أكد حسام شاكر, الخبير في الشؤون الأوروبية ، أنّ كتب المطبخ الفلسطيني تستحق التثبيت في المكتبة العالمية، وذلك لمواجهة دعاية اسرائيل وانتحالها للأطباق الطعام الفلسطينية ونسبتها إلى مجتمعها.
وكشف شاكر النقاب خلال جلسة حوار احتضنتها العاصمة البلجيكية بروكسيل مطلع الاسبوع الجاري، عن تجاذبات وصفها بـ “الساخنة”، وقال “إنها تجري في المطابخ العالمية وقوائم المأكولات ورفوف المتاجر التي تبيعها عبر القارات، امتداداً للقضية الفلسطينية وملفاتها الساخنة “.
وأضاف يقول: “ان الاحتلال الإسرائيلي يدعي الانتماء إلى المكان وينسج روايته التي تنتحل كل شيء، من أسماء المدن والبلدات والمواقع وحتى أطباق الطعام الفلسطينية التي تقوم دعاية الاحتلال بتقديمها للعالم على أنها “إسرائيلية” أو “يهودية”.
وبخصوص تفاعلات الصراع الثقافي كما يتجلى في كتب الطهي حول العالم، قال شاكر: “يمكن في هذا المجال تصنيف عدة فئات من كتب الطهي، فهناك كتب تخدم دعاية الاحتلال الثقافية فتتحدث عما تسميه المطبخ الإسرائيلي أو المطبخ اليهودي وتتجاهل فلسطين وشعبها وثقافتها الأصلية، وتقابلها كتب تقدم المطبخ الفلسطيني فتؤكد الانتماء والهوية بالتالي”.
وعلاوة على وصفات الطهي المنشورة في كتب ومواقع ومدوّنات وصفحات التواصل الاجتماعي، يتفاعل الصراع الثقافي على أطباق بعينها، وضرب شاكر لذلك مثلاً بطبق الحمّص، خاصة وأنه “بات يحظى بشعبية متعاظمة حول العالم”.
وقال شاكر موضحاً: “هناك مشكلتان، الأولى تتعلق بتزييف هوية طبق معيّن وانتحاله لصالح ثقافة المحتل، والثانية بالعوائد المادية التي تعود على اقتصاد الاحتلال من خلال ترويج هذا الطبق”.
والحمّص الذي تنتجه شركات مرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي هو أحد أهداف حملات المقاطعة، ومنها على سبيل المثال الحمّص الذي تنتجه شركة “صابرا” والذي تستهدفه حملات المقاطعة في أوساط الطلاب في بعض جامعات أمريكا الشمالية.
ولفت الاستشاري الإعلامي الانتباه إلى أنّ طبق الحمّص يكتسب رمزية خاصة في الصراع على جبهة الهوية الثقافية، فهو يزداد رواجاً حول العالم بمؤشرات متصاعدة، وقد عبّرت أعمال إعلامية عدة عن قضية الحمّص الذي تصرّ دعاية اسرائيل على انتحاله، ومن أحدثها الفيلم الوثائقي الأسترالي “اصنعوا الحمّص لا الحرب” الذي أنتجه تريفور غراهام خلال العام الجاري.