشبه ( تشبيك ) علاقات ومصالح وادوار ، أكثر منها عفوية ومجرد مجاملات وعلاقات عامة .

وتتخذ هذه العلاقات صفة الطابع الإستراتيجي العسكري و( محاربة الإرهاب والتطرف والفكر التكفيري ) بعد ان إنقلب الإرهاب على مصنعيه ومستخدميه من غرب ودول تابعة له .

وكان رئيس وزراء بريطانيا كاميرون ،قد اعلن صراحة  عن برنامج متكامل يخص الأردن ، لتمكينه من إستيعاب اللاجئين بدلاً من هجرتهم إلى أوروبا ، عبر إعفاء المنتجات الأردنية من الضرائب وتحقيق استثمارات فيه تخلق فرص عمل ، وتقديم اموال لتحسين البنى التحتية .

وفي الأغلب يحضر المباحثات التي تتم مع الملك عبد الله الثاني كبار المسؤولين الاردنيين كشقيق الملك الامير فيصل, ومستشاره العسكري رئيس الاركان الفريق أول الزبن ورئيس الديوان الملكي, ونائب رئيس الوزراء ؛ وزير الخارجية ومدير مكتب الملك ، ما يعكس الاهمية البالغة لهذه اللقاءات سواء تمت داخل الأردن او خارجه.. وتعقد احياناً بعض اللقاءات مع رئيس الوزراء د. النسور بصفته غالبا وزيراً للدفاع .

فقد أكد الملك عبدالله الثاني، خلال اتصال هاتفي، مع رئيس جمهورية باكستان الإسلامية، ممنون حسين، ضرورة تكثيف الجهود الإقليمية والدولية للتصدي لخطر الإرهاب وعصاباته المتطرفة، التي تهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم.

وجاء الاتصال على خلفية الهجوم الإرهابي الذي استهدف، يوم الأربعاء الماضي، جامعة باشا خان في منطقة شارسادا الباكستانية.

من جهته بحث الأمير فيصل بن الحسين ؛ مع وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس والوفد المرافق له، القضايا والأمور ذات الاهتمام المشترك وسبل تطويرها وتعزيزها فيما يخدم مصلحة البلدين, حضر اللقاء رئيس هيئة التخطيط الاستراتيجي والسفيرة اليونانية في عمان.

وبحث الملك مع قائد القيادة المركزية الأمريكية، الفريق أول لويد أوستن، الذي يزور الأردن حاليا،علاقات التعاون الاستراتيجية في المجالات العسكرية بين البلدين والجهود الإقليمية والدولية المبذولة للتصدي لخطر الإرهاب ومحاربة عصاباته المتطرفة.

حضر اللقاء الأمير فيصل بن الحسين، ورئيس الديوان الملكي ، ومستشار الملك للشؤون العسكرية، ومدير مكتب الملك، والسفيرة الأمريكية في عمان.

وكان رئيس الأركان الفريق اول الزبن قد بحث أيضاً مع قائد القيادة المركزية الامريكية والوفد المرافق، العلاقات الثنائية بين جيشي البلدين وآخر التطورات على الساحة الاقليمية.. وحضر اللقاء الأمير فيصل بن الحسين والسفيرة الامريكية والملحق الدفاعي الامريكي في عمان.

كما استقبل رئيس الوزراء ؛ د. عبدالله النسور في مكتبه برئاسة الوزراء وزير الدفاع اليوناني  بانوس كامينوس والوفد المرافق.

وتم خلال اللقاء الذي حضره رئيس هيئة التخطيط في القوات المسلحة ، والسفيرة اليونانية في عمان، بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك.

من جهته تحدث رئيس وزراء اليونان ؛ وزير الدفاع ، ايمان البلدين بأهمية محاربة الارهاب الذي تتجاوز شروره المنطقة الى العالم أجمع، مؤكداً ان منطقة الشرق الاوسط تمر بظروف صعبة للغاية وتحديات كبيرة.

وحث د. النسور؛ المجتمع الدولي على مساعدة الاردن لمواصلة تقديم الخدمات الاساسية والضرورية للاجئين السوريين ، داعياً اليونان من خلال عضويتها في الاتحاد الاوروبي للعب دور اكبر في مساعدة الاردن لفتح اسواق الاتحاد الاوروبي امام المنتجات والصادرات الاردنية.

ولفت  وزير الدفاع اليوناني، الى ان بلاده  تعاني ايضا ، جراء استقبال اللاجئين السوريين وان كان بشكل اقل من الاردن، داعياً الى تبادل الخبرات والتدريب بين البلدين في المجالات العسكرية والدفاعية.

ومن جهته بحث رئيس مجلس النواب م. عاطف الطراونة ، مع وزير دفاع اليونان والوفد المرافق في مكتبه بدار مجلس النواب ،  بحضور السفيرة اليونانية المعتمدة لدى الأردن ( الاعباء والجهود التي يبذلها الاردن جراء تداعيات الاوضاع في المنطقة وبالذات استقباله للعديد من موجات اللجوء بدءاً من اللجوء الفلسطيني وانتهاء باللجوء السوري ).

وأكد ان تنامي العنف والارهاب سببه الرئيس عدم ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية مشددا ان الكيل بمكيالين وعدم تطبيق القرارات الدولية بعدالة يزيد من حدة العنف والتطرف ويعطي المبررات للشباب للانخراط في المنظمات الارهابية.

واشاد الطراونة بمواقف اليونان الداعمة للقضايا العربية كافة خاصة القضية الفلسطينية, معربا عن امله باستمرار دعم اليونان من خلال عضويتها في الاتحاد الاوروبي للقضية الفلسطينية ودعم الدول المستضيفة للاجئين وعلى رأسها الاردن.

واكد كامينوس استمرار بلاده بدعم الاردن, مبينا ان اليونان ستحث الاتحاد الاوروبي لتقديم الدعم لتمكينه من مواصلة دوره ازاء قضايا المنطقة خاصة استقباله للاجئين ومحاربة الارهاب.

وكان الملك عبد الله الثاني قد استقبل النائبين ستيف روسل وستيفن لينش العضوين في لجنة الخدمات العسكرية في مجلس النواب الأميركي ، ضمن وفد نيابي امريكي ، وبحث مع الوفد علاقات الصداقة الاستراتيجية الأردنية- الأمريكية.

وعلى صعيد العلاقات الديبلوماسية بين الأردن والولايات المتحدة ، ما زالت واشنطن تحاول ترميم ما لحق بهذه العلاقات، جراء اعتذار الرئيس الأمريكي أوباما عن استقبال الملك عبد الله الثاني ، الأمر الذي كان محل تكهنات الأوساط السياسية في الأردن حول مستقبل هذه العلاقات  العلاقات بين البلدين ، فقد قالت السفيرة الامريكية آليس جي ويلز ، ان زيارة الملك عبدالله الثاني الاخيرة لواشنطن ومباحثاته مع المسؤولين الامريكيين اكدت اهمية العلاقة المتنامية بين الجانبين والتزام امريكا بتوفير الدعم للأردن في مختلف المجالات .

وجاء حديث السفيرة ويلز هذا، خلال لقاء جمعها مع عدد من رؤساء تحرير الصحف والصحفيين ، وأضافت أنه في الزيارة الملكية ، التباحث حول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك والمتعلقة بمحاربة الارهاب وتنظيم داعش، والموضوع السوري، ومباحثات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين للوصول الى حل الدولتين.

وقالت ويلز ان الكونجرس الأمريكي اقر دعما لموازنة الاردن لعام 2016 مقداره 275ر1 مليار دولار، اضافة الى دعم آخر في مجال مكافحة الارهاب ودعم التحالف ومجالات اخرى مشيرة الى ان حجم الدعم الامريكي للأردن للعام 2016 قد يصل الى 6ر1 مليار دولار.

وقالت أن الملك خلال زيارته لواشنطن، تلقى  رسالة توكد اهمية العلاقة بين الجانبين والتزام امريكا في دعم الاردن.

ولفتت الى ان الولايات المتحدة قدمت مساعدات للأردن في السنة الماضية في مختلف المجالات والتزمت بدعم نموه ، الامر الذي اوجد فرص عمل للأردنيين.

وقالت السفيرة ويلز انه وفقا للإحصاءات فقد زادت صادرات الاردن الى امريكا العام الماضي بنسبة 9 % ، وعزت ذلك الى اتفاقية التجارة الحرة بين امريكا والاردن .

وحول ما تقوم به قوات التحالف في حربها ضد تنظيم داعش قالت “اننا نحقق تقدما ملموسا في سعينا مع قوات التحالف لهزيمة داعش الذي فقد 40 % من الاراضي التي كانت تحت سيطرته”، مشيرة الى ان عدد الضربات الجوية ضد التنظيم زاد بمقدار 10 اضعاف عن العام الماضي .

واكدت السفيرة ويلز ان التحالف الدولي يزداد قوة ضد تنظيم داعش مشيرة الى دور الاردن البارز والمهم في محاربة التنظيم وتنفيذ الطلعات الجوية.

وادعت ويلز لبلادها العزم لإلحاق الهزيمة بداعش ، التي صنعتها واكدتها بكل أشكال الدعم من فوق الطاولة وتحتها . وشكلت بحسب ويلز تحالفا ضم 65 دولة، مؤكدة ان ” داعش ليس بالعدد الكبير وسنهزمه في النهاية” .

وقالت في ردها على اسئلة الصحفيين ان مجابهة داعش في العراق اسهل منها في سورية حيث تم في العراق التعامل مع قوات البشمركة والجيش العراقي ولكن الوضع في سورية اكثر تعقيدا.

وحول ما يشكله اللجوء السوري على الاردن والبنى التحتية فيه قالت السفيرة ويلز ” لقد زرت الشمال الاردني والمناطق الاكثر تاثرا باللجوء السوري واطلعت عن كثب الى الحاجة الى بناء المدارس وتجديد المستشفيات وتنفيذ مشاريع المياه، مشيرة الى ان مؤتمر لندن الذي سيعقد في  4 شباط المقبل للدول المانحة ن معني بتوفير الدعم للأردن ( الذي يحتضن القيادات السورية المستقبلية) على حد تعبيرها.

وحول بعض التصريحات التي ترددت في الولايات المتحدة خلال الحملات الانتخابية ضد اللاجئين والمسلمين، وعدم السماح لهم بدخول امريكا قالت ان ” الولايات المتحدة لا تقبل ذلك وترفض اللغة المستخدمة حول الاسلام فوبيا” مشيرة الى ما قاله الرئيس اوباما مؤخرا ” الاسلام جزء من النسيج الامريكي” .

واضافت السفيرة ويلز ” اعتقد ان مسؤولية كل امريكي ان يرفض كل تمييز نتج عن الهجمات الارهابية التي حدثت في اماكن متعددة”.

وحول الموضوع الايراني قالت لقد قطعنا الطريق لصناعة القنيلة النووية ولا زالت هناك عقوبات مفروضة على ايران، مؤكدة اننا ” لا نوافق ايران على ممارسة تجاوزات وتدخلات هنا وهناك”.

وكان نائب الرئيس الأمريكي بايدن قد أعرب في اتصال هاتفي مع الملك عبد الله الثاني عن اهمية زيارته لواشنطن وبحث معه متابعة الملفات المطروحة ..حيث أكد دعم الولايات المتحدة للأردن في جهوده الهادفة الى تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وجرى اتصال بايدن الهاتفي ، بعد الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الملك والرئيس الروسي بوتين ، في نفس اليوم الذي عاد فيه الملك من الولايات المتحدة الأمريكية حيث بحثا مستجدات الأزمة السورية، وجهود المجتمع الدولي الهادفة إلى إيجاد حل سياسي شامل لها وما يتصل بالحرب على الإرهاب، والجهود الإقليمية والدولية في هذا المجال ، ما يعكس اهتمام الغرب وواشنطن بخاصة في عدم  ذهاب الأردن بعيداً عن دائرة علاقاته مع الغرب .

وكان الملك عبد الله الثاني قد بحث مع وفد نيابي أمريكي  يضم عضوين في لجنة الخدمات العسكرية علاقات الصداقة الاستراتيجية الأردنية- الأمريكية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى