ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة.. ولكن يا ناصر!

أيها البطل القومي الراحل الى جنات الخلد، جمال عبد الناصر.. أجل ما أُخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة.. ولكن العرب سلب منهم قرارهم وسيادتهم على أرضهم وعلى ثرواتهم.. وسلبت منهم قوتهم.. فأهلنا في فلسطين سلبت قوتهم بسسبب الدعم البريطاني العسكري للصهاينة وبعده الدعم الأمريكي.. وجراء تقتيل الآلاف منهم ناهيك عن الهاربين من الموت إلى جميع أصقاع العالم.. أما الذين بقوا على أرضهم فلقد أضحوا غرباء في وطنهم وعلى أرضهم.. ولاحول ولا قوة لهم إلا بالصمود على أرضهم ومقاومة الغاصبين بالحجر ويرفض كل اشكال عبوديتهم.. مع الاستمرار في مطالبتهم بحقهم في وطنهم وهم لا يملكون سلاحاً او قوة او دعماً لأخذ حقهم، بينما الصهاينة يمتلكون ترسانات من الأسلحة المتطورة ويمتلكون قوة عسكرية هائلة ناهيك عن امتلاكهم للسلاح النووي.. علاوة على الدعم الأمريكي والغربي لهم اقتصادياً وعسكريأ وسياسياً.
أما العراق الجريح.. فلقد بدأ تحجيمه منذ البدء بمسيرة نهوضه الوطني لمواكبة العصر علمياً وصناعياً وتقنياً وزراعياً وثقافياً، رافق ذاك النهوض بناء مفاعل نووي سلمي دمره الصهاينة في السابع من حزيران عام ألف وتسعمائة وواحد وثمانين.. لكنه- اي العراق- استمر في عملية النهضة والنهوض بالوطن وبالمواطن رغم ان الصفويين ادخلوه في حرب استمرت ثمانية أعوام فانتصر عليهم في تلك الحرب! لكن ذلك لم يعجب امريكا وصفوييها وبيادقها، فاخترعوا قصة امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل.. وسدوا كل الطرق أمامه رافضين أية مفاوضات معه، فحاصرته قوى الشر حصارا طويلا، وأرسلوا إليه فرق تجسس أسموها فرق التفتيش.. ولقد دخلت تلك الفرق حتى غرفة نوم الرئيس صدام وكل مكان يودونه. وهم يعرفون بأنه لم يعد يمتلك اسلحة نووية منذ عدوانهم عليه عام 1991، ولكنه صمد أمامهم وأمام حصارهم.. وانتصر على قوى الشر التي مارست الكذب والزيف حتى غزته، وبالقوة احتلته.. ولم يعد له إلا قوة المقاومة التي تحاول قوى الشر الإجهاز عليها تحت ذريعة مقاومة الإرهاب..
سأختصر في سرد الوجع العربي كي لا أطيل في الكتابة، سأمر على ليبيا التي أضحت بلا قوة ولقد سلم معمر القذافي كل ما كان يمتلك من أسلحة نووية لأمريكا بعد رفضها أية مفاوضات معه.. سلمها خوفا من أن تفعل أمريكا به كما فعلت بالعراق، ولم يشفع له ذلك .. وتم قتله وتدمير بلده.. وفقدت ليبيا قوتها وأصبحت عبارة عن عصابات متناحرة.
أما سوريا الجريحة فلقد جردتها أمريكا من الأسلحة النووية.. ورفضت التفاوض معها أيضاً.. وساعدت الإرهابيين على تدميرها وتدمير قوتها العسكرية حتى أضحت لا تمتلك قوة!
السودان أصبح بلا قيمة ولا وزن، فيما ترزح مصر تحت ضغوط الإسلام المتشدد المدعوم من أمريكا لتخريبها وفقدان الأمن والأمان على أرضها ناهيك عن تقتيل اعداد كبيرة من جيشها الذي يحمي المواطن ويدافع عن أرض الوطن!
أما اليمن الذبيح فلقد اصبح عبارة عن كرة من النار إما طمعاً من البعض في الكراسي وتسليم باب المندب للطامعين مقابل مصالح لصالح.. وإما من بعض ألذين يخافون على عروشهم!
أما بقية أقطارنا العربية فهي ترزح تحت نير عبودية الإمبرياليين.. ولن أمر عليها في هذه العجالة لكنني أقول: اللهم لا حسد!
زبدة الكلام الصهاينة فرحون وهم يهودون كل أرض فلسطين.. و يراقبون المشهد العربي المفرح لهم.. لأن العربي يقتل العربي.. والعربي يضعف العربي.. والصفويون كذلك فرحون لأنهم أضحوا مع الصهاينة يمتلكون النووي والقرار والقوة.. وأعود إلى البطل القومي جمال عبد الناصر وإلى عنوان مقالتي التي إقتبستها من أقواله.. ما أُخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة.. وأقول: أيها الزعيم الرمز (ناصر) أين هي قوة العرب لتسترد ما أخذ منها بالقوة بعد أن غزتهم أمريكا ودمرت قوتهم.. وزرعت الفتن الطائفية والإرهابية بينهم وعلى أرضهم.. وجلست هي وأذنابها على قلوبهم وعلى منابع نفطهم.. وأصبحت تنهبه مع مردوده، وتبيعهم الأسلحة لمحاربة بعضهم.. وأوصلتهم إلى هذا الحال وأصبحوا هنوداً سمراً في وطنهم!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى