فلسطينيو اوروبا يطالبون بانجاز المصالحة واحياء منظمة التحرير

اختتم مؤتمر فلسطينيي أوروبا مساء امس السبت، فعاليات دورته السنوية الـ 13 في العاصمة الألمانية، بالدعوة إلى تطوير استراتيجية فلسطينية لتوظيف الخيارات الممكنة في ملاحقة الاحتلال الإسرائيلي دولياً على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، واستثمار الجهود المتعاظمة حول العالم في مناصرة قضيته.

وقال المؤتمر في بيانه الختامي، “إن عالمنا اليوم لا يمكن أن يسمح بسياسات الاحتلال الجائر وإجراءات الاضطهاد والتنكيل المشفوعة بمنظومة قانونية جائرة، تؤسّس لأسوأ أنظمة التفرقة العنصرية (الأبارتهيد)، وهو ما يقتضي فرض العقوبات على الاحتلال الإسرائيلي وتكثيف الجهود لملاحقته قانونياً وعزله دولياً وكشف خطورة سياساته وممارساته على الملأ، وعليه فإننا ندعم كافة الخطوات التي تعزّز مكانة فلسطين القانونية على المستوى الدولي، ونحثّ على الإسراع في هذا التوجّه بما يهدف إلى تعزيز الموقف الفلسطيني الجامع في مواجهة الاحتلال مع عدم المساس بأي من حقوق شعبنا وثوابته”.

وطالب بالمسارعة في تفعيل المصالحة بين الأطر السياسية الفلسطينية، وتحصين الموقف الداخلي لحماية الحقوق الفلسطينية الثابتة، وحشد الجهود والعمل المشترك على مواجهة مخططات الاحتلال وتحديات المرحلة الراهنة.

وجدّد المؤتمر، تأكيده على ضرورة إحياء منظمة التحرير وإعادة هيكلتها وتفعيل دورها عبر تشكيل مجلس وطني فلسطيني منتخب على أسس ديمقراطية، في الداخل والخارج، مع تعزيز العمل الشعبي وقطاعات المجتمع المدني لأبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان في المجالات كافّة.

وقال “إننا نؤكد مجدداً تمسّك الشعب الفلسطيني، في أوروبا وفي كل مكان، بحق العودة إلى أرضه ودياره في فلسطين مهما طال الزمن، فهو حقّ غير قابل للنقض أو الاجتزاء أو الالتفاف عليه أو التحوير، فالعودة حقّ جماعي وفرديّ لا رجعة عنه، وسيواصل شعبنا كفاحه المشروع حتى تحصيله”.

وشدّد على رفض الفلسطينيين لأي تسوية على حساب ثوابته المؤكدة وحقوقه غير القابلة للتصرّف ومطالبه المشروعة، وفي مقدمتها حق العودة، مضيفاً “الموقف من أي مشروع أو مبادرة لحل قضية شعبنا إنما ينبني على مدى ضمانه لحق العودة وتقرير المصير والتحرّر من الاحتلال وضمانه معايير العدالة والإنصاف دون أي تنازل عن حقوق شعبنا الثابتة في أرضه التاريخية ودياره السليبة”.

وفيما يتعلّق بأزمة مخيم اليرموك للاجئين في سورية، قال فلسطينيو أوروبا “إن نكبة شعبنا المتواصلة لن يضع حداً لها سوى تفعيل حق العودة إلى أرضه ودياره في فلسطين”، مطالبين بعدم فرض أي خيارات على أبناء اليرموك، وفتح المخيم للدخول والخروج وفقاً لما يقرره أبناؤه، مع التأكيد على ضرورة فتح الطريق أمام الإمدادات الإنسانية لقاطني المخيمات ولعموم السكان والنازحين هناك.

وفي السياق ذاته، أعلنت رئاسة المؤتمر عن قرارها تبنّي متابعة كافة مقترحات وتوصيات ورشة العمل الخاصة بفلسطينيي سورية والتي انعقدت ضمن فعاليات المؤتمر، على أن تبذل كل طاقتها من أجل ترجمة هذه التوصيات إلى واقع فعلي وفقاً لما تتيحه إمكانات العمل الفلسطيني في القارة الأوروبية.

وفي ملف القدس، حذّر فلسطينيو أوروبا من الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة بحقّ مدينة القدس، والاستهداف المتصاعد للمسجد الأقصى المبارك، إلى جانب محاولات تزوير هويّة المدينة العربية المقدسة.

كما ندّدوا بالحصار الجائر المفروض على قطاع غزة، وطالبوا بفكّه على الفور، باعتباره “جريمة منهجية وخرق فاضح لحقوق الإنسان بكل المقاييس الإنسانية والدولية يدين كافة الضالعين فيه والمتواطئين معه”، فيما أعربوا عن قلقهم إزاء تصاعد السياسات التوسعية التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي بحق الأرض الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى