مجلي نصراوين يدعو لبناء جبهة عريضة لمواجهة الارهاب وتحصين المجتمع ضد التكفيريين

ثمن المحامي مجلي نصراوين رئيس التجمع القومي في الاردن الدعم والاسناد السياسي والعسكري الروسي للدولة السورية، ما قلب موازين القوى لمصلحة سوريا ولمصلحة قوى المقاومة، وحيا صمود الجيش السوري الباسل في وجه المؤامرة الدولية التي تتعرض لها البلاد.
وبين في كلمة القاها امام اجتماع ”الملتقى الوطني لدعم سورية ومنع تورط الاردن في المؤامرة عليها” ان ما يجري في سورية لا ينفصل عما جرى ويجري في العراق واليمن وليبيا وفلسطين، وما يهيأ له مصر وغيرها، من هجمة امبريالية صهيونية رجعية، اداتها القوى الظلامية التكفيرية بهدف تحطيم الوطن العربي وتفتيت المفتت وتجزئة المجزأ.
ودعا في كلمته الى خلق جبهة عريضة تضم كل القوى والمنظمات الحزبية والنقابية والوطنية تحقيقاً لما يطلق عليه ”الكتلة التاريخية”، وذلك بقصد سحق التناقضات – ان وجدت- وتوحيد المنطلقات لمواجهة تحديات المستقبل، على ان ينبثق عن الملتقى القائم لجنة متابعة جديدة، او تطعيم اللجنة القائمة بعناصر جديدة ومهمة لتنفيذ قرارات الملتقى.
وحث نصراوين على تحصين المجتمع واعطائه المناعة ضد اي تغلغل فكري ارهابي في صفوفه، والعمل على نشر الثقافة الوطنية والقومية، ومحاربة التعصب الطائفي والمذهبي، ومبادرة الاحزاب والحركات الوطنية للقيام بحملة توعية في الارياف والبوادي ضمن خطة متفق عليها ضد تغلغل الفكري الارهابي، واعتبار ذلك احد اهم الواجبات الوطنية.
وفيما يلي نص هذه الكلمة :
الرفاق اعضاء الملتقى الوطني
بداية لا بد من توجيه الشكر للحزب الشيوعي الأردني على مبادرته في الدعوة لعقد هذا الاجتماع الذي جاء تتويجا” لعدة لقاءات لبحث موضوع دعم سورية والعمل على منع التورط الأردني الرسمي في المؤامرة التي تحيك خيوطها قوى التحالف الامبريالي الصهيوني الرجعي والقوى الاقليمية التابعة ضد القطر العربي السوري وضد مستقبل الأمة العربية وكذلك الشكر الى المنتدى العربي على تفضله بقبول عقد هذا الاجتماع في مبناه.
ان ما يجري الان في سورية لا ينفصل عما جرى ويجري في العراق واليمن وليبيا وفلسطين وما يهيأ له في مصر وغيرها من هجمة امبريالية صهيونية رجعية اداتها القوى الظلامية التكفيرية بهدف تحطيم الوطن العربي وتفتيت المفتت وتجزئة المجزأ.
اننا نأمل في أن تستمر هذه اللقاءات وتتعمق كما” وكيفا” لتستجيب للتحديات القائمة والمستمرة. وأننا نؤمن بأن العمل الميداني المشترك في سبيل تحقيق هدف معين، سوف يؤدي الى صهر التناقضات ان وجدت، والى توحيد المنطلقات ان اختلفت، وصولا” الى خلق جبهة عريضة تضم كل القوى والمنظمات الحزبية والنقابية والوطنية تحقيقا” لما يطلق عليه ” الكتلة التاريخية”.
أيها الرفاق: لم تعد هناك حاجة لتوضيح طبيعة الصراع في سورية وعلى سورية، اطرافه واهدافه ، لقد تكشفت الأمور على حقيقتها. ولكن ما يدعونا لوقفة تأمل وهو يشكل بالنسبة لنا مصدر تحد ومحرضا” على البحث عن مخرج لما تعانيه حركة التحرر الوطني على مختلف اطيافها، من عدم وجود قراءة واحدة للاحداث وبالتالي فقدان الموقف الموحد، وهذا يعكس طبيعة الأزمة التي تعانيها هذه الحركة، والتي قزمت دورها النضالي، مما أفسح في المجال لبروز التيارات الدينية المتطرفة التكفيرية والتي اتخذت من الارهاب وسيلة لتحقيق اهداف المؤامرة.
ان الاتفاق على برنامج الحد الأدنى والعمل النضالي المشترك كفيل بخلق الظروف التي تساعد حركة التحرر الوطني العربية في الخروج من أزمتها ويحقق فرقا” في صفوفها.
ايها الرفاق: لقد دخلت المعركة في سورية منعطفا” جديدا” وحاسما” نتيجة الصمود البطولي للجيش العربي السوري ونتيجة الدعم والاسناد الروسي سياسيا” وعسكريا” الأمر الذي قلب موازين القوى لمصلحة سوريا ولمصلحة قوى المقاومة فأصبحت قوى التآمر في مأزق حرج وخاصة الولايات المتحدة الرأس المدبر فأخذت تتخبط في مواقفها وتصريحات مسؤوليها المتناقضة واحدث تحولا” في بعض القوى المساندة والمنخرطة في المؤامرة فأصبحت تنادي بالحل السياسي للازمة في سورية، علما” ان لا حل سياسيا” الا بعد القضاء على الارهاب وروسيا الاتحادية تدرك هذه الحقيقة.
والاردن الرسمي لم يخرج عن التأثر بالتحولات الميدانية وخاصة بعد فشل عاصفة الجنوب ونتيجة للموقف الشعبي الرافض للانخراط في العمل ضد سورية واغلاق غرفة عمليات ”موك” فقد انشأ غرفة للتنسيق مع هذه القوى الجوية الروسية العاملة في سورية.
ايها الرفاق: اننا نريد لهذا الملتقى ان ياخذ صفة الاستمرارية وان يكون قابلا” للتطوير والتوسيع وان يكون مؤهلا” لمواجهة تحديات المستقبل، لأن المعركة مستمرة وأن الامبريالية والصهيونية وعملائها رغم ما يلحق بهم من خسائر لا يعترفون بالهزيمة بل يحاولون تغيير مخططاتهم ويبدلون الجياد التي يراهنون عليها.
اننا نقترح ان ينبثق عن هذا الملتقى لجنة متابعة جديدة أو أن تبقى اللجنة نفسها مع تطعيمها بعناصر جديدة وان تكون مهمة هذه اللجنة تنفيذ قرارات هذا الملتقى وتكون أهدافها:
أهداف الخطة -:
1- فضح المؤامرة على سورية والوطن العربي وحشد القوى الشعبية لدعم واسناد شعب سورية وجيشها بمختلف وسائل الدعم والاسناد المادي والمعنوي.
2- ترسيخ الانتماء القومي لشعب سورية الذي تعمل كل الأجهزة والوسائل الاعلامية على اضعاف هذا الانتماء بتصوير ان ما يعانيه من الآم ودمار انما هو من صنع ”عربي” دون التفريق بين الجماهير الشعبية المؤيدة لسورية وبين الانظمة العميلة المنخرطة في التآمر عليها.
3- اتاحة الفرصة لمن يرغب من عشرات الآلاف من ابناء الاردن الذين درسوا في معاهد وجامعات سورية ان يؤدي شيئا” مما يمليه الوفاء والعرفان بالجميل.
اساليب الخطة-:
وتعتمد الخطة الاساليب التالية-:
1- اصدار البيانات وكتابة المقالات وعقد الندوات والمهرجانات لتوسيع القاعدة الشعبية المساندة لسورية.
2- المساهمه مع لجان الدعم المنبثقة عن نقابتي المحامين والاطباء في حملة ” الحليب والدواء لأطفال سورية ” والتي انجزت خلال العام الماضي تأسيس مركزين طبيين في كل من دمشق وحمص، وتتجه النية لانشاء مركز في حلب.
3- الاتصال مع القوى الوطنية والقومية واليسارية في الوطن العربي لوضع أسس عمل قومي شعبي لمواجهة التحديات.
4- الاتصال مع القوى اليسارية والعمالية في اوروبا وحركات التحرر في آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية لخلق جبهة عالمية تتعدى للسياسات الامبريالية والصهيونية المعادية للشعوب وتطلعاتها.
أما على الصعيد الداخلي-:
لقد ظهرت في الآونة الأخيرة بوادر وجود حاضنات اجتماعية للارهابيين تجلت برفع اعلام داعش الارهابية في بعض المناطق وبسلوكيات بعض الافراد الذين يبثون الدعاية لها، الأمر الذي يشير الى وجود خطر جدي يهدد البلد.
ان توجيه ضربة استباقية بسحق الخلايا النائمة لا يكفي، بل لا بد من تحصين المجتمع واعطائه المناعة ضد أي تغلغل فكري ارهابي في صفوفه.
ان نشر الثقافة الوطنية والقومية ومحاربة التعصب الطائفي والمذهبي ضرورة قومية ثم الضغط على السلطات لتشديد الرقابة على خطباء الجمعة في المساجد وعلى مراكز تحفيظ القرآن واعادة النظر في المناهج المدرسية بما يكفل نشر الثقافة العلمية وبناء العقل النقدي وكذلك الرقابة الصارمة على وسائل الاعلام والنشر المحلية والخارجية التي تروج للتعصب الديني التكفيري وتبث سموم التفرقة بين المواطنين على أسس مذهبية وطائفية.
ان انطلاق الأحزاب والحركات الوطنية في الآرياف والبادية في حملة توعية وتحصين المجتمع ضد تغلغل الفكر الارهابي وذلك ضمن خطة متفق عليها، يشكل احد أهم الواجبات الوطنية والقومية.
أيها الرفاق:
ان تدمير منشأة او مدينة او جسر يتطلب اعادة بنائها زمنا” محددا” يتفق مع جسامة التدمير. ولكن تدمير العقل العربي وهو الهدف النهائي لأطراف العدوان والمؤامرة، كم من الوقت يتطلب اعادة بنائه- ربما يتطلب ذلك أجيالا” عديدة.
اننا نراهن على وعي شعبنا وتضحياته وان قضيتنا لا بد منتصرة وهذا منطق التاريخ.
تحية لصمود شعب وجيش سورية العرب.
تحية للاتحاد الروسي لموقفه الداعم لروسيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى