وزير الخارجية القطري ينفي ابعاد خالد مشعل عن الدوحة

نفى الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية القطري ان يكون رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل قد غادر الدوحة بناء على طلب من دولة قطر، كما أكد على دعم قطر الدائم للقضية الفلسطينية باعتبارها في صميم مبادئ السياسية الخارجية القطرية.

ونقل مصدر قطري رسمي عن العطية قوله يوم امس الاثنين: “ان مغادرة خالد مشعل قطر مجرد اشاعات والغرض منها معروف في دولة قطر وهو ثني الدوحة عن مواقفها تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الشقيق”.

وأضاف: “خالد مشعل هو ضيف عزيز في دولة قطر بل هو بالاحرى في بلده وابدا لم يكن لدى السلطة القطرية ولا لدى الاشقاء في تركيا هذا التوجه فخالد مشعل موجود بين اهله وفي بلده”.

وتابع العطية: “ان القضية الفلسطينية بالنسبة لنا في قطر اخر قضية احتلال في العالم وبالتالي كل هذه الاشاعات الغرض منها الضغط على دولة قطر لتغيير موقفها من هذه القضية, وطبعا هذه المسألة مستحيلة نظرا لان القضية الفلسطينية موجودة في صميم مبادئ السياسية الخارجية القطرية”.

وكان القيادي في حركة حماس، حسام بدران، قد نفى هو الاخر صحة الأنباء المتداولة حول نقل رئيس المكتب السياسي للحركة مقره من العاصمة القطرية الدوحة لتركيا.

وقال بدران في تصريحات صحفية :”لا صحة لما تنشره بعض وسائل الإعلام حول الأخ خالد مشعل ومكان إقامته، ولا صحة لمغادرته الدوحة”.

وكانت (CNN) نقلت عما وصفته “تقارير إعلامية تابعة لحركة حماس” أن مشعل وقيادات جماعة الإخوان، التي تعتبرها السلطات المصرية “تنظيماً إرهابياً”، توجهوا على الأرجح إلى تركيا، حيث يُعتقد أنهم سيستقرون هناك، بعد إبعادهم من قطر.

وقالت الوكالة أن قرار الدوحة بإبعاد مشعل وقيادات الإخوان، يأتي استجابة للمبادرة السعودية للمصالحة بين مصر وقطر، بعد تعرض الأخيرة لضغوط سياسية ودبلوماسية، بلغت حد التهديد بطردها أو تعليق عضويتها بمجلس التعاون الخليجي.

ونقلت وكالة “معاً” الفلسطينية للأنباء عن صحيفة “إيندلخ” التركية أن مشعل بحث فعلياً امر نقل مقر إقامته إلى العاصمة أنقرة، مع رئيس الحكومة التركية، أحمد داوود أوغلو.

ورأى بدران أن تداول مثل تلك الأخبار “محاولة لإثارة البلبلة ليس أكثر”.

من جهته اعتبر الدكتور محمد المسفر, أستاذ العلوم السياسية في الجامعات القطرية ، هذه الأنباء بأنها جزء من “الحرب النفسية”, واتهم أطراف مقربة من مصر والسلطة الفلسطينية بالوقوف وراءها.

وأوضح المسفر في تصريحات صحفية، أن  “استضافة قطر لقيادة حماس ممثلة في رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل ومكتبه لم تكن سرية وكانت قيادة حماس ولا تزال متواجدة في الدوحة، ولم يكن للمصالحة في مصر أي علاقة بحماس وتواجدها في الدوحة على الاطلاق, وقال ان قطر أكبر من أن تقوم بإخراج خالد مشعل، فهذا التزام سيادي وأخلاقي وقطر فوق كل الشبهات”.

وعلى صعيد ذي صلة قال بيان صادر عمانوئيل نحشون, المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ان “وزارة الخارجية بقيادة الوزير ليبرمان عملت على تعجيل هذه العملية العام الماضي من خلال اتخاذ العديد من الخطوات بهدف ان تقوم قطر بهذه الخطوة وتتوقف عن دعم حماس ومساعدتها، الوزير ليبرمان ورجال مهنته عملوا على ذلك من خلال قنوات علنية وسرية مع قطر نفسها ومع دول أخرى، ورغم انه وفي الساعات الأخيرة سارع مسؤولو حماس الى نفي هذه الأخبار، أما قطر فلم تتطرق لتلك التقارير بعد؛ الأمر الذي يدعم الانطباع بأن مشعل تلقى بالفعل أمراً بمغادرة الإمارة الثرية، قال مصدر سياسي إسرائيلي، لموقع “واللا”: “نتابع عن كثب التقارير التي ما زالت تصدر عن جهات عدة، بما فيها تقارير حماس، انه حدث مهم بعد ان قمنا بالكثير من التحركات بهذا الخصوص في الأشهر الأخيرة, ولقد بدأنا بالتحرك حتى قبل عملية الجرف الصامد، ولكن بعد العملية فقد قويت حجتنا في مواجهة قطر”.

وحسب قول المصدر الإسرائيلي؛ فإن الجهود ضد قطر ازدادت بعد العملية في غزة من خلال لقاء مع الولايات المتحدة وأوروبا ودول في المنطقة أيضاً مع التركيز على دول الخليج عبر قنوات سرية لا يمكن البوح بماهيتها حالياً”، مؤكدا ان “الهدف كان لاظهار قطر كدولة شاذة تواصل تأييد حماس بعد ان فهم الجميع – الولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية – ان حماس تنظيم ارهابي متطرف يزعزع الاستقرار”.

وأضاف المصدر “لقد استغرقنا وقتاً طويلاً حتى تمكنا من بلورة الموقف الدولي، ولكن بعد الجرف الصامد ازدادت عزلة قطر وبدأوا يشعرون بالضغط”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى