مسيرات احتجاجية تعم البلاد انتصاراً للنبي العربي واستنكاراً للتطاول عليه

شهد عدد من المدن الاردنية مسيرات احتجاجية انطلقت عقب صلاة يوم الجمعة الفائت انتصاراً لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ورداً على حملة الاساءات المتكررة التي تقودها بعض وسائل الاعلام الاوروبية، والفرنسية منها على وجه الخصوص، حيث شددت كافة المسيرات على ان الاساءة للاديان ليست حرية رأي او تعبير.
واجمعت المسيرات على ضرورة اتخاذ خطوات رسمية نصرة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وطالبت بضرورة وقف كافة اشكال التعامل السياسي مع الحكومات التي تسمح لوسائل اعلامها بالتطاول على الديانات.
ففي عمان انطلقت من امام مسجد الجامع الحسيني في وسط البلد بمشاركة العديد من الشخصيات الحزبية واعضاء الحراكات الشعبية والوطنية للتنديد بالإساءات المتواصلة بحق النبي صلى الله عليه وسلم من قبل الصحيفة الفرنسية الساخرة ”شارلي أيبدو”، واستنكاراً للصمت الدولي حيال تلك الاعتداءات المتكررة بحق المسلمين ورموزهم.
وطالب المتظاهرون، الحكومة بطرد السفير الفرنسي من عمان، رداً على الاستفزاز الذي تمارسه بلاده بحق ملايين المسلمين حول العالم، داعين الحكومات العربية والإسلامية إلى اتخاذ مواقف واضحة حيال تلك الإساءات.
وشهدت الفعالية احتكاكات بين المشاركين وقوات الدرك التي منعتهم من مواصلة المسيرة باتجاه السفارة الفرنسية في عمان، حيث قام عناصر الأمن بالانتشار المكثّف في محيط السفارة وتطويقها.
وتعرّضت قوات الدرك بالضرب لعدد من المتظاهرين، واعتقلت عدداً منهم لفترة قصيرة قبل أن تقوم بالإفراج عنهم إثر إصرار المشاركين في الفعالية على عدم فض فعاليتهم قبل إطلاق سراح المعتقلين.
وقد انتقد المركز الوطني لحقوق الانسان الممارسات العنيفة لرجال الدرك وقال أنه كان من الضروري السماح للمشاركين بمسيرة نصرة رسول الله بالوصول إلى السفارة الفرنسية وإرسال صوتهم ”الذي يعبر عن ضمير المجتمع الأردني”.
وأشار المركز في بيان له إلى أن المسيرة تهدف لإيصال الرسالة للسفارة الفرنسية للمطالبة بإصدار تشريع وطني فرنسي يجرم الاساءة الى الرموز الدينية للاديان السماوية كافة.
ولفت البيان إلى أن الأمن العام قد أبدى تصميما واضحا لمنع المسيرة من الاقتراب من محيط السفارة الفرنسية بكل الوسائل بما في ذلك القوة، موضحا أن المسيرة كانت سلمية منذ البداية.
وقال المركز في بيان صادر عنه انه كان من الضرورة اتاحة الفرصة لمندوبين عن المشاركين بايصال رسالة مباشرة بمطالبها الحقة والتي تعبر عن ضمير المجتمع الاردني لا سيما اصدار تشريع وطني فرنسي يجرم الاساءة الى الرموز الدينية للاديان السماوية كافة باعتبار ان ذلك في صميم حقوق الانسان لا سيما المادة 1 و21 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان والمادتين السادسة والسابعة من ديباجته.
وقد صدحت حناجر المئات من أبناء الشعب الاردني بهتافات منددة بهذه الاساءات المستمرة، ومنها : اهتف سمع كل الناس نبينا محمد اغلى الناس، و لبيك يا رسول الله، ولا ولاء ولا انتماء الا لرب السماء، وبالروح بالدم نفديك يا رسول الله.
وفي الطفيلة انطلقت مسيرة عقب صلاة الجمعة من أمام المسجد الكبير مطالبة بضرورة وقف كافة أشكال التعامل السياسي مع الحكومات التي تسمح لوسائل إعلامها بالتطاول على الديانات.
واعتبر المشاركون في المسيرة أن الإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم إنما تشكل إساءة لكافة المسلمين في مختلف أنحاء العالم، مؤكدين على أن ذلك أمراً مرفوضاً ومستهجناً.
وفي محافظة معان دعت مسيرة انطلقت عقب صلاة الجمعة من أمام مسجد المدينة الكبير الى ضرورة تكاتف أبناء الأمة الإسلامية للوقوف بوجه الحملة الصليبية الجديدة، والتي تهدف إلى هدم القيم والأخلاق الإسلامية لدى كافة المسلمين، لافتين إلى ان ذلك الشيء بعيد المنال.
وحذر المتظاهرون من ان القوى الغربية تعمل على تفتيت الدول العربية والإسلامية إلى دويلات ليسهل السيطرة عليها وإضعافها تماما وسلخها عن هويتها العربية والإسلامية، معتبرين أن الغرب هو سارق للثروات ويبني على ظهور الشعوب حضارته الزائفة المنهوبة، وطالب المشاركون في المسيرة بإغلاق السفارة الفرنسية وطرد سفيرها في عمان، وتجديد الدعوة لحملة مقاطعة البضائع والمنتجات الفرنسية والأميركية واليهودية”، ومنتجات أي دولة تساهم في الحملة على نبي الأمة.
واعتبرت هذه الفاعليات في المسيره التي نظمتها الحركات الشعبية بمشاركة التيار السلفي الجهادي في معان أن هذه الإساءة ما هي الا حلقة من سلسلة الاعتداءات والسياسات الممنهجة في الإساءة للإسلام والمسلمين، والتي يعتبر الغرب الحاضنة الداعمة لها، مؤكدين أنه من الواجب على المسلمين العمل للرد على هذه الإساءات بأية وسيلة مشروعة.
ودعا المشاركون العالم الإسلامي إلى الوقوف صفا واحدا ضد الحملات المسيئة التي تسعى للنيل من الإسلام ونبي الأمة، من خلال ”الاحتجاجات الشعبية الغاضبة” ، لنصرة رسول الله وملاحقة المسؤولين عن تلك الإساءات الموجهة للرسول ومنتهكي حرمة الأديان والمتهجمين على الرموز الإسلامية المقدسة، من خلال الدعوة الى معاقبتهم وردعهم بسبب أعمالهم الساقطة التي تصدر عن نفسيات حاقدة تحرص على إثارة الفتنة والإساءة للمبادئ والأخلاق والقيم بكل استهتار وفجور.
وفي نهاية المسيرة أقام المشاركون مهرجاناً خطابياً، نددوا فيه بمواصلة الصحيفة الفرنسية عرض الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة لنبي الرحمة والتسامح، مطالبين الدول والانظمة العربية والاسلامية وكافة شعوبها بالتحرك العاجل كي تنتصر للرسول دفاعا عن عرضه ورسالته والدين الإسلامي وكرامة الأمة الإسلامية ضد تطاول المعتدين الحاقدين عليه وعلى مقامه الأمين حتى لا يتجرا أحد على مقامه الكريم ومكانته العالية ومنزلته الرفيعة ورسالته الخالدة.
وقالوا إن إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد في الصحف الأوروبية يمثل ترويجا لخطاب مرفوض يجب أن ينأى الجميع عنه، وهو ” خطاب الكراهية ” ، وأن أي مبرر لا يعد مقبولا لنشر رسوم أو صور تكرس من نشر هذا الخطاب، مطالبين وسائل الإعلام الغربية بالكف عن الاستهانة بالإسلام ورموزه، فهي ليست حرية تعبير، بل خطاب كراهية وبغضاء يولّد المزيد من الغضب والاحتقان وتأجيج مشاعر كافة المسلمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى