فصائل فلسطينية تتصدى ”لداعش” لدى اجتياحها مخيم اليرموك

أكّدت حركة حماس، أن رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل يتابع مع بقية أركان قيادة الحركة تطورات الأوضاع في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بسورية، مشيرةً إلى أنه يعكف على إجراء سلسلة من الاتصالات لإنهاء المأساة التي يعاينها المخيم.
وقالت الحركة في بيان صحفي، ”إن مشعل والإخوة في القيادة يتابعون تطورات الأوضاع الصعبة والمؤسفة التي يمر بها أبناء شعبنا الفلسطيني في مخيم اليرموك وما يتعرضون له من قتل وحصار وتصعيد عسكري”.
وأضافت أن مشعل أجرى عدة اتصالات وتابع ما يلزم من الجهود الهادفة إلى ”وقف نزيف دم الشعب الفلسطيني في مخيم اليرموك، ووضع حد لهذه المأساة التي ما زال يعاني منها سكان المخيم منذ سنوات”.
وأكّدت ”حماس” على ضرورة تحييد مخيم اليرموك وكل المخيمات الفلسطينية بعيداً عن تطورات الأزمة السورية ”المؤلمة”.
ودعا مشعل بشكل عاجل جميع الأطراف المعنية إلى التدخّل ومحاولة إنقاذ مخيم اليرموك بشكل سريع.
وكان ”تنظيم الدولة” قد تمكن قبل يومين من اقتحام مخيم اليرموك في سورية وقام بالتنكيل بأهله، وذلك بالتزامن مع قصف تعرض له المخيم من قبل قوات النظام.
– وفي رام الله قالت رئاسة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، إنها تقوم بإجراء سلسلة من الاتصالات المكثفة مع عدة أطراف عربية ودولية وإنسانية لإنقاذ مخيم اليرموك للاجئين (جنوب العاصمة السورية دمشق) من المأساة التي يتعرّض لها.
وأكدت السلطة في بيان مقتضب على ضرورة عدم الزج بالمخيمات الفلسطينية وأهاليها في مجريات الصراع بسورية، مشدّدةً على الموقف الوطني الثابت بالحياد وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية.
وجاء في البيان، ”إن الرئاسة تثمن الجهود التي تبذلها فصائل منظمة التحرير للتخفيف من معاناة اللاجئين، وتجنيب المخيم ويلات هذا التدخل السافر من جهات ومجموعات ستؤدي إلى تدمير المخيم وتشريد أبناءه”.
وكان ”تنظيم الدولة” قد تمكّن قبل يومين من اقتحام مخيم اليرموك في سورية وقام بالتنكيل بأهله، وذلك بالتزامن مع قصف تعرض له المخيم من قبل قوات النظام.
-وفي دمشق ذكر خالد عبد المجيد، امين سر ”تحالف ”القوى الفلسطينية” والأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، أن عدداً من فصائل تحالف القوى الفلسطينية واللجان الشعبية الفلسطينية قد استطاعت دحر داعش والسيطرة على جامع الرجولة وساحة الطربوش ومحيط جامع عبد القادر الحسيني ومواصلة التقدم داخل مخيم اليرموك وجرت اشتباكات عنيفة في محيط جامع صلاح الدين وشارع لوبية وشارع صفد وقرب فرن ابو فؤاد وشارع حيفا، وكبدت داعش والنصرة خسائر كبيرة.
وذكر عبد المجيد، ان عدد من فصائل تحالف القوى الفلسطينية واللجان الشعبية الفلسطينية خاضت معارك عنيفة مع مجموعات النصرة وداعش التي دخلت مخيم اليرموك، وحققت الفصائل الفلسطينية تقدما على جميع المحاور بالمخيم كما استطاعت السيطرة على العديد من الأبنية والشوارع الفرعية في المخيم.
وقال أن الفصائل الفلسطينية التي شاركت في المعارك الجارية لتحرير المخيم من داعش والنصرة وكل المجموعات الإرهابية التي احتلت المخيم منذ عامين هي-: الجبهة الشعبية – القيادة العامة، وفتح ”الانتفاضة”، وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، وقوات الصاعقة، بمساندة ودعم من اللجان الشعبية الفلسطينية.
– وفي عمان دعا ”المجلس الوطني الفلسطيني” إلى إخراج مخيم اليرموك من دائرة الصراع والتجاذبات في سورية، مؤكداً على حياد الفلسطينيين والتزامهم بعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية.
وأدان المجلس قيام ”تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام” باقتحام مخيم اليرموك (جنوب العاصمة السورية دمشق)، معتبراً أن هذا الأمر يعبّر عن ”محاولة جديدة لتحويل المخيم إلى ساحة حرب يدفع ثمنها اللاجئون الفلسطينيون”.
وأكد رئيس المجلس، سليم الزعنون، رفضه الزج بالمخيمات الفلسطينية في سورية في أتون الأزمة ومجريات الصراع، مؤكداً أن ”لا علاقة للشعب الفلسطيني وقضيته بها”.
ودعا المجتمع الدولي ومؤسساته ذات الصلة بتوفير الحماية لأهالي مخيم اليرموك، وإنقاذهم مما يتعرضون له من حصار وقتل وتدمير لبيوتهم، وإعلان المخيم ”منطقة محايدة”، وتوفير مواد الإغاثة الطبية والأغذية إلى أهاليه.
ومن جانبه ناشد الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، المجتمع الدولي بهيئاته الرسمية ومؤسساته العامة والخاصة المسارعة إلى حماية اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك وإغاثتهم.
وقال الشيخ حسين في بيان صحفي صدر عنه امس، ”إن حجم ما ينقل من أخبار وتقارير حول ما يتعرض له أهلنا في مخيم اليرموك من مجازر وجرائم يندى لها جبين الإنسانية لا يمكن قبوله بحال، سيما وان الإحصاءات تتحدث عن أرقام كبيرة، مما يدل على حجم المعاناة التي يتعرضون لها”.
وطالب المفتي بتحييد المخيم الذي يعاني الويلات من الصراعات، إلى جانب العمل على إيصال المساعدات إلى هؤلاء اللاجئين الذين يعانون بسبب أوضاع هم ليسوا طرفاً فيها، منتقداً تقاعس الهيئات الدولية في حماية أبناء المخيم في ظل ما يتعرّضون له من قصف واعتداءات من قبل عناصر ”داعش” الارهابي وجماعات مسلحة أخرى.
– وكان أهالي المخيم قداطلقوا نداءات استغاثة إلى منظمة ”الصليب الأحمر” الدولية، طالبوها فيها بالتدخل العاجل لإجلاء الجرحى من المخيم وتوفير العلاج للأطفال المرضى.
ويشار إلى أن الخدمات الطبية في مخيم اليرموك قد توقفت بالكامل، بسبب الاشتباكات العنيفة التي يشهدها المخيم وما تعرض له من قصف من قبل الجيش النظامي السوري ومليشيات ”تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام” التي اقتحمت المخيم وسيطرت على معظم أحيائه، الأمر الذي أسفر عن وقوع عدد من الضحايا والجرحى.
من جانبها، أعلنت ”مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية” أن الكارثة الإنسانية بدأت في مخيم اليرموك حيث لا يوجد أي خدمات طبية داخل المخيم، في ظل وجود العشرات من الجرحى نتيجة القصف والاشتباكات المستمرة.
ودعت المجموعة، جميع الهيئات الدولية وعلى رأسها ”الصليب الأحمر” إلى العمل على إيصال المساعدات الطبية وتأمين العلاج للجرحى، وإنقاذ حياة أكثر من 0053 طفل داخل المخيم لا يجدون ماء أو غذاء.
وقالت ”المجموعة ” في بيان صادر عنها، بأن تنظيم داعش قد اختطف العشرات من الشباب الفلسطينيين من شوارع المخيم، بالإضافة إلى شابتين، قام مسلحو التنظيم بخطفهما من منزلهما في شارع المدارس.
ونقلت ”مجموعة العمل” عن ناشطين داخل المخيم، قولهم ”إن التنظيم قطع رأس اثنين من المنشقين عن جيش التحرير الفلسطيني، حيث وُجد جثمانيهما دون رأس في أحد حارات المخيم”.
– وازاء الفضائع التي يرتكبها تنظيم داعش وجه لاجئ فلسطيني محاصر في مخيم اليرموك رسالة مفتوحة الى أمير هذا التنظيم ابي بكر البغدادي، يسأله فيها عن السبب الذي يدفع عناصر التنظيم لاختراق مخيم اليرموك بما حمله ذلك من قتل وترويع وزيادة معاناة للفلسطينيين.
وقد تضمنت الرسالة مجموعة من الأسئلة عن سبب مهاجمة عناصر تنظيم الدولة الإسلامية منذ الاربعاء الماضي لمخيم اليرمو للاجئين الفلسطينيين المحاصر حتى الجوع والموت، والذي يتعرض للقصف ومنع ادخال المساعدات، ومن ضمن الاسئلة الموجهة للبغدادي: ”هل ربك امرك بمهاجمة المخيم وقتل الابرياء؟ وهل اهالي مخيم اليرموك مسلمون بنظرك يستحقون الدعم والمساندة ام هم كفار يجب التخلص منهم؟ ولماذا دخلت الى المخيم تحت عنوان الاقتحام والحرب والقتل والاغتيال، ولم تدخل تحت عنوان الرحمة والانقاذ واغاثة المحاصرين بالنار والجوع؟ وهل المعركة في اليرموك فيها مصلحة للاسلام والمسلمين، وفيها مصلحة للثورة على النظام وفيها مصلحة للامة؟ وهل تعلم ان مخيم اليرموك يضم لاجئين فلسطينيين يناضلون ضد الاحتلال، وان المخيم قلعة في مقاومة الكيان الصهيوني ورمز وطني كبير؟ وهل معركتك في المخيم تخدم معاركك في سورية والعراق؟”
وتساءلت الرسالة أيضا: ”هل معركتك في المخيم هي لتحريره، اذا كان كذلك فمن ماذا ستحرره: هل ستحرره من ابنائه وهويته وموقعه ودوره التاريخي في الصراع ضد العدو الصهيوني؟ هل المجموعة التي اقتحمت مخيم اليرموك تابعة لك وتنفذ اوامرك فعلا، وهل انت موافق على هجومها هذا على المخيم؟ هل ترى ان طريق انتصار دولتك او نجاح ثورتك او اقامة خلافتك تمر على جثة مخيم اليرموك وجثث ابنائه المحاصرين؟ ام انك ترى ان الطريق الى الله والى الجنة تمر عبر قتل الجوعى والمرضى والمشردين والجرحى والنساء والاطفال؟”.
واختتمت الرسالة الأسئلة بالقول: ”اننا بانتظار الاجابة، لنعرف راي الخليفة في امر قتل اللاجئين الفلسطينيين عمدا باوامر الدولة، اليس هذا امر يهم المسلمين ومن الاولى مصارحتهم في شؤونهم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى