أيها الرفاق اليوم.. يومنا

إقرأوا التاريخ، تاريخ البعث، لتروا بأن من صنع مجد العراق في العصر الحديث لا يمكن أن يموت .. البعث معقل الأحرار ومكمن الثوار لقد تميز نضال البعث منذ تأسيسه وما يزال يتميز بالسيرة المشرفة الطاهرة النزيهة فلم يتعاون مع مشبوه أو جائر من الحكام ولم يتصل بأية قوة أجنبية اتصالا مشبوها ولم يسع لنوال مساعدة أو مساندة من أية جهة ولم يعتمد إلا على اشتراكات أعضائه وما يقدموه من تبرعات وما يقدمه مؤيدوه وأنصاره رغم فقرهم .

هذا ما يميز حزب البعث العربي الاشتراكي عن غيره من سائر الأحزاب والحركات السياسية التي ظهرت في الوطن العربي هو تاريخه النضالي المشرف ، تاريخ الصفحات المجيدة من نضال الأمة العربية منذ أوائل الأربعينات وحتى اليوم, فلم يهدر الوقت في المناقشات الفكرية بل دخل حومة النضال الفكرية والسياسية والتنظيمية, ولم يتوان عن حمل السلاح كلما اقتضت الظروف ذلك. ويعلم كل عراقي إن البعثيين الحقيقيين كانوا أنزه واشرف من أن تمتد ايديهم إلى المال العام كما يفعل عملاء الأجنبي اليوم.

ويكمن السر في تمسك الأجيال الجديدة للبعث والانتماء إليه هي خصائص ومفاهيم البعث ومزاياه وفي مفهومة القومي بسبب وحدة فكره وتنظيمه وفي أهدافه وأساليب عمله وخطط نضاله ، وفي تاريخه الحافل بمآثره وصفاء ونقاء سيرته . البعث معاد للتعصب والانغلاق، لا يهدف إلى قهر الأمم الأخرى أو إلى استغلالها . البعث فوق رفضه الإلحاد يؤمن بان العروبة جسد روحه الإسلام ، وأن الإسلام جوهر تراث الأمة ومحرك نهضتها .

البعث لا يؤمن بالطائفية أو العشائرية, كما لا يؤمن بالتعصب لأي جهة أو إقليم أو قطر مما يفرق أبناء الأمة .. البعث يؤمن بالرؤية الجذرية للأمور في كل مجالاتها وينتهج الأساليب الجذرية في تحقيقها دون تفريط بها أو التدرج في تحقيقها إيمانا منه بأن لا يتخلف عن سرعة دوران عجلة العصر أو هدر الوقت وإضاعة فرص التقدم والنهوض .. البعث حزب ديمقراطي في حياته الداخلية فلكل عضو منتم للحزب حق التعبير عن آراءه وأفكاره وإبداء مقترحاته .

الرفيق المؤسس رحمه الله في محاضرة في مدرسة الإعداد الحزبي، بتاريخ 19/1/1976

( أيها الرفاق … أريد أن تجمعوا إلى جانب يقظتكم الثورية وشعوركم بالمسؤولية وأدائكم للواجبات النضالية على أكمل وجه، أن تجمعوا إلى ذلك هذا الشعور، هذا الإيمان بالنصر الأكيد لنضالنا، بالنصر الأكيد لامتنا، بأنها هي الأصل وما يعترضها من عقبات ليس إلا أشياء عارضة مهما تكن مؤذية، وان هذه العقبات مهما تكاثرت فسوف تزول لأنها بفعل أصالة الأمة واستعدادها للانبعاث تعطي عكس المفعول الذي يريده الأعداء عندما يضعونها في طريقنا، لان كل عقبة توضع إنما تربي فينا فضيلة جديدة، إنما تستخرج من شعبنا ومن مناضلينا قوة كامنة جديدة، إنما تصقل وتهذب موهبة وملكة وقدرة نضالية مبدعة، وعند ذلك تكون النتيجة الاندحار والفشل لمؤامرات الأعداء )

منذ اليوم الأول للاحتلال المحتل وعملاء المحتل والحكومة العميلة يعملون على تطبيق ( قانون اجتثاث البعث ) ولم يحققوا شيئا . فالبعث يقض مضاجعهم وبعدها قانون ما يسمى ( المسائلة والعدالة ) .ولم يحققوا شيء, إما الوزارات العميلة وبالأخص العسكرية والأمنية المنهارة التي تشكل فرقا لمطاردة واعتقال وتصفية واغتيال مناضلي البعث فلم تزد رفاق البعثيين إلا إصرارا على النصر في معركة المصير.

لقد واجه مناضلو البعث الاجتثاث السياسي والعنصري بما يمثله البعث كقلعه للعروبة, هذا الاجتثاث الذي شمل الاغتيال والاعتقال والتجويع والتشريد . وما بهم من شرف وعزة نفس هو من أهم العوامل التي تدفعهم اليوم إلى التخلي عن العائلة والولد والراحة ويستودعونهم الله إلى الجهاد .

ولقد اثبت حزب البعث العربي الاشتراكي أمانته المطلقة للأمة وبطولته الراسخة في معركة المصير التاريخية ، حيث قاد المعركة من المواقع الخفية والسرية، واستطاع إن يديم زخم المقاومة العراقية البطلة وقاد جحافل المقاومة شيخ المجاهدين عزة النفس والإباء أطال الله عمره , رغم ظروفه الصحية التي يعرفها الجميع فقد أصر على قيادة جحافل الجهاد يتوسط المعركة , موقعه كموقع القلب بين الأضلاع , يؤشر موقع الخلل عن قرب فيعالجه بنفسه, ومعه رجال البعث يقاتلون بالبندقية ومنهم من قاتل بالقلم, والجميع قاتل ويقاتل بكل ما متاح ومتيسر.

نعم أيها ألرفاق ألشجعان ألأبطال أعداؤكم جبناء يرتعدون عندما يذكر أسم البعث, وعند ذكر أسمائكم وأدواركم وتأريخكم وسمعتكم, ولذلك يصرون على صب جام غضبهم وحقدهم ومؤامراتهم عليكم حد ألجوع والاغتيال وزج ألآلاف منكم في ألسجون والمعتقلات .

بعد أثني عشر عاماٌ أدرك العالم أجمع أن رفاق البعث المناضلين المدججين بمبادئ وفكر البعث قادرين على إن يتحكموا في استقرار الوضع وأن لا حل ولا تسوية بدون البعث.

أمتحن الله صبرنا وإيماننا وليطهر نفوسنا وأرواحنا في هذه المنازلة التاريخية والتي فيها غالب واحد ومهزوم واحد .. ونحن المنتصرون وهم المهزومون .. لأنها ليست معركة قوتين متصارعتين .. بل معركة الإيمان كله ضد الكفر كله.

لقد أنتصر البعث ومن لا يرى ذلك هو أما جاهل أو مغرض . وعلامات الانتصار الكبير وبشائر النصر القريب تلوح في الأفق, ويشعر بها كل مؤمن بقدرة الله على نصر جنده في الأرض.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى