ما جرى ويجري في سوريا ”مؤامرة” أم ”ثورة”

غادرنا ”أبو المجد” منذ شهور قصيرة إلى بلده، قلب العروبة النابض، سورية، شامخا بمواقفه الوطنية، حازما لا يساوم على مبادئه، والتف حوله الأردنيون الذين يعرفون مواقف الرجال الصادقين الحقيقيين.
” ما جرى ويجري في سوريا ” مؤامرة ” أم ” ثورة ” ؟.
هو عنوان كتاب جميل، للدكتور بهجت سليمان، الكاتب والسفير، صدر حديثا عن دار بيرم للنشر والتوزيع في تونس. وهو يتضمن، كما جاء في مقدمة الكتاب التي جاءت بعنوان ”فارس الحبر الوطني أيضا ”، مقالات وخواطر سياسية تمّ انتقاؤها بصعوبة من قرابة الألفي صفحة حضنت حتى الآن حلقات ” خاطرة أبو المجد ” التي يكتنزها موقع الدكتور بهجت سليمان الإلكتروني الذي يحظى من بين المواقع السياسية الشبيهة بمتابعة غير مسبوقة.. وصعوبة الانتقاء التي اعترضت مُعدّ الكتاب تكمن أساسا في رغبته الجامحة بأن يقدم- لو كان بمستطاعه- كل ما خطه يراع كاتبنا بما في ذلك تلك الخواطر التي تنفرد بها نبرة تحريضية، لإرواء ظمأ القارئ إلى الإحاطة بجوانب الأزمة السورية كافة، وإنارة المناطق المعتمة والملتبسة التي استمات لإبقائها كذلك إعلام الغرب الصهيوني والأعراب المتصهينون بأدواته مرتزقة البترودولار.. قام بجمع هذه المختارات وقدم لها الشاعر والكاتب السوري المقيم في تونس الأستاذ هادي دانيال. يقول في المقدمة” إذا كانت المحن التاريخية التي تمر بها الدول بمثابة الفرص الاستثنائية المؤاتية لاختبار معادن رجالها ونسائها، فإن المحنة التي مرت وتمر بها الدولة السورية قامت بتظهير رجال ونساء دولة يُركن إليهم في صناعة الأمل خاصة عندما يسربلنا اليأس في المنعطفات الوجودية المصيرية الحادة مما يحدو ربان السفينة التي تضرب عواصف الشر جنباتها، أعني هنا رمز الوطن الأعلى الرئيس الدكتور بشار الأسد مفخرة شعبنا بصلابته وشجاعته الوطنيتين وعقله القيادي المبدع، أن يفاخر هو من جهته برجال ونساء سوريين يديرون في ظله الوطني العالي ملحمة الدفاع عن وجود ومصالح وحقوق الوطن والمواطنين والدولة من مواقعهم القيادية على الجبهتين العسكرية والدبلوماسية اللتين يخاض فيهما أساسا هذا الصراع إلى جانب جبهات أخرى إعلامية واقتصادية..إلخ….. نذكر من القادة الذين يديرون المعركة السياسية الدبلوماسية رموزا وطنية قوية الإشعاع كالأستاذ وليد المعلم والدكتورة بثينة شعبان والدكتور بهجت سليمان والدكتور بشار الجعفري والدكتور فيصل المقداد..”.
ويضيف دانيال”.. إن قارئ هذا الكتاب الذي يتابع ابتكارات شعبنا وجيشه وقيادته وقواه الوطنية الحية في التصدي لهذه الحرب الكونية القذرة على كل جذور ومظاهر الحياة والحضارة في سورية، فإنه سيجد في الدكتور بهجت سليمان ذي”القلب الدافئ والعقل البارد واليدين النظيفتين” مفكرا سياسيا من طراز خاص يبتكر أسلوبا فريدا في مجاله قد يصح وصفه بالسهل الممتنع على مستوى الصياغة، لكنه يعتمد على غزارة المعلومات ودقة المصطلح ونباهة التحليل ووجاهته تفكيكا واستقراء، وعلى نضج الفكرة ونصاعة الموقف الوطني الصارم وحرارته وعلى صدق العاطفة ورشاقة العبارة الريانة..”.
يتضمن الكتاب عناوين مثيرة مثل: أليس الأوْلى بناصحي ”سورية” أن ينصحوا أنفسهم؟ سورية ومجندو” المارينز الإعلامي العربي”،عذرا أيها(الزحْفطونيون) لستم مؤهلين للحديث عن(الثورة)و(المقاومة)و(الممانعة)، بين التحليل والتضليل والتحلل والانحلال، أيها الأمريكيون.. هل تعرفون إلى أين تأخذون منطقة الشرق الأوسط؟ الحمل الكاذب وخصيان السياسة..إلخ.
من خواطر” أبو المجد” نقتبس خاطرة بعنوان: ”الصراع هو بين أن تكون سيدا، أو عبدا”:
” جوهر الصراع في منطقتنا، أن المحور الصهيو-أطلسي الاستعماري الجديد، يريد تحويلنا إلى عبيد وأقنان عنده، نعمل طبقا لرغباته أولا، وخدمة لمصالحه ثانيا، وضد حقوق ومصالح الأمة العربية والمصالح الشعبية الوطنية ثالثا. وما بعد ذلك، لا يهمه وليس معنيا به، طالما بقي دائرا في إطار العوامل الثلاثة السابقة. فمن ارتضى ذلك من الدول العربية، نَفِدَ من الاستهداف التخريبي التدميري المباشر، لأنه انضوى طائعا- ولا يهم إن كان ذلك عن رضى أو عن إكراه- في الطابور التابع للاستعمار الجديد. ومن رفض الانضواء في طابور التبعية، تقوم الدنيا ولا تقعد على رأسه، كما جرى ويجري،اليوم، في سورية الأسد. ولأن الشعب السوري، بمعظمه، يرفض العبودية ويريد السيادة، لذلك كانت قيادته الأسدية، تعبيرا صادقا وأمينا عن نزوعه التاريخي نحو الحرية الحقيقية والكرامة والسيادة والاستقلال. ولن يكون الشعب السوري ، مهما قدم من تضحيات وضحايا، إلا سيدا على أرضه وعلى قراره، مهما انضوى الأعراب الأذناب وغيرهم، في طابور العبودية. ويبقى الأعراب العبيد، فقراء بالكرامة والروح والنفس، بل وفقراء بالعقل والقلب والضمير، رغم ثرواتهم القارونية، المالية والنفطية.. ويبقى العرب الأحرار، أغنياء بالكرامة والروح والنفس وأغنياء بالعقل والقلب والضمير، رغم فقرهم المالي والنفطي”.
كتاب جدير بالقراءة لمن يريد أن يعرف خفايا الأزمة السورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى