“جك” تصر على مواصلة اعتصاماتها قرب سفارة العدو بالرابية

دعت جماعة “جك”  المناهضة للصهيونية إلى تنفيذ الاعتصام رقم 304 ، في موعده  مساء الخميس المقبل, رغم اعتقال 12 ناشطاً من أعضائها يوم الخميس الماضي قبل دقائق من موعد تنفيذ الإعتصام الذي حمل الرقم 303.

وقالت الجماعة في بيان أعلنه منسقها د. إبراهيم علوش، أن معاهدة وادي عربة اصطفاف إقليمي في السياسة الخارجية، ونهج ذو تبعات في السياسات الداخلية، يتمثلان في نهج تعزيز التطبيع مع (إسرائيل) وفي إفقار المواطن والتغول على قوته بالخصخصة وبيع البلاد للأجنبي.

وقال د.علوش : أن الجهات الأمنية المعنية اعتقلته و11 ناشطاً في جماعة جك يوم الخميس الماضي لدى تنفيذهم الإعتصام ألـ 303 ، وهو ما كانت الحكومة قد شددت على منعه منذ أشهر منذرة المعتصمين بالسجن في حالة الإستمرار في تنفيذ الاعتصام الأسبوعي مساء كل يوم خميس ، عند رصيف جامع الكالوتي قرب السفارة ( الإسرائيلية).

وقال د. علوش : ان الإعتقال تم بعد سلسلة الاستدعاءات الأمنية والاعتقالات والضرب والقمع والمضايقة التي لحقت بمناضلي “جك” خلال الأسابيع الماضية، وتم في موقف السيارات خلف مسجد الكالوتي قبل موعده بدقائق، حيث أودعوا في شاحنة تغطَى زجاجها بالشبك الحديدي، وكان آخر من افرج عنه ، هاني النشاش ، بعد “تلبسه” باستخدام هاتفه النقال لتصوير الكفالة التي وقعها، مما أخر الإفراج عنه، وبقي ألـ 11 المفرج عنهم ينتظرون خروجه .

وأضاف أن الاعتقال الذي يُحسب بالساعات أو الأيام أو حتى الأسابيع ليس اعتقالاً يُعتد به، ولا يجعل ممن يتعرض له بطلاً قومياً، بخاصة إذا لم يترافق مع معاناة استثنائية في ظروف السجن أو التحقيق، إذا ما قارناه بالسنين والعقود التي امضاها معلمو النضال المعتقلون في سجون العدو الصهيوني والأنظمة العربية التابعة له.

منوها بصمود (الجكيين) على مدى  5 سنوات و7 أشهر وأسبوعاً على رصيف جامع الكالوتي، في كل الأحوال الجوية والسياسية، للمطالبة بإعلان بطلان معاهدة وادي عربة وإغلاق سفارة الكيان في عمان، بخاصة عندما تتوه بوصلة البعض عن العدو الرئيسي في خضم (الربيع العربي ) المزعوم وغيره، وفي العواصف الثلجية والقيظ ظهيرة أيام رمضان، وتحت وطاة التهديد الجدي بالاعتقال والضرب والقمع والتضييق ، … تلك مدرسة في النضال لا يعرفها آخرون، مدرسةٌ لا يتجاوز عمر بعض اساتذتها 20 عاماً، لكنهم تمكنوا، رغم ذلك، من تطويع غيلان المخاطرة وعدم اليقين التي تحاصر القلب الثائر من أجل عيون الأردن وفلسطين والأمة العربية.

وأوضح د. علوش أنه تم الإفراج عليهم فجراً بكفالة مشروطة بعودتهم لمديرية أمن العاصمة يوم الأحد في الساعة الثامنة صباحاً، وإلا سيتم التعميم عليهم، على أن يتم “إيداعهم لدى المحافظ”، كما ينص شرط الإفراج .  وقد قيل لنا أننا، بعد محاولاتنا المتعددة لمقابلة محافظ العاصمة من دون جدوى، سنحظى بشرف مقابلته أخيراً يوم الأحد صباحاً!  فلعله خير…

مبيناً أن ظروف الاعتقال بعامةً لم تكن سيئة، باستثناء عملية الاعتقال نفسها والشدة التي رافقتها، وإلقاء 12  ناشطاً في شاحنة لا تتسع لأكثر من  6 أشخاص، مع الحارسين والسائق.

وأضاف للأمانة  نقول أن تعامل مرتبات وضباط الأمن العام معنا جميعاً كان محترماً ولائقاً وودوداً، كما لم يتعرض أيٌ منا لإساءة أو ضرب أبداً، على العكس… اتوا لنا بالماء على نفقتهم الخاصة ووضعونا في أحد مكاتبهم، بدلاً من الزنازين، حيث تناوبنا على الجلوس على المقاعد الثلاثة المتوفرة، ولن أقول أكثر، حتى لا يتعرضوا للتأنيب من الجهاز المدني الذي يتبعون له إدارياً وهو وزارة الداخلية وبعض موظفيها المدنيين الذين كان تعاملهم سيئاً وغير لائق وغير محترم، سياسياً قبل الاعتقال.

وتابع علوش في بيانه بالقول ، وخلال الاعتقال في “المقابلة” التي حظينا بها مع أحد مساعدي المحافظ في مبنى محافظة عمان، اتحفنا بتعاملٍ فظٍ وعُرفي تقليدي من النمط العثماني، بعد نقلنا هناك بالشاحنة التي يسمونها “الزنزانة”، وهي زنزانة “سفري” في الواقع تتمثل أماكن الجلوس فيها بخشبتين رفيعتين طويلتين مثبتتين على حيطانها تتحولان طبيعياً إلى “فلقة” مع المطبات في الطريق.

وأضاف د. علوش ، أن حملة تضامن مع المعتقلين جرت شارك فيها  (جكيون ) نسبة الى جماعة ( جك )  ولائحيون غير معتقلين ( نسبة إلى لائحة القومي العربي ) التي يرأسها، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام القليلة التي اهتمت لأمر اعتقالنا، الأمر الذي كان لها دورٌ كبيرٌ في تسريع الإفراج عنا، لأن ما وردنا في البداية كان يشير بوضوح أننا لسنا بصدد العودة لمنازلنا قريباً.

مبرزاً ما تحقق من تضامن حقيقي وليس عابراً ، بعباراتٍ تنضح صدقاً وأصالة تحملنا المزيد من المسؤولية لمتابعة المسيرة حتى النهاية.. فضلاًعن الذين هرعوا لمديرية أمن العاصمة بعد منتصف الليل، ومنهم  12 شخصاً كفلوا المعتقلين الـ12، كان يمكن لمعظمهم أن يكونوا معتقلين معنا لو لم يتأخروا دقائق عن الاعتصام، لأنهم كانوا تقليدياً من المشاركين فيه.  فكفلونا، وكان يمكن أن نكون نحن من يكفلهم.

وختم د. إبراهيم علوش بالتنويه بما توصل مناضلون ، أن ما حصل مع جك ، هو جزءٌ من نهج عام في الساحة الأردنية يتمثل بالعودة لنمط القبضة الأمنية، من القضايا المثارة ضد الإعلاميين إلى تسييج الساحات، لا ساحة الكالوتي فحسب، إلى منع مهرجان إحياء ذكرى الشهيد صدام حسين في مجمع النقابات المهنية قبل أيام، إلى اعتقال بعض الناس على بوستات عابرة على فيسبوك، إلخ…

وان هذا النهج لا يمكن فصله عن نهج تعزيز التطبيع مع العدو الصهيوني ومحاولة فرضه فرضاً، من خلال الدولة، على المواطن الأردني، ومن ذلك رعاية منح دراسية وفرص توظيف لآلاف الأردنيين في الكيان الصهيوني، ونهج إفقار المواطن والتغول على قوته برفع الأسعار والضرائب، وهو نهج الخصخصة وبيع البلاد للأجنبي.  فالترابط بين القمع، والإفقار، والتطبيع، هو ترابط عضوي، ولا يجوز، ولا يمكن، فصل التصدي لإحدى ظواهره عن الاثنتين الباقيتين.

وكانت الاجهزة الامنية قد اعتقلت – ثم افرجت عن- كل من : د. إبراهيم علوش, وبشار شخاترة, و د. واصل البدور, ومراد القاضي, و عبدالله الرمحي, وهاني النشاش, وصدام أبو دية , ومحمد الرمحي, وعبود نجم, ومازن اللحام, وزيد حمد, وعبدالجبار يوسف.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى