اردوغان.. على نفسها جنت براقش

اجمع المراقبون على أن ما تشهده تركيا اليوم من اضطرابات وانفجارات, هو نتيجة طبيعية لسياسات رجب أردوغان الحمقاء على الصعيدين الداخلي والخارجي.

جاء ذلك تعقيبا على الحادث الاجرامي الذي وقع يوم السبت الماضي ويمكن اعتباره الأكبر والاخطر في تاريخ تركيا، حيث أودى بحياة قرابة 100 شخص وأوقع المئات من الجرحى, كانوا يشاركون في تظاهرةً سلمية نظمها “حزب الشعوب الديمقراطية” الكردي.

وقال المراقبون : لا يمكن الجزم بأن الجهة التي تقف وراء الإنفجار معروفة. فالتحاليل كثيرةٌ في هذا المجال. لكن المؤكد أن السلطة التركية الحالية ممثلة بأردوغان واوغلو وقيادات حزب العدالة والتنمية يتحملون مسؤولية ذلك لاكثر من سبب ابرزها..

–   أولاً إن الأرضية السياسية التي سعى لها اردوغان وحزبه هي التي أدت الى بناء واقعٍ من اللاإستقرار السياسي والأمني، والتي تمثلت بالشحن القومي ضد الأكراد وجعلهم مثل داعش من حيث التصنيف الإرهابي معلناً الحرب عليهم. ليُصبح الواقع السياسي في البلاد مسألةً لا تنتظر إلا التفجير السياسي. لنصل الى نتيجةٍ مفادها أن أردوغان بسياسته جعل من نفسه المُتهم الأول في الأحداث.

–  ثانياً اذا كان الارهاب الداعشي يقف خلف هذا الحادث,  فلا بد من القول أن الأجواء التي تمر بها تركيا مؤهلة للأعمال الإرهابية أكثر من أي مضى. فنظرية دخول طرفٍ ثالثٍ ليست مُستبعدة. لكن لا يمكن هنا إبعاد المسؤولية عن أردوغان ومساعديه أيضاً. فإلى جانب السياسة الداخلية التي أشعلت الوضع السياسي المحلي في تركيا، فإن سياسة أردوغان الخارجية والتي جعلت من الإرهاب أداتها للتعامل مع الأزمة السورية، ترتبط بما حصل مباشرةً. فأردوغان أشار مؤخراً الى أنه أصبح يتبنى حلا للأزمة السورية بوجود النظام السوري ورئيسه. وهو الأمر الذي يختلف استرتيجياً عن سياسة أردوغان السابقة الرافضة لذلك.

واشار هؤلاء المراقبون الى ان سياسة أردوغان الداخلية والخارجية قد اتسمت بالعديد من الشبهات التي لا تؤشر الا لنتيجةٍ واحدة، مفادها ان اردوغان يضع نصب عينيه هدف البقاء في السلطة مهما كلف الثمن. لكن الواقع اليوم لم يعد كما كان في السابق فأردوغان وحكومته وحزبه يقفون أمام تحدياتٍ جديدة تتمثل أولاً بأمن المواطن التركي الذي بات يشعر بأنه فقد ذلك. في حين يتساءل المراقبون عن التعاطي الذي ستتسم به سياسة أردوغان المقبلة، في ظل متغيراتٍ إقليمية جديدة ودولية متسارعة. الى جانب وضعٍ داخليٍ لم يعد أردوغان يتحكم بتفاصيله.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى