“ويكيليكس” تفضح على الملأ مخازي الدبلوماسية السعودية

فيما يشكل فضيحة سعودية مسلسلة ومدوية, نشرت منظمة ويكيليكس أكثر من 60 ألف برقية ديبلوماسية مسربة من السعودية, وقالت في موقعها على الإنترنت إنها ستنشر نصف مليون برقية أخرى خلال الأسابيع المقبلة، نظرا لاعتقاد جوليان أسانج, مؤسس ويكيليكس “أن السعودية تشكل خطراً على نفسها وعلى جيرانها”.

وقد قامت منظمة ويكيليكس يوم الجمعة الماضي بنشر أكثر من 61 ألف و 205 رسالة ديبلوماسية سعودية، في حين اعلنت أنها ستشرع في وقت قريب في نشر حوالي نصف مليون وثيقة مسربة من وزارة الخارجة السعودية، تكشف فيها جانبا من اعمال السفارات السعودية القذرة في مختلف دول العالم.

وأضافت ويكيليكس أن الوثائق التي ستنشرها سوف تضم ملفات تندرج ضمن خانة “سري للغاية” وتعليمات صادرة عن الدولة السعودية، بما فيها وزارة الداخلية، وجهاز الاستعلامات السعودي.

واعتبر جوليان أسانج مؤسس ويكيليكس، أن “هذه التسريبات تكشف النقاب عن خفايا وبلاوي إحدى أكثر الديكتاتوريات الغامضة عبر التاريخ”, مؤكدا ان منظمته قد حصلت على مراسلات بالبريد الإلكتروني بين وزارة الخارجية السعودية ودول أخرى بالإضافة إلى تقارير سرية من وزارات سعودية مختلفة.

ووضعت ويكيليكس رابطا لملف التسريبات السعودية:

https://wikileaks.org/saudi-cables/search

وقد كشفت بعض هذه الوثائق التي ينشرها موقع ويكيليكس، سعي السعودية إلى استمالة وسائل إعلام عربية مصرية ولبنانية، لخدمة سياساتها في المنطقة.

وجاء في إحدى هذه الوثائق المسربة، والصادرة عن وزارة الخارجية السعودية عام 2012، أن لجنة من وزارات الخارجية، والمالية، والثقافة والإعلام، قد اجتمعت لمناقشة تعثر قناة “MTV” اللبنانية ودراسة دعمها ماليا.

وجاء فيها أيضا أنه جرى الموافقة على دعم القناة بمبلغ خمسة ملايين دولار أمريكي، على أن يكون الدعم “مصحوبا بخطة عمل تمكن القناة من خدمة قضايا المملكة، ومؤازرة قضاياها في مواجهة الإعلام المعادي للمملكة في لبنان وغيره”.

وكشفت الوثيقة ذاتها أن نقيب الصحافة اللبنانية الحالي، ورئيس تحرير جريدة الشرق، عوني الكعكي، أرسل برقية للخارجية السعودية يطلب المال، لمواجهة “المشروع الإيراني في المنطقة، ولكون إيران تمد حزب الله اللبناني بمليار دولار سنويا”.

وأكدت وثيقة أخرى موجهة من وزارة الخارجية السعودية إلى السفير السعودي في مصر، طلب الخارجية استمالة القنوات المصرية إلى جانب المملكة.

وورد في الوثيقة التي جاءت ردا على برقية لسفير السعودية في القاهرة تحدث فيها عن استضافة قناة “أون تي في” للمعارض السعودي المعروف سعد الفقيه، وعن طلب مالك القناة “نجيب ساويرس” استضافة السفير السعودي.

كما كشف موقع «ويكيليكس» عن رسالة بعثها السفير السعودي بالقاهرة، حيث يؤكد فيها على طلب الإعلامي مصطفى بكري، تمويلا من المملكة لبناء حزب سياسي وإطلاق قناة فضائية مناهضة للشيعة وايران، بالإضافة إلى إصدار جريدته الاسبوعية بشكل يومي.

وأوضح بكري –وفقا للوثيقة– أن إيران بدأت في الاتصال بمجموعة من الإعلاميين؛ لذلك وجب التحرك إعلاميا ضدها.

وتابعت الوثيقة أن المذكور عضو في مجلس الشعب المصري وفاز بأغلبية ساحقة في دائرته الانتخابية وله إمكانات شعبية وجماهيرية كبيرة في الشارع المصري وهو من ألقى بيان مجلس الشعب المؤيد للعلاقات السعودية–المصرية.

ونقلت الوثيقة عن السفير السعودي قوله: “أرى أن يلتقي المذكور بمعالي وزير الثقافة والإعلام (السعودي) للنظر في ما يتطلع إليه مصطفى بكري، وآمل منكم التفضل بالاطلاع وإفادتي بما تصدرنه من توجيه“.

وفي محاولة للتقليل من مخاطر هذه الفضيحة العالمية فقدحذرت السعودية مواطنيها من “الدخول إلى بعض مواقع الإنترنت بغرض الحصول على وثائق قد تضر بالوطن”.

وقالت وزارة الخارجية السعودية في تغريدة عبر حسابها الرسمي على موقع “تويتر”، فجر امس السبت، “عزيزي المواطن الواعي: تجنب الدخول إلى أي موقع بغرض الحصول على وثائق أو معلومات مسربة قد تكون غير صحيحة بقصد الإضرار بأمن الوطن”.

وقالت في تغريدة ثانية، “عزيزي المواطن الواعي: لا تنشر أي وثائق قد تكون مزورة تساعد أعداء الوطن في تحقيق غاياتهم”.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى