تطورات العدوان السعودي على اليمن

في الحقيقة لايمكن فصل ما يجري بسورية والعراق وليبيا عما يجري باليمن ، لان هناك معادلة شاملة تربط كل احداث المنطقة العربية ببعضها البعض التي ستنعكس تداعياتها في المستقبل على الجميع في الوطن العربي،لكن جديد الاحداث في هذه المرحلة العربية الصعبة تشكيل تحالف من بعض الأنظمة العربية والإسلامية بقيادة النظام السعودي للعدوان على اليمن، الذي يعتبر مغامرة ومقامرة ,الهدف منها اخضاع معظم أبناء الشعب اليمني المنتفض على سياسة الفساد والافساد والتبعية بالقوة لكسر إرادته الوطنيةوالإستجابة لشروط السعودية بالقوة وفي مقدمتها إستعادة الشرعية المزعومةللرئيس اليمني الهارب منصور هادي المنتهية ولايته والاستجابة لشروط ما يسمى المبادرة الخليجية الميته ليبقى اليمن الحديقة الخليفية اللآمنة للنظام السعودي العميل.

لذلك فقد تعمد النظام السعودي تشكيل التحالف ضد اليمن قبيل إنعقاد قمة العملة والعمالة في شرم الشيخ وبدء الغارات الجوية العنيفة التي إستهدفت البنى التحتية العسكرية والاقتصادية والصحية والمؤسسات الحكومية والخاصة قبيل وصول القادة العرب الى قاعدة الاجتماعات وعرض مشروع القرار العدواني الذي قدمه مجلس وزراء الخارجية العرب والذي باركته اللجنة التحضيرية للقمة كما باركه الغرب بقيادة العدو الصهيوأمريكي وقدموا المساعدات العسكرية العاجلة لهذا التحالف الارهابي .

وقد ترافقت الغارات العدوانية لتحالف السعودية هجمة إعلامية شرسة مدعومة من الإعلام العربي تذكرنا بالهجمة الاعلامية العالمية على سوريه في بداية إعلان الحرب الكونية عليها منذ ما يزيد عن أربع سنوات خلت والتي بدأت بحملة من التضليل ولأكاذيب والفبركات الاعلامية المزيفة لتحطيم الوحدة الوطنية المعمدة بدماء الشهداء الأبرار .

وفي هذا السياق لابد لوسائل الاعلام اليمنية المقاومة للعدوان ان تستفيد من تجربة الاعلام السوري الذي انتقل بشكل متسارع من رتابة الروتين الى إعلام مقاوم من الطراز الاول في مواجهة الهجمة الاعلامية الشرسة وتفنيد مزاعمها وأكاذيبها وفبركاتها المزيفة .

وهذا ليس جديداعلى الجامعة العربية التي أصبحت عارية ومكشوفة للجمهور العربي بعدما اصبحت تعمل بشكل علني وفاضح كأداة صهيوامريكية لتشريع العدوان على شعوبها واعضائها بعد إختطافها من مجلس التعاون الخليجي الذي تحول لمخلب قط صهيوامريكي للعدوان على الشعوب العربية كما حصل في ليبيا وسورية والعراق وتقسيم السودان واليمن أخيراً وليس اخراً, وغيرها لتحقيق الاهداف الاستعمارية الجديدة القديمة وفي مقدمتها ما يسمى النظام الشرق اوسطي الجديد او الكبير.

لذلك تم إصطناع الاسباب والمبررات الواهية للعدوان على اليمن لمواجهة الخطر المزعوم الذي يتمثل بعدة نقاط من اهمها :

الدفاع عن الشرعية المزعزمة الرئيس اليمني “عبد ربه منصور هادي” الهارب والمنتهية ولايته وعودته لرئاسة الجمهورية بالقوة  ومنع سيطرة اللجان الشعبية اليمنية على مضيق باب المندب كما يتبجحون.

ثانياً : العمل على وقف تقدم وتمدد جماعة أنصار الله “الحوثيين” والجيش اليمني بأتجاه الجنوب وخاصة الى مدينة عدن .

ثالثاً: وقف ما يسمى التمدد الايراني المزعوم بالمنطقة العربية  .

وبغض النظر عن الاسباب المعلنة وغير المعلنة فإن النظام السعودي استخدم نفوذه المالي ليورط بعض الانظمة العربية وفي مقدمتها النظام المصري في تحالف عسكري عدواني معلن على اليمن في محاولة فاشلة لقطع الطريق على توقيع إتفاق بين ايران والسداسية الدولية بعد المحاولة الخبيثة لاستدراج الايرانين للمواجهة المباشرة على الارض ليثبت للعالم ان الصراع في اليمن هو صراع طائفي بين ما يسمى الهلال الشيعي المزعوم والسنة .

لكن هذه المحاولة فشلت بعدما ادركت القيادة الايرانية أن إعلان الحرب على اليمن هو فخ لاستدراج الجمهورية الايرانية التي طالبت هذا التحالف بوقف العدوان وعودة اليمنين للحوار الوطني اليمني وتم توقيع الاتفاق الذي اغاظ النظام التكفيري الوهابي السعودي كما أغاظ العدو الصهيوني الذي إعترف بالنصر الأيراني الكبير في حق الشعب الايراني في إمتلاك الطاقة النووية السلمية وفرض حقوق الشعب الايراني بقوة على طاولة المفاوضات التي إستجابت لرفع العقوبات عن الجمهورية الاسلامية الايرانية .

وبالرغم من ذلك غامر النظام السعودي بهذ العدوان وأوجد إنطباع لدى البعض بأن التعاون العربي ممكن، وإن النظام السعودي قادر على الحشد لقيادة مثل هذا العدوان لكن السؤال الأهم هل النظام السعودي يملك الرغبة في التعامل مع مختلف الملفات المطروحة على القمة العربية المزعومة في شرم الشيخ كما تعامل مع الملف اليمني ؟؟؟

مع العلم أن قمة شرم الشيخ تميزت أجندتها بطرح خمس ملفات ساخنة بالإضافة للملف اليمني والملف الليبي والسوري والعراقي والفلسطيني، بعكس القمم السابقة التي كانت تقتصر الملفات فيها على ملف أو اثنين .

وفي الحقيقة لقد جاءت ما تسمى عملية “عاصفة الحزم”، التي يقودها النظام السعودي، في هذه الظروف العربية الصعبة،لتزيد من تعقيدات المشهد اليمني والعربي المنقسم على نفسه بالأساس ليزيد الانقسام إنقساماً ويفرض على المشهد اليمني حالة من الفوضى لتعميم ثقافة الفتنة الطائفية وتنامي العصابات الوهابية الارهابية التكفيرية التي يمولها ويسلحها النظام السعودي الوهابي التكفيري معتقدا ومتوهما أن العدوان الجوي العنيف لمواقع الجيش اليمني واللجان الشعبية المنحازة لانتفاضة الشعب اليمني العظيم قد يحد من تقدم الجيش واللجان الشعبية بإتجاه مدينة عدن ليحول الجنوب اليمني لقاعدة إنطلاق للعدوان البري على الشمال وإجهاض الانتفاضة الشعبية وإسقاط اهدافها الوطنية .

وبالرغم من شراسةالغارات الجوية التي دخلت إسبوعها الثاني باستهداف البنى التحتية العسكرية والاقتصادية والإجتماعية والمشافي لتدميرها وقتل الأبرياء .

لكن الشعب اليمني وبالرغم من الخسائر البشرية وتدمير المؤسسات توحد في مواجهة العدوان وطغيان النظام السعودي وعصابات هادي في الداخل المتحالفة مع عصابات القاعدة الوهابية التكفيرية واخواتها من النصرة والدواعش من أساطين الإرهاب التي فشلت  في تعميم ثقافة الفتنة الطائفية والمذهبية فإستوعب الشعب اليمني العدوان الجوي السعودي وتحالفها أللآثم بعد إستقراء طبيعة هذا العدوان والتحضير للرد عليه كما أعلن زعيم المقاومة الشعبية اليمنية عبد الملك الحوثي ولم يفصح عن طبيعة هذا الرد لكن النظام السعودي اخذ بالحسبان هذا التهديد بشكل جدي كرد فعل طبيعي على العدوان الاجرامي وبدأ بالتحضيرات لمواجهة هذا الرد الذي قد يأخذ شكلاً عسكرياً تقليدياً وقد يأخذ شكل حرب عصابات قد تستهدف مواقع عسكرية أو أمنية أو إقتصاديةمن خلال مجموعات فدائية من داخل المملكة او من خارجها .

وفي النهاية لا بد ان نعترف أن النظام السعودي بدأ العدوان الاجرامي الظالم على الشعب اليمني لكن من الصعب عليه وقف هذا العدوان ولا ضمان نتائجه التي ستقلب المعادلة في الخليج وتحرق اصابع أصحابه وفي مقدمتهم النظام الوهابي الطائفي السعودي المتصهين الذي حفر قبره بيده بهذه العملية العدوانية الاجرامية لانه يعرف قبل اسيادة وشركائه أن اليمن تحطمت على اسواره كل الغزوات الاستعمارية وفشلت وانهزمت وانتصر الشعب اليمني العظيم الذي سيهزم هذه الغزة بأهافها الصهيو امريكية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى