انهيار اخلاقيات اعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح

انتقد المراقبون المشاجرات والاتهامات، والتراشق بالألفاظ، وصولا الى التقاذف، بما هو على طاولة اللقاءات، خلال الاجتماعات الدورية لكوادر حركة فتح ومؤسساتها، مشددين على ضرورة وقف هذا التشظي الحاصل والواضح في بعض المناطق.

ومن المعروف ان هذه “الاشتباكات” تتزايد مع اقتراب موعد عقد المؤتمر العام، وعلى خلفية ذلك نرى “فشّات الغلّ”، وغالبا ما تنقل في وسائل الاعلام، محلية وخارجية، وتتباين تفسيرات ذلك.

لكن، التفسير الأقرب الى الحقيقة، كما، ذكر لـ (المنــار) مصدر مقرب من قيادات الحركة، هو “الاصطفافات” التي تشكل قبل انعقاد المؤتمر العام ـ الذي قد لا يعقد على المدى المنظور ـ هناك أعضاء في المركزية وفي المجلس الثوري، يعتقدون بأن هناك نوايا لاستبعاد عدد من أعضاء المركزية الحالية، لصالح أخرى جرى اختيارهم بهدوء لتسلم مقاعد اللجنة، وبوضوح أكثر، بعض أعضاء مركزية فتح، “متأكدين” بأن الرئيس ومقربين منه يعملون على تشكيل مركزية ضمن مواصفات محددة، “على قد اليد” كما يقول المثل، وهذا، معناه استبعاد ما يسمون بـ “المشاكسين”، الذي يعملون في ضوء ذلك، على ارجاء عقد المؤتم العام، قطعا للطريق على “تحالف الرئيس” الانتخابي.

هؤلاء “المشاكسون” المستهدفون، يقومون بتفريغ شحنات غضبهم داخل الاجتماعات، من خلال رفع الصوت والتشابك بالأيدي واللجوء الى استخدام ما هو على طاولة اللقاءات “قذائف” موجهة، بمعنى، أن في المركزية تيارات ثلاثة، أحدهما “طوع بنان الرئيس” والثاني، هو الفريق المشاكس المستهدف، والثالث هم الطاعنون في السن، الذين لم يحددوا مواقفهم بعد، ومنهم، من يصف ما يجري بأنه لعبة لـ “تطيير” البعض، لصالح آخرين في متناول اليد.

وهذا لا يعني أن فريق الرئيس، قد يحصد المقاعد كافة، فالفريق المشاكس يواصل التحضير بقوة، لافشال خطط الفريق الآخر، وهو يستخدم كل الوسائل، الى درجة اقحام ميدان المجلس الوطني، فهو يصر على انتخابات “فردية” لقطع الطريق على بعض الأسماء التي يدفع بها الرئيس الى الواجهة، ويرى منهم المشاكسون، مجرد أدوات وبدون ماض وفي دائرة الاختراقات، الى درجة التحذير من أنهم في مراحل ما سيكونون ضد الرئيس نفسه، في المشهد السياسي أم خارجه.

هذه الصورة بكافة عناصرها، لذلك، سوف تستمر الاشتباكات، وتتواصل الاصطفافات، والقادم أعظم، وكل هذا سوف ينعكس سلبا على حركة فتح، ومن يدري، فقد تشهد الحركة انشقاقات مدمرة، ما دام هناك ابتعاد عن الطريق السوي، واصرار على اللعب، بلعبة “الانتقاء” غير المحسوبة، وبعيدا عن “الأصول”، واقترابا شديدا من تحكم المصالح في مفاصل حركة هي العمود الفقري في الساحة الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى