حكم البابا.. وشهد شاهد من اهلها !!

شن المدون السوري المعارض حكم البابا هجوماً لاذعاً على المعارضة السورية بشتى أنواعها وعلى رأسها الائتلاف المعارض، معتبراً أنها «أسوأ بكثير من النظام الحالي»، وأن الائتلاف وصل إلى مكتب علاقات عامة ينفذ أوامر الدول الراعية له مستشهداً بأمثلة كثيرة عن معارضين دب فيهم جنون العظمة بدؤوا بحجز بعض المناصب بسرعة منذ بدء الأحداث في سورية ظناً منهم أن الحكم في دمشق سيسقط خلال أيام قليلة. وفي مقال له على مدونة «هافينغتون بوست» أجرى البابا مقارنة بين أهداف إنشاء الائتلاف وما تبعها من ممارسات فيما بعد، موضحاً أن المطاف انتهى بالائتلاف إلى التحول لمكتب علاقات عامة والتسول على أبواب الدول الراعية له.

فعلى حين كان أهم أهداف إنشاء الائتلاف هو ترشيق جسمه والتخلص من الوزن الزائد في عدد أعضائه بعد التخلص من هيمنة جماعة الإخوان المسلمين عليه، سرعان ما وقع هذا التنظيم في أتون المحسوبيات وتحول إلى ألعوبة بيد السفراء وأجهزة المخابرات بعد النصائح المستمرة له بضرورة مراعاة شعور الأقليات مما زاد في عدد أعضائه، حتى وصل به الأمر إلى التحول إلى مكتب تنفيذ الأوامر التي تصل إليه، إضافة للشحاذة وكسر اليد على أبواب الدول الراعية بحثاً عن تمويل لمصاريفه، أسوةً بسلفه المجلس الوطني المعارض.

وأوضح البابا أن عشرات مراكز التجسس التي قدمت نفسها على شكل منظمات لتمويل المجلات والإذاعات والأنشطة الثقافية هدفت إلى شراء ذمم وخلق شبكات للتلاعب بالعقول وإدارة وتوجيه الرأي العام بحجة التنوير ونشر ثقافة حقوق الإنسان وخلق إعلام بديل ومواجهة التطرف.

واعتبر البابا أن لدى المجموعات المسلحة من الأمراض ما يكفيها، لكن جزءاً كبيراً من الخراب الذي نخرها كان سببه المعارضة نفسها التي استغلت حاجاتها وحولتها إلى بنادق للإيجار، مبدياً تشاؤمه حول مستقبل ما يسمى «الثورة السورية» أمام تحول الكثير من السوريين إلى شحاذين وجواسيس وكتّاب تقارير للدول وأجهزة الاستخبارات، مقدماً مثالاً عما رآه مستقبل المعارضة، أنه أكد عام 2012 لمسؤول عربي كبير علمه (أي الكاتب) البابا أن المجلس الوطني المعارض يعمل لدى الدولة العربية التي ينتمي إليها المسؤول، وقال لذلك المسؤول: «إنكم لو أردتم لجعلتم أعضاءه ينظفون لكم المطبخ في قصوركم، وهذه أفضل مهمة يمكن أن تكلفونهم بها»، لكن البابا عاد ليذكر أن الشعب السوري يرى في نفسه زعيماً للمنطقة، وأن هذا الشعب لم ينضم إلى حلف بغداد ولم ينضو تحت جناح السعودية وحافظ على استقلاليته على الدوام ولم يتخل عنها إلا مرة واحدة تاريخياً وكانت أيام الوحدة مع مصر في عهد جمال عبد الناصر.

وأكد البابا أن العالم اليوم لا يدافع عن المعارضة السورية بل يكافح التطرف وكل الغرب يعي أن (الرئيس) بشار الأسد هو العدو الأقل خطراً، فواحد من عشرة مما يكتبونه ويقولونه ويصرحون به عن الأخطار المحدقة بسورية، موجه ضد (الرئيس) الأسد، على حين التسعة بالمئة موجهة ضد مختلف فصائل المعارضة في سورية، فقد فشلت المعارضة بتسويق قضيتها لدى الغرب، وفي المقابل سوقت بحسن أو بسوء نية أن ما يحدث في سورية تطرفاً وليس ثورة.

وسخر البابا من جنون العظمة الذي حل بالمعارضين السوريين منذ بداية الأحداث مقدماً أمثلة كثيرة عنهم فذكر أن أحد مالكي القنوات الفضائية قال له حين كان الرئيس بشار الأسد يلقي في مجلس الشعب خطابه الأول بعد بداية الأحداث: إن الرئيس الأسد يقصده شخصياً في خطابه لأن محطته هي التي أشعلت الثورة، على حين اكتفت فتاة سورية بالاتصال بصديق والدها الذي يحتل عضوية المكتب التنفيذي للمجلس الوطني المعارض لتصبح عضواً في المجلس.

وفي السياق ذكر البابا نقلاً عن صديق أكد له أن الأخضر الإبراهيمي خلال عمله مبعوثاً أممياً إلى سورية التقى مئة شخصية معارضة، ستون منها قدموا أنفسهم له مباشرةً أو مداورةً باعتبارهم يصلحون بأن يكونوا الرئيس المقبل لسورية، فنقل الكاتب عن «معارض محترم» قصة لقائه بأحد سفراء فرنسا الذي قال للمعارض خلال اللقاء: إنه يشعر أنه يجلس أمام الرئيس المقبل لسورية، على حين وعدت سيدة معارضة في أميركا صديقتها في دبي بأن توليها منصب شؤون المرأة في سورية الجديدة لها، على أن تحتفظ الأولى بمنصب وزارة الخارجية لنفسها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى