فتح/ الانتفاضة تنتقد المشروع الفلسطيني المقدم لمجلس الامن

اصدرت اللجنة المركزية لحركة فتح/الانتفاضة بيانا انتقدت فيه المشروع الذي قدمته السلطة الفلسطينية لمجلس الامن, وقالت انه يندرج ضمن المشاريع التضليلة والتنازلات الخطيرة التي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية.

ودعت في بيانها الصادر بمناسبة ذكرى انطلاقة حركة فتح, ابناء الحركة وثوار العاصفة الى التماسك والوحدة ونبذ كل اوهام التسويات والحلول مع الصهاينة الذين لا يخفون مخططاتهم العدوانية ومشاريعهم الاستيطانية واهدافهم الاحتلالية.

وفيما يلي نص البيان :

يا جماهير شعبنا الفلسطيني المناضل ..

تغتنم اللجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضة, بمناسبة حلول الذكرى الخمسين لانطلاقة حركة فتح ,انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة على ايدي ابطال فتح وثوار العاصفة البواسل في الأول من كانون الثاني عام 1965، وتتوجه اليكم جميعا بأطيب تحياتها وتبريكاتها, ولترجو للجميع عاماً ميلادياً جديداً يحمل بشائر النصر لشعبنا والعزة والكرامة لأمتنا المكافحة, والتقدم والانتصار لقوى الصمود والمقاومة في الأمة , وللقوى المناهضة للامبريالية والاستعمار ولكل اشكال الغطرسة والعدوان والهمجية والعنصرية البغيضة في العالم أجمع.

انها ذكرى وطنية كفاحية يعتز بها الشعب الفلسطيني المناضل، ويعتز بها كل الأحرار والشرفاء في أمتنا، انها ذكرى يوم انتظره الشعب الفلسطيني ليجد طريقه نحو الانعتاق والخلاص, نحو التمتع بالحرية على أرض وطن محرر, وذكرى يوم هام للقوى الحية في امتنا التي طالما انتظرت لحظة الالتحام بمعركة الشرف واستعادة الكرامة والوطن المغتصب, فلا تظل تتابع مصيرها عبر الإذاعات والصحف ووسائل الاعلام دون دور ومشاركة في استرداد الكرامة المهدورة وصناعة نصر يحمل بشائر مستقبل واعد للأمة في التحرر والوحدة والتقدم .

لقد خاض شعبنا المناضل نضالاً شجاعاً في مواجهة المشروع الصهيوني مؤمناً أنه بصموده ومقاومته وتضحياته، يشكل رأس جسر لأمتنا في معركة التحرير مدركاً بوعي أصيل وعميق أن معركة تحرير فلسطين هي معركة الامة جمعاء.

لقد حقق شعبنا بنضاله وتضحياته وصموده وصبره، بشهدائه وأسراه ومعتقليه وجرحاه، انجازات وطنية كبيرة في معركة التحرير ويسعى العدو الصهيوني وأسياده وبعض اطراف النظام الرسمي العربي لإهدار وتبديد هذه الإنجازات, بل تتواطأ مع العدو الصهيوني في مشاريعه ومخططاته لتصفية قضية فلسطين .

يا ابناء فتح .. يا ثوار العاصفة البواسل

في هذا الظرف الصعب والخطير والدقيق التي تعيشه امتنا وتمر به قضية فلسطين والذي يقتضي اعلى درجات اللحمة والوحدة والتماسك, والتمسك بالثوابت والحقوق الوطنية ويقتضي في الوقت نفسه نزع كل اوهام التسويات والحلول مع الغزاة الصهاينة الذين لا يخفون مخططاتهم ومشاريعهم وأهدافهم ولا يتوقفون لحظة عن تنفيذها وتطبيقها ومخططات التهويد والاستيطان قائمة على قدم وساق لا رادع لها من قبل ما يسمى المجتمع الدولي والأمم المتحدة، في هذا الوقت تصر سلطة الحكم الاداري الذاتي على مواصلة نهجها دون اي مراجعه وتقييم, ودون الإصغاء الى صوت الشعب الفلسطيني الذي يعبر كل يوم بلحمه الحي عن رفضه لهذا الواقع المرير وعن تلمسه للمخاطر التي تعيشها قضيته الوطنية وحقوقه وأحلامه بالحرية والتحرير والكرامة فتتقدم بمشاريع تضليلية هابطة مخادعه تهدف حسب زعمها لإنهاء الاحتلال الغاشم منذ عام 1965.

ان نظرة لما تضمنه هذه المشاريع يبين بما لا يدع مجال للشك ان رموز هذا النهج لا يزالوا يواصلون تفردهم وخنوعهم واستعدادهم لتقديم المزيد والمزيد من التنازلات الخطيرة التي تمس جوهر وحقوق الشعب الفلسطيني وجوهر هويته الوطنية.

ان الترويج الإعلامي الكاذب الذي ساد لتضليل العقول والنفوس بأن السلطة متشددة ومتمسكة بالحقوق وترفض العودة الى المفاوضات وإنها ذاهبة لتحدي العدو وفضحه في الأمم المتحدة كان وظيفته تمرير مثل هذه المشاريع الهابطة التي تهدر حق العودة مجاناً، وتسيئ للمقاومة بوصفها عنفاً وإرهاباً, ويروج للتطلعات المشروعة للصهاينة الغزاة, وكأنهم شركاء في هذه الأرض ولهم حقوق وتطلعات, هذا فضلاً عن الترويج لدور أمريكا وتقدير جهودها وهي التي تدعم يومياً وتقدم للصهاينة كل عوامل قوة على كل الأصعدة مشروع يضع القدس في مهب الريح ويتحدث عن حماية حرية العبادة في صيغة تضليلية لا تشير أبداً لحماية المسجد الأقصى وغيره من المقدسات, فأي معنى لإنهاء الاحتلال، إذا لم يكن الانسحاب الكامل دون قيد أو شرط لجيش الاحتلال وقطعان المستوطنين، وإزالة كل آثاره ومخلفاته، وهذا لا يحتاج إلى معايير جديدة يبتدعها أحد.

إن  هذا المشروع يضع معايير إعادة التفاوض بشروط العدو وليس إنها ء الاحتلال، فشروطه حول القدس والمستوطنات والحدود، هي ما يؤكد عليها كل يوم، ويشكل القبول بها والتلاعب والمناورات حولها تفريط جديد، وإخلال في الوقت نفسه بمبدأ أساسي من مبادئ القانون الدولي الذي ينص على عدم جواز ضم أراضي الغير بالقوة  وهو ما يفرط به من يتحدث باسم الشعب الفلسطيني.

انه مشروع يبرز عبقرية التفريط بالوطن والحقوق ويتصرف أصحابه وكأن فلسطين من املاكهم الشخصية يبيعون ويشترون ويساومون دون وازع من ضمير او شرف وطني.

يا احراروشرفاء الأمة العربية والإسلامية المجيدة ..

يطل علينا هذا العام وعلى شعبنا وأمتنا, وتحديات ومخاطر كبرى لازالت تتعاظم, ومخاض تسوده الفوضى ويتلاعب به الطامعون فتنبري القوى الاستعمارية الغاشمة مستخدمة ايادي شريرة وأجهزة أمنية معادية لبث الفتنة والفرقة بين ابناء الأمة الواحدة ليسهل عليهم تنفيذ مخططات التجزئة والتفتيت وبسط السيطرة والهيمنة والنفوذ وتتواطأ معها سلطات عربية على رأسها حكام ومشايخ وأمراء يعملون كل يوم على التآمر على وحدة وطننا العربي وامتنا جمعاء.

ان هذا الواقع المرير يحمل مخاطر جمة على قضيتنا الوطنية واللجنة المركزية لحركة فتح- الانتفاضة أمام هذا الواقع الفلسطيني الرسمي البائس وأمام المخاطر التي تحدق بأمتنا جمعاء فإنها تتوقف عند ما يلي .

1- لازالت قضية فلسطين تتأثر نوعياً بالواقع العربي سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي، وهو واقع بائس ومتهالك تسوده الفوضى، والابتعاد عن قضايا الأمة في التحرير والوحدة والتقدم، وهذا الواقع يوفر الظروف لمعسكر الأعداء من تحقيق أهدافهم المعادية سواء باتجاه وطننا العربي وأمتنا جمعاء، أو تجاه قضية فلسطين حيث تتعاظم مؤامرات التصفية.

وعلى ضوء ذلك فإن حركة فتح- الانتفاضة الفصيل الوطني المقاوم والرافض لخط ونهج المفاوضات يدعو كل القوى الحية في وطننا إلى إعادة الاعتبار لقضية فلسطين، كقضية مركزية للأمة، فهي بوصلة الأمة نحو حريتها وتحررها ومنعتها وتقدمها.

2- لقد زاد من حدة هذه المخاطر التي تتعرض لها قضية فلسطين، ما تعرضت وتتعرض له المخيمات الفلسطينية في سورية، على أيدي عصابات مسلحة، لا تقيم أي وزن أو اعتبار لرمزية المخيم وخصوصيته وما يؤكد عليه من عنوان يطال أقدس حقوق الشعب الفلسطيني، ألا وهو حق العودة.

إن من تطاول على المخيمات الفلسطينية واحتل مخيم اليرموك يكون قد نفذ رغبة الكيان الصهيوني الذي يقلقه كثيراً مواقع المخيمات الفلسطينية على مقربة من فلسطين المحتلة، وزاد من قلقه ورعبه الاجتياح الرمزي للحدود يومي ذكرى النكسة والنكبة عام 2011.

إن هذا الواقع المرير الذي تعيشه المخيمات عرّض البناء الاجتماعي والسياسي للمخيمات الفلسطينية للاهتزاز، وفاقم من معدلات الهجرة، ويصب هذا كله في مصلحة العدو الذي حلم طويلاً بجيل ينسى فلسطين بعدما يموت الكبار، ولم يكن حلمه يتسع لرؤية جيل يهاجر إلى أربع جهات الأرض.

أمام هذه المخاطر الكبرى فإن اللجنة المركزية للحركة تؤكد على ما يلي:-

1- تتوجه إلى كافة الفصائل الفلسطينية وعموم القوى والهيئات والمؤسسات والفعاليات والشخصيات الوطنية إلى حوار وطني شامل وعاجل بغية الوقوف جدياً عند المخاطر المحدقة بقضية فلسطين والتي تستهدف تصفيتها، إن أكثر ما تحتاجه قضيتنا اليوم هو التوصل إلى مشروع وطني عماده المقاومة، ومرجعية وطنية تتولى مسؤوليتها تجاه شعبنا وما يدبر له وتحديداً في ساحات الشتات من تهجير واقتلاع جديدين.

2- وفي سبيل صون وحماية الوجود الفلسطيني في الشتات فإننا نرفع الصوت في هذه الآونة وفي الذكرى الخمسين لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة لإعادة الاعتبار إلى مصطلح ومفهوم العائدين وتعميمه في أوساط شعبنا كثقافة يتأسس عليها عمل دؤوب ومتواصل، والعمل على حث الهمم على إبراز الحق في العودة ورفض كل المشاريع والمخططات البديلة، وينبغي في هذا المجال إرسال رسالة واضحة تنطوي على موقف حازم إلى الجماعات المسلحة التي تحتل المخيم مفادها أن استمرار هذا الوضع مرفوض وغير مقبول ولا يمكن التسليم به أو السماح باستمراره، رسالة تؤكد العزم على الموقف الفلسطيني الواحد وبكل الوسائل والسبل لعودة المخيم لأهله، آمناً خالياً من السلاح والمسلحين.

3- التوجه إلى كل القوى الحية في أمتنا للعمل الجاد من أجل التأسيس لمشروع نهضوي للأمة يحفظ الأمن القومي لأمتنا، ويعمل على التخلص من كل أشكال الوجود الأجنبي الاستعماري في بعض الأقطار العربية، ويصون أمتنا من مؤامرات الفتنة والفرقة والدسائس وحرف الصراع عن بوصلته الرئيسية مع العدو الصهيوني، ويفتح الباب واسعا لأرقى أشكال التعاون والتنسيق مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بما تمثله من موقف أصيل وعميق معادي للإمبريالية والصهيونية والاستعمار.

يا جماهير شعبنا الفلسطيني المناضل ..

المعركة واحدة، في فلسطين في مواجهة الغزاة الصهاينة، وفي سورية العربية الشقيقة التي تواجه أعتى نماذج الإرهاب والقتل والاجرام، عقاباً لسورية على مواقفها الوطنية والقومية الثابتة تجاه قضية فلسطين، واحتضانها لقوى المقاومة في أمتنا، واليوم وفي هذه الذكرى الوطنية الكفاحية، ذكرى الانطلاقة تؤكد اللجنة المركزية لحركة فتح- الانتفاضة على وقوفها الحازم إلى جانب سورية العربية الشقيقة وقيادتها في مواجهة هذه المؤامرات.

وتؤكد على موقعها الأكيد في خندق الصمود والمقاومة الذي تمثله سورية العربية الشقيقة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وحزب الله المقاوم، وكل القوى الحية في أمتنا المناهضة للتدخلات الأجنبية المعادية والصهيونية وقوى الاستعمار الغاشم.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى