أثار رفض وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله إدراج اسم الشهيد نشأت ملحم ضمن أسماء شهداء “انتفاضة القدس” موجة غضب، لدى الرأي العام الفلسطيني الرسمي والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد ادرجت اسم الشهيد ملحم ضمن كشوفاتها لأسماء الشهداء، ورفعت إحصائية الشهداء إلى 150 بإرتقائه، ولكنها ما لبثت بعد وقت قصير، ان حذفت اسمه من الكشوفات، وإرجعت عدد الشهداء إلى 149 شهيدا فقط.
وقد اعتبر المجلس التشريعي الفلسطيني هذا القرار بحذف اسم الشهيد نشأت ملحم من قائمة شهداء انتفاضة القدس, مخالفة قانونية وأخلاقية وضربة موجعة للمقاومة الفلسطينية.
كما استنكر أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي في بيان له امس السبت قرار وزارة الصحة بحذف اسم الشهيد ملحم من قائمة الشهداء.
واعتبر ذلك “عملا جبانا ومخالفا لكافة القوانين والتشريعات الوطنية والدولية، بل هو عمل مخالف لأخلاق شعبنا, وضربة للمقاومة التي تعتبر أبناء شعبنا في الأراضي المحتلة عام 1948جزءاً لا يتجزأ من مقاومتنا, فهم شهداء قدموا أرواحهم من اجل فلسطين وبالتالي فإن إجبارهم على الجنسية الإسرائيلية لا يمس جنسيتهم الفلسطينية, فالأسرى من الــ48 يعاملون كالأسرى من كافة مناطق السلطة الوطنية”.
وفي السياق ذاته، رفض نشطاء فلسطينيون ما قامت به وزارة الصحة الفلسطينية, استثناء واسقاط الشهيد نشأت ملحم من قائمة شهداء “انتفاضة القدس”, حيث دشن هؤلاء النشطاء هاشتاغ (الشهيد_150_غصبن_عنكم)، على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، للتأكيد على رفض الخطوة التي لاقت استهجانا واسعا من قبل إعلاميين فلسطينيين أيضا، والذين وصف عدد منهم هذه الخطوة بأنها “تنكر لتضحيات الشهيد ملحم”، كما قال آخرون إن “الشهيد لا يحتاج شهادة وزارة الصحة، فالشهداء لا يستمدون عظمتهم من سجلات وزارة الصحة بل من دفاتر التاريخ “.
فيما رأى نشطاء وصحفيون اخرون أن وزارة الصحة لا تتحمل المسؤولية عما حصل، خاصة أنها نشرت اسم الشهيد ضمن القائمة، قبل أن تعود وتستثنيه، مشيرين إلى أن المسؤولية تقع على المستوى السياسي الفلسطيني والاتفاقيات المبرمة مع الإسرائيليين ومن ضمنها “أوسلو”، وأنه لا خيار لوزارة الصحة بتجاوز القرار السياسي.
بدورها، أكدت وزارة الصحة في رام الله، أن توثيقها لأسماء الشهداء محدد في نطاق عملها الرسمي ومسؤولياتها بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة.
وأضافت الوزارة في بيان صحفي، امس السبت، أن عدم إدراج اسم الشهيد نشأت ملحم في قوائمها لا يعني إسقاط هذه الصفة عنه، بل هو من أغلى الشهداء واسمه حُفر بدمائه الطاهرة التي روت تراب أرضنا الحرة”.
وكانت وحدة اسرائيلية عسكرية قد اقدمت ، مساء أمس الاول ، على اغتيال الشاب نشأت ملحم، في أحد المنازل بقرية عرعرة، بالقرب من مدينة أم الفحم المحتلة, بعدما كان قد نفذ عملية إطلاق نار في شارع “ديزنغوف”، وسط مدينة تل أبيب، أسفرت عن قتل مستوطنين اثنين، وجرح 10 آخرين، بتاريخ الأول من الشهر الجاري، ونجح بالاختفاء عن الأنظار حتى استشهاده مساء يوم الجمعة الماضي.