اقول السويداء ليس انتقاصا من عشقنا لسوريا، لكنها السويداء التي كانت وما زالت منبرا من منابر القومية منذ مطلع القرن العشرين في العصر الحديث فلقد صاغت إحدى محطات وركائز الثورة العربية الكبرى مع الشريف الحسين بن علي ولقد كان لها قصب السبق مع أحرار سوريا في مقاومة القهر الفرنسي لسوريا حيث كانت الثورة السورية بقيادة جماعية من كل أقطاب سوريا وقيادة عامه لسلطان باشا الاطرش.
إن أحرار السويداء ما زالوا ينظرون بمزيد من الوفاء احتضان الأردن حكومة وعشائر أصيلة.. ذاك الاحتضان الوطني الحميم لرجالات الثورة السوريه وعلى رأسهم سلطان باشا الاطرش, ووحدة الاخوة والمصير التي عمدت بمواقف العز بين العشائر الاردنية وبني معروف.
إن ما يتهدد السويداء كفصل من فصول الأحداث في سوريا يقتضي من كل احرار العرب ولا سيما الأردن حكومة وشعبا الوقوف استراتيجيا مع أهلها الأحرار الذين اعلنوها للتاريخ أن المنية ولا الدنية… وإن لا مكان للنزوح واللجوء وانما البقاء على الأرض والصمود بالقتال بالصدور العزلاء.. هذا دأبهم وديدنهم ومدرستهم الدائمه للمقاومة, وأخيرا لا بديل عن وحدة التراب الوطني السوري.
إن الوقوف مع السويداء واجب على الأردن, ولو من موقف براغماتي أردني, لأن قوى الشر التي يهدد وجودها السويداء هي ذاتها عدوة أمن الأردن التي استهدفت روح الشهيد معاذ الكساسبه واستنهضت بالتالي الأردن حكومة وشعبا فيما يشبه الاستفتاء العفوي الذي يضع الأردن في موقف حازم ومضاد اتجاه قوى البغي تلك.