صمد الاسد فتحرك العالم لايجاد حل للازمة السورية

أعلن الرئيس بشار الأسد أن اختيار رئيس البلاد مسألة سورية لا تخص الغرب، وقال أنه سيبقى في منصبه طالما أراد السوريون ذلك.
وأكد الأسد في مقابلة مع القناة الثانية للتلفزيون الهولندي، ردا على سؤال حول مطالبة الغرب برحيله من أجل تحقيق سلام مستدام في سوريا، أن السوريين لا يقبلون أن يأتي أحد من الخارج ويقول لهم من ينبغي أن يحكمهم، قائلا: ”نحن بلد ذو سيادة.. وسواء كان هناك رئيس جيد أو رئيس سيئ.. فإن هذه مسألة سورية وليست أوروبية. لا شأن للأوروبيين بمثل هذا الأمر.. ولهذا فإننا لا نرد.. إننا لا نكترث لذلك”.
وقال ساخرا تعليقا على سؤال حول قبول فرنسا ان يكون الأسد جزءا من الحل: ”شكرا لهم لقولهم هذا.. لقد كنت أحزم أمتعتي وأحضر نفسي للرحيل، أما الآن فيمكنني أن أبقى.. إننا لا نكترث لما يقولونه.. إنهم يقولون الشيء نفسه منذ أربع سنوات.. هل تغير شيء فيما يتعلق بهذه القضية؟. لم يتغير شيء”.
وتابع: ”هذه قضية سورية.. وسواء كان المتحدث أوباما أو الولايات المتحدة أو أوروبا أو أي بلد آخر.. فإننا لا نكترث لذلك.. طالما أراد السوريون أن يظل هذا الرئيس أو أي رئيس آخر في السلطة فإنه سيبقى.. وبالتالي، فأن يقولوا أن على الرئيس الرحيل الآن أو بعد ستة أشهر أو ست سنوات.. فإن هذا ليس من شأنهم.. بكل بساطة”.
ومن جانبه جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد بأن الشعب السوري وحده القادر على تقرير مصيره ومستقبل بلده، مشيرا إلى أن الجميع يتوافقون على هذا المبدأ لكن ”عليهم أن يكونوا بعيدين عن تفسيراتهم الخاصة بكيفية تطبيقه وفهمه بشكل مختلف والتخلي عن نظرتهم الأحادية”.
ووصف لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأمريكي جون كيري ومبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا في نيويورك يوم الجمعة الماضي القرار 4522 حول سورية الذي وافق عليه مجلس الأمن الدولي بالإجماع بـ ”الممتاز والجيد”، موضحا أن القرار يؤكد الحاجة لتكرار الجهود انطلاقا من الثقة المتمثلة بالمجموعة الدولية لدعم سورية إلى جانب الإشارة لكل المبادئ والقرارات التي ذكرت في بيان ”فيينا” والتي هي بمثابة خارطة طريق لتطبيق بيان ”جنيف”.
وأكد لافروف أن النجاح الأكبر الذي تحقق في جلسة مجلس الأمن هو تفعيل وثيقة ”فيينا” باعتماد القرار وحصول دي ميستورا بموجبه على صلاحية كاملة والبدء بالعمل على الدعوة لعقد اجتماعات بين الحكومة السورية ومختلف ”مجموعات المعارضة”.
وقال لافروف: ”فيما يتعلق بمستقبل الرئيس بشار الأسد فقد تحدثنا عن ذلك بشكل مستمر والرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث عن هذا الأمر في مؤتمره السنوي الموسع بالأمس وبشكل مبدئي لا يمكننا أن نتفق مع أي مقاربة تفترض أن هناك دولة من الخارج تفرض شكل القيادة في سورية”.
وأشار لافروف إلى صعوبة الجمع بين دول لها مواقف متعارضة بصورة كاملة حول الأزمة في سورية وكيفية تسويتها وأن ميزة مجموعة دعم سورية هي الجمع بين مختلف أصحاب المصلحة الذين يمكنهم التأثير على الوضع في الميدان السوري وتحقيق نتائج محمودة .
بدوره أوضح كيري أنه بعد تصويت مجلس الأمن على القرار بالإجماع سنشهد إطلاق مسار سياسي يعكس العمل والجهد الذي بذلته المجموعة الدولية لدعم سورية والملتزمة ”بالمبادئ والأطر الزمنية لحل الأزمة”.
وأعاد كيري تأكيده بأن لا حل عسكريا للأزمة في سورية والحل السياسي هو الحل الوحيد مبينا أن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل سورية.
وقال كيري.. ”إننا في الولايات المتحدة الأمريكية بدأنا نتقبل الواقع لأن الشرط المسبق المتعلق برحيل الرئيس بشار الأسد يؤدي إلى إطالة أمد الحرب وأمد المعاناة، ولذلك من المهم عدم وضع العربة أمام الحصان والبدء بحوار بين مختلف الأطراف ثم البت بالأمور المختلفة”.
وبين كيري أنه لن يكون هناك انتظار طويل لبدء العملية السياسية في سورية وقال ”إن الحلول والخطوات ستبدأ بالتبلور في غضون شهر ليس أكثر والجميع وافق على ذلك في جنيف وفيينا ومجلس الأمن”.
وكان مجلس الأمن الدولي وافق بالاجماع على القرار الذي حمل الرقم 2254)) بشأن التوصل الى حل سياسى للازمة فى سورية كانت اتفقت عليه أطراف ”المجموعة الدولية لدعم سورية” التي اختتمت أعمالها فى نيويورك مؤخراً حيث يؤكد القرار بأن السوريين هم من يحددون مستقبل بلادهم بأنفسهم دون أي تدخل خارجي وأن التنظيمات الارهابية خارج أي عملية سياسية.
كما يقضى القرار بـ ”عقد مفاوضات بين وفدى الحكومة السورية والمعارضة مطلع شهر كانون الثانى عام 2016 وتكليف الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون بجمع ممثلي الحكومة السورية و(المعارضة) من خلال مكتب المبعوث الخاص الى سورية ستافان دي ميستورا”.
ويتناقض هذا القرار الدولي وهذه التصريحات الروسية والامريكية تماماً مع المزاعم السعودية حول توافق موسكو وواشنطن على قرب رحيل الرئيس الاسد.
فقد علمت ”المجد” ان حكام السعودية قد عمدوا الى تسريب معلومات وهمية واسرار ملفقة الى بعض قادة فصائل المعارضة السورية التي اجتمعت في الرياض قبل نحو اسبوعين، حول اقتراب موعد التسوية السياسية للازمة السورية على قاعدة ”لا غالب ولا مغلوب” التي تقضي باستبعاد الرئيس الاسد مع الحفاظ على الحكم والجيش وحزب البعث وسائر مؤسسات الدولة السورية.
وقالت شخصية عربية مرموقة ”للمجد”، انها قد استمعت من احد اصدقائها القياديين في فصائل المعارضة السورية العائد من الرياض الى مقر اقامته في احدى العواصم العربية، ان حكام السعوية قد ابلغوه ان روسيا وامريكا توصلتا الى وضع اللمسات الاخيرة على حل توافقي للمعضلة السورية عبر مفاوضات مباشرة بين ممثلين عن النظام والمعارضة، اوائل العام المقبل.
ونقل هذا القيادي السوري المعارض عن حكام السعودية قولهم – او بالاحرى زعمهم- ان القيادة الروسية قد وضعت الرئيس الاسد في صورة هذا الحل الروسي- الامريكي، وذلك لدى زيارته منذ شهرين الى موسكو، حيث رافقه سراً في هذه الزيارة كل من رئيس الحرس الجمهوري ، وفاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية الذي تخلف في موسكو لدى عودة الرئيس الاسد وقائد الحرس الجمهوري الى دمشق.
وافاد هذا القيادي المتشكك فيما سمع من اباطرة السعودية، ان ولي العهد الامير محمد بن نايف قد حث قادة المعارضة الذين التقاهم على هامش اجتماعاتهم في الرياض، على انهاء خلافاتهم بسرعة بغية الاتفاق على تشكيل وفد ائتلافي يمثلهم في جولة المفاوضات المقبلة مع النظام.. زاعماً (الامير) ان من المقرر ان تبدأ الخطوات التنفيذية لمشروع التسوية عند منتصف شهر كانون الثاني المقبل، على ان تنتهي بعد ثلاثة اشهر حيث تسفر عن بدء المرحلة الانتقالية التي تتولى ادارتها حكومة مشتركة من النظام والمعارضة.
واشار القيادي السوري المعارض الى ان الامير ابن نايف هو الذي اوعز لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير باعادة التصريح مجدداً، بان لا مكان للرئيس الاسد في المرحلة المقبلة، لانه سوف يرحل عن الحكم سواء عبر التسوية او القتال !!!
وقال هذا القيادي ان تسريبات الحكام السعوديين قد احدثت موجة من التفاؤل بين صفوف المعارضة السورية، وشجعتها على القفز عن الكثير من الخلافات، والمسارعة الى تشكيل ما سمي ”الهيئة العليا للتفاوض” التي تضم اكثر من ثلاثين عضواً يمثلون ”الائتلاف الوطني” و”هيئة التنسيق” والفصائل العسكرية والشخصيات المستقلة، على ان تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقراً لها.
غير ان هذا القيادي، لم يكتم تشككه في المبالغات السعودية، وقال انه شعر ان السعودية تبيع عليهم اوهاماً ”ومخدرات سياسية” بقصد تكبير دورها واظهار اهميتها في المجالين الاقليمي والدولي، خصوصاً وقد لمس مدى الانزعاج السعودي من التمسك الايراني القاطع بالرئيس الاسد، ومدى التحسب السعودي ايضاً من تغير مواقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقب اقدام تركيا على اسقاط قاذفة السوخوي الروسية.
والقى هذا القيادي المعارض الضوء على اختيار رياض حجاب، رئيس الحكومة المنشق، منسقاً عاماً لهيئة التفاوض العليا يوم الخميس الماضي، وقال ان هذا الاختيار ليس عفوياً، او من عنديات فصائل المعارضة بمحض ارادتها، بل موحى به من جهات اقليمية ودولية مؤثرة.. فقد لاحظنا منذ اليوم الاول لانعقاد مؤتمر الرياض احاطة الزميل حجاب بحظوة سعودية واضحة وغير مسبوقة في الايام الماضية.
وعدد هذا المعارض الاسباب التي اوجبت انتخاب حجاب لشغل هذا الموقع، فقال ان اولها يتعلق بتصنيف حجاب كمعارض علماني خرج من صفوف حزب البعث وليس الجماعات الاسلامية، وثانيها انه ينتمي الى الطائفة السنية ذات الاغلبية الشعبية في سوريا، وثالثها انه محل توافق روسي- امريكي، نظراً لانتهازيته الشديدة التي مكنته من استرضاء المحورين المصري- السعودي- الاماراتي- الاردني من جهة، والمحور التركي- القطري – الاخواني من جهة اخرى.
ولفت هذا القيادي الذي يبدو ان مخرجات مؤتمر الرياض لم تعجبه او توافق هواه، الى لغة المزايدة والتصعيد التي اقتبسها حجاب من اسياده السعوديين لدى تصريحه يوم الجمعة الماضي ان المعارضة السورية ترفض أي دور للرئيس السوري، بشار الأسد، في المرحلة الانتقالية.
وفي مؤتمر صحفي بالرياض، قال حجاب: ان المعارضة تريد مرحلة انتقالية سياسية بدون الأسد، وتشكيل مجلس حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة، مشدداً على ”ان المعارضة ستذهب للمفاوضات استنادا لهذا المبدأ، ولن تدخل في أي محادثات تستند لأي شيء آخر، ولن تكون هناك تنازلات” !!
الله لا يعطيك العافية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى