تجدد النقاش حول تربية اللحى في مصر

اندلع خلال الايام القليلة الماضية نقاش ساخن بين عدد من المنتمين للتيارات الإسلامية والسلفية في مصر حول تربية اللحية وحلقها، حيث أكد البعض منهم أن اللحية من سنن العادة وليست من العبادة، فيما أوضح آخرون أن اللحية من سنن “النبى”- صلى الله عليه وسلم- وحلقها محرم.

فقد أكد الدكتور أسامة القوصى, الداعية السلفى، والباحث فى شؤون حركات التيار الإسلامى، أن اللحية من سنن العادة وليست من سنن العبادة، مضيفًا: “أرى أن اطلاق اللحية ليس من سنن الفطرة”.

وقال “القوصى” فى تصريحات صحفية: “كان النبى صلى الله عليه وسلم يطلق لحيته اتباعًا لعادات قومه، وقد كان أبو جهل بلحية، وعندما جاء الإسلام أمر الرسول المسلمين بإطلاق اللحية وقص الشارب مخالفة للمشركين، مستشهدا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قصوا الشوارب ووفروا اللحى خالفوا المشركين”.

وتابع الداعية السلفى قائلا: “لم يأمر النبى بإطلاقها كما يتبادر إلى ذهن الكثيرين، وإنما نظرا للتشابه فى الظاهر مع هؤلاء الأعداء المحاربين أمر بالمخالفة حتى يحصل التميز ويُعرف العدو من الصديق, فكان الأمر بمخالفة الوثنيين من أهل مكة، الذين وإن كانوا أصحاب لِحى وشوارب كعادة العرب فى ذلك الوقت, لكنهم كانوا يقصرون لحاهم ويطيلون شواربهم, لذلك جاء النص (خالفوا المشركين وَفِّروا اللحى وقصوا الشوارب) أى بتكثير اللحية وتقصير الشوارب ويشبه مع الفارق ما يفعله كثير منا الآن من وضع العلم المصرى فى سياراتنا وعلى شُرَفات شققنا لنتميز عن عناصر الإخوان المسلمين “.

وفى المقابل، أكد الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، أن العلماء قسموا العادات والعبادات إلى واجب ومستحب ومحرم ومكروه، مضيفا أن تربية اللحية من السنن، وليست عادة.

وأضاف نائب رئيس الدعوة السلفية قائلا: “حكم حلق اللحية محرم عند أئمة أهل العلم الأربعة، وهذا مثبت فى أقوالهم”.

وبدوره، قال الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن حديث أسامة القوصى بان اللحية عادة وليست عبادة هو أمر خاطئ، موضحا أن اللحية ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث كان النبى ملتحيا، والصحابة كانوا يقتدون به.

وأضاف قائلا: أن تربية اللحية حكم اصيل من أحكام الشريعة الاسلامية، ولكن من يحلقها لا يعاقب، ولا ينبغى التهويل أو التهوين من تربية أو حلق اللحية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى