اعلنت منظمة هيومان رايتس ووتش امس الاحد ان حملة الاعدامات التي نفذتها السعودية بحق 47 شخصا يوم امس الاول، هي اكبر عملية “اعدام جماعي” في البلاد منذ العام 1980.
وكانت وزارة الداخلية السعودية قد اعلنت اعدام 47 شخصا ادانتهم “بالارهاب”، من بينهم رجل الدين الشيعي البارز الشيخ نمر باقر النمر الذي اعتبرت المنظمة انه خضع لمحاكمة “غير عادلة”.
وقالت المنظمة الحقوقية التي تتخذ من نيويورك مقرا لها ان “السلطات السعودية نفذت اكبر عملية اعدام جماعي في البلاد منذ 1980″.
واوضحت ان الاعدامات التي نفذت مطلع 2016، “تلي تسجيل اعلى عدد من الاعدامات السنوية خلال عام، مع 158 اعداما في 2015″.
وقالت مديرة الشرق الاوسط في المنظمة سارة ليا ويستون ان “السعودية حظيت ببداية مخجلة لسنة 2016، عبر اعدام 47 شخصا في يوم واحد، بعد عام شهد واحدا من اعلى معدلات الاعدام في التاريخ الحديث”.
وحذرت من ان اعدام النمر، ابرز وجوه الاحتجاجات في المنطقة الشرقية ذات الغالبية الشيعية، يهدد بزيادة التوتر المذهبي.
ورأت ويستون ان “اعدام السعودية لرجل الدين الشيعي البارز بعد محاكمة غير عادلة، يفاقم الخلاف المذهبي”، معتبرة ان “درب المملكة العربية السعودية للاستقرار في المنطقة الشرقية يقوم على انهاء التمييز المنهجي ضد المواطنين الشيعة، لا في عمليات الاعدام”.
وكان مدير منظمة العفو الدولية في الشرق الاوسط فيليب لوثر قال لوكالة فرانس برس ان السعودية “تصفي حسابات سياسية”.
واعتبر ان اعدام النمر “محاولة لاسكات الانتقادات ضد النظام وخصوصا في صفوف مجموعات الناشطين الشيعة”، معتبرا ان محاكمة الشيخ النمر كانت “غير عادلة بوضوح”.
وفي طهران اعتبر المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي ان السعودية ستواجه “النقمة الالهية” بعد اعدامها النمر.
ومن جانبها استنكرت الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية بلسان أمينها العام قاسم صالح ، هذه الجريمة النكراء التي ارتكبها النظام السعودي الغاشم بتنفيذ حكم الإعدام الجائر بحق النمر .
واعتبرت الأمانة العامة لمؤتمر لأحزاب العربية ، الذي يتخذ من العاصمة الأردنية ؛ مقراً لهاً ، إعدام الشيخ النمر ، بمثابة وصمة عار في جبين هذا النظام المتمادي في تآمره على الأمة من دعم للمنظمات الإرهابية في سورية، وعدوانه المستمر على اليمن، وتآمره الدائم على المقاومة في فلسطين ولبنان ، خدمة للمشروع الأميركي الصهيوني الذي يهدف إلى إسقاط الأمة وتمزيقها وضرب حصون المقاومة والممانعة فيها وزرع بذور الفتنة والشقاق ببن أبنائها.
وتوجهت الأمانة العامة إلى أحزاب الأمة وشعوبها بالدعوة للتمسك بالمقاومة وبالوحدة بين أبنائها لإسقاط أهداف هذه الجريمة, والوقوف في وجه الطغيان الذي تمثله السعودية.
كما طالبت الأمانة العامة الهيئات الدولية ولجان حقوق الإنسان بالتحرك العاجل لحماية معتقلي الرأي والحريات السياسية للأفراد والجماعات.
هذا وقد اعلن محمد النمر, شقيق الشيخ المعدوم النمر، صباح امس الأحد, أن السلطات السعودية قد أبلغتهم بأنها لن تسلمهم جثة أخيه، وأنها دفنته في مقابر المسلمين داخل المملكة.
وكتب محمد النمر على حسابه بتويتر أنه ورد اتصال من السلطات الأمنية أبلغتهم أن جثث المحكومين الـ 47 الذين أعدموا أمس الاول السبت, قد دفنت جميعها في مقابر المسلمين ولن تسلم لذويهم، في حين لم يصدر بيان رسمي من وزارة الداخلية السعودية يؤكد أو ينفي ما ذكره شقيق النمر.