جريدة المجد صوت الأمة وضمير الشعب المتكلم

لست محايدا وأنا أسطر كلماتي هذه لجريدة المجد الناصرية الغراء في الذكرى الـــ21 لميلادها المجيد ، لقد حاولت بكل ما استطيع إنسانيا أن أكون محايدا وأن ابدي رأيا لأجل ما قد أراه مناسبا لهذا المنبر وقد تشرفت بأن أكون أحد المشاركين في الكتابة فيه ، وبأمانة الكلمة وجدت فيه منبرا قوميا ناصريا يناضل لوحدة الأمة من المحيط للخليج بالكلمة والتوعية ، منبرا ناصريا ترفع عن صغار الأمور لمصلحة رسالته الخالدة الوحدة ، الحرية والاشتراكية ، لكن كل محاولاتي لإبداء رأيي وجدتها تخرج كلمات إعجاب ومحبة وتقدير لهذا المنبر الذي سار عكس رياح الأعصار وتحدى الصعاب وقاوم كل المحاولات الظلامية لإعدامه ووأده بدءا من محاولات الخنق والتضييق بمنع الإعلانات وحتى الاشتراكات التي حاول البعض من خلالها أن يقوم بتوجيه الصحيفة كما حدث مع دولة شقيقة، ولكن فارس المجد وربانها أبا المظفر رفض المقايضة وأن المجد التي ترفع الراية الناصرية مواقفها ليست للبيع أو المتاجرة أو المساومة ، ورفض ذلك العرض كما رفض غيره من العروض الكثيرة انطلاقا من المبادئ والقيم العروبية الأصيلة التي رفع شعارها الزعيم جمال عبد الناصر ومقولته الشهيرة التي كانت سابقة لعصرها وزمانها ولكنها قاعدة أساسية للمستقبل والأجيال عندما قال (أن حرية الكلمة هي المقدمة الأولى للديمقراطية ).

ايضاً هناك محاولات اخرى كثيرة انتهجتها الحكومات العرفية ضد المجد بالمنع والمصادرة والإغلاق والسجن لربانها ورئيس تحريرها ، والجرجرة بالمحاكم ، ومع ذلك لم تتراجع وبقيت كما هي صوت العروبة من الأردن ومنبر المقاومة والصمود لكل أبناء أمة الضاد .
ومنذ انطلاقها كانت المجد منبرا لكل صاحب رأي حر، بما في ذلك جماعة الإسلام السياسي حيث تنكروا لكل ذلك عندما وجدوا أنفسهم على رأس السلطة في أكبر بلد عربي مصر الشقيقة، وكم تمنينا أن يقدم أصحاب تيار الإسلام السياسي نموذجا للعمل العربي المشترك ولكنهم للأسف ذهبوا بعيدا في عدائهم لأمتهم وشعوبهم ورموزها الخالدة وعلى رأسهم الزعيم جمال عبد الناصر الذي أصبح عدوهم الرئيسي وليس الكيان الصهيوني رغم أنه بجوار ربه منذ ما يقارب النصف قرن، فكانت نهايتهم السياسية اسرع مما توقعوا وجاءت على يد الجماهير التي آمنت بقيادة عبدالناصر و موروث نضالي.
كما كانت المجد منبرا لكل القوميين والوطنيين الأحرار على اختلاف مدارسهم الفكرية ، وطيلة الــ21 عاما انطلقت نحو هدفها ورسالتها وسارت على طريق الصعاب والنضال،وانضم إليها الكثيرون وغادرها كذلك الكثيرون وهناك إعلاميون تخرجوا من مدرسة المجد ،أصبح بعضهم في محطات فضائية مشهورة، وان كانت أحداث المنطقة الأخيرة التي يسمونها ربيعا عربيا قد كشفت حقيقة الكثير من تلك المحطات المشبوهة .
لذلك أتساءل ماذا سنقول لصحيفة تعرضت وعانت كل ما عانته وأصرت على البقاء والاستمرار رغم شح الإمكانيات التي لم تكن أكثر من إمكانيات ذاتية محدودة ومساعدة بعض الشرفاء التي كانت المجد تعارض سياستهم وهم بالسلطة ولا داعي لذكر الأسماء احتراما للخصوصية ،وتلك الفئة من المسؤولين تشعرنا أن الوطن لا زال بخير وهناك من يؤمن بحق الاختلاف في الرأي الذي لا يفقد للود قضية كما يقولون وتلك هي رسالة المجد التي تعارض السياسية أو تتفق معها في بعض القضايا ولكن لا تشخصن الاختلاف السياسي .
وعلى هذا الأساس احترمها الكبير والصغير وكل إنسان منصف ، واستمرار المجد وبقاؤها في عالم عربي تغيرت أحواله وانقلبت موازينه هو بحد ذاته معجزة وأكبر وسام لأسرتها وقرائها ، ولعل أصعب الظروف التي واجهت المجد كانت الأحداث العربية الأخيرة التي أسماها البعض بالربيع ، وقد بدأت صحيحة وكانت تعبيرا عن حالة ثورية وليست ثورة كاملة المعالم وكانت رسالة لكل القوى السياسية قبل غيرها مفادها بأنكم والأنظمة العربية التي تدعون معارضتها أصبحتم وجهان لعملة واحدة ولكن للأسف لم تقرأ الرسالة بشكلها الصحيح وبمعناها القومي ما سهل اختراق تلك الحالة الثورية ونقلها من عرب الاعتلال إلى الدول المعارضة أو الممانعة للسياسة الأمريكية حيث اسقطوا ليبيا بعد استشهاد قادتها وعلى رأسهم العقيد معمر ألقذافي رحمه الله، وحيث عادت ليبيا اليوم قواعد لأعداء الأمة وعملائهم المتاجرين بالدين، وقد حاولوا استنساخ التجربة الليبية في سوريا إلا أنهم فشلوا وتمكنت سوريا بفضل شعبها وجيشها وقيادة الرئيس المناضل بشار الأسد من فضح المؤامرات على الأمة وتعرية عملائها ، حيث كانت جريدة المجد تحذر من المؤامرات على الأمة وكانت تبدو وكأنها تغرد خارج السرب في ظل الإعلام الرسمي والخاص وهما يعزفان على وتر واحد، وما أصعب تلك اللحظات مخاطبة العقل والمنطق في عقول حامية أو تدعي ذلك لمجاراة الرياح والأعاصير التي هبت على عالمنا العربي، ولم ينتبه أصحاب هذه العقول لما طرحته المجد وغيرها من الصحف الجادة حتى فاجأتهم القوى الظلامية واستغلت الفراغ وهي لا تعرف الا لغة الدم والدمار والقتل والإجرام وقطع الرؤوس وحتى الحرق بالنار كما حدث مع شهيد السياسة الخاطئة معاذ الكساسبه ناهيك عن الاتجار بالبشر وبيع الإنسان للإنسان وكأننا عدنا لعصور الجاهلية كما حدث في العراق وبدرجة اقل في سوريا .
لذلك نقول لقد استمدت المجد رسالتها من تجارب الأمة النضالية وأبرزها التجربة الناصرية وكانت خير من عبر عن تلك التجربة الملهمة ، ولعل استمرار المجد وتجاوزها لكل المحن والصعاب دليل على قوة الحجة وعظمة الرسالة الناصرية المستمدة من ثوابت الأمة .
وفي هذه المناسبة العظيمة نبارك لأنفسنا ولشعبنا وامتنا هذه الذكرى العطرة في عبق التاريخ وأصالة المبادئ ، ونبارك لأسرتها وربانها الفارس والقطب الناصري فهد الريماوي أبا المظفر .
وكل عام وكتابها وقراؤها الذين هم رأس المال وسبب الاستمرار، وشعبنا وأمتنا بألف خير وعلى نهج الزعيم جمال عبد الناصر سائرون ولامتنا وأبطالنا جنود مخلصون ويظل النهر لمجراه أمينا ، وهكذا هي المجد الصحيفة الرسالة البيان .
والى الأمام والأفضل دائما في ظل الراية الناصرية الخفاقة .
عاشت امتنا العربية الواحدة من المحيط للخليج وكل عام وأنتم بألف خير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى