غليون يكشف حجم الخراب والفساد داخل ائتلاف المعارضة السورية

يبدو ان الدكتور برهان غليون، عضو هيئة الائتلاف السوري المعارض قد اصيب مؤخراً باسهال كلامي وفقدان الاتزان، حيث تعددت تصريحاته الشاكية والباكية تارة من رفاقه داخل الائتلاف، واخرى من حلفائه في الدول الاجنبية.

فبالامس صرح غليون أن من حق الشعب السوري أن يفقد الثقة بالأمم المتحدة وبدولها التي قال بأنها ”أظهرت شللا وعجزا غير مسبوقين، ووقفت مكتوفة الأيدي امام المذبحة اليومية المستمرة منذ أربع سنوات، بالرغم من كل القرارات الدولية والتصريحات الرنانة”.
ورأى غليون في تصريحات له يوم الاثنين الماضي على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي ”الفايسبوك”، أنه لا يمكن الثقة بعالم يتنكر للعدالة وللضحايا، ويتذرع بالحرب ضد الارهاب ليغطي على التواطؤ في جريمة استباحة دماء شعب كامل، لا لذنب إلا لأنه كسر قيود العبودية وأراد أن يعيش، كما تعيش بقية الشعوب، خارج الأسر والارهاب والقهر.
وأكد غليون أن السوريين يمتلكون خيارات أخرى للدفاع عن أنفسهم، وقال: ”ليس من الصحيح أنه لا توجد لدينا خيارات، وليس أمامنا إلا أن نذعن للضغوط والاعتداءات الخارجية أو نتسول الحماية الأجنبية. نستطيع منذ الآن أن نغير اتجاه الاحداث ونعيد الأمور إلى نصابها إذا امتلكنا الجرأة والإرادة لتغيير خياراتنا التقليدية ونبذ أفكارنا المتكلسة”.
وأضاف: ”في اعتقادي، لم يعد من الممكن ضمان أمن المنطقة بأيادي خارجية، ولم يعد ينفع فيه الرهان على التحالفات الدولية. فحماية المشرق لم تعد من اولويات الاستراتيجية الأمريكية والدولية. وواشنطن ليست مستعدة للاستثمار فيها بعد أن حررت نفسها من ارتهانها للطاقة الشرق أوسطية. وأشك أن تتغير سياسة واشنطن كثيرا بعد رحيل أوباما وقدوم الجمهوريين. وما لم نخرج منطقتنا من الفوضى ونفرض أنفسنا على المنظومة الدولية بجهودنا وقوانا كمشرق قوي، إنساني، وموحد، لن يتردد الأمريكيون في اعتماد القوة المتغلبة، مهما كانت، شرطيا للمنطقة، يتقاسمون معها المصالح والمنافع”.
كما أكد غليون أن الغاية من تجنب الولايات المتحدة الأمريكية أي عمل ضد نظام بشار الأسد هي إشعار طهران بأن واشنطن حريصة على عدم المسّ بصديقها الأسد. وأنها مستعدة لاستبعاد حلفائها العرب، والمعارضة السورية، إذا كان الثمن يؤدي الى الحصول على توقيع اتفاق نووي.
ودعا غليون، إلى هدنة داخل الائتلاف والمعارضة من أجل التفرغ للمعركة السياسية الدولية التي بدأت إرهاصاتها، وقال: ” أعتقد أن من مصلحة الجميع، داخل الائتلاف وخارجه، في صفوف المعارضة، إعلان هدنة مرحلية، يُصار فيها إلى تجميد النزاعات الشخصية والسياسية، وتجميع قوى الائتلاف والمعارضة على اختلافها، وتوحيد صفوفها، حول مبادئ عامة أساسية، يتفق عليها الجميع، بصرف النظر عن الشخص أو الأشخاص الذين سيتولون تمثيلها أو تطبيقها، من أجل التفرغ للمعركة السياسية الدولية التي بدأت إرهاصاتها، وسوف تتعاظم في الأسابيع المقبلة، حول إيجاد حل للقضية السورية”.
وبشأن دور الحكومة المؤقتة، قال غليون: ”بانتظار حسم الخلافات الأخرى بالحوار، بما في ذلك في موضوع المجلس العسكري، والرهان على تفعيل الحكومة المؤقتة، ودعمها لتكون طرفاً فاعلاً في تعزيز مواقع المعارضة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، وكذلك في المساعدة على استقطاب الدعم الدولي، الإغاثي والسياسي للمعارضة في بحثها عن حل للمأزق السوري، ما يعني، أيضاً، أن على الحكومة المؤقتة التي تمت المصادقة عليها، الأسبوع الماضي، أن تنأى هي، أيضاً، بنفسها عن الصراعات والتجاذبات والنزاعات داخل صفوف الائتلاف والمعارضة، وأن تتصرف كحكومة وطنية سورية، تعمل لصالح السوريين، ولتخفيف المحنة والضيم والعناء عنهم، وهي مستعدة للتعاون معهم، ومع جميع قوى المعارضة على قدم المساواة”.
وكان غليون قد اشتكى من النزاعات التي شهدتها اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف مؤخراً في مدينة اسطنبول، وقال ان هذه النزاعات قد أثارت ولا تزال تثير سخط كل من لا يزال يتابع تحركات المعارضة من الأوساط الشعبية والسياسية السورية والأوساط الدولية.
وأوضح غليون، أن هذه الخلافات أظهرت من جديد أن الإئتلاف مصاب بمرض عضال لا يشفى، وأن الإئتلافيين انقطعوا تماما عن عموم الشعب السوري وهم يعيشون في فقاعة هوائية بعيدة عن الوضع المأساوي الذي تعيش فيه كل قطاعات الشعب، في الداخل والخارج.
وأضاف: ”لم يشفع للسوريين ما يعانونه من موت ودمار لتشجيع المعارضة على اغتنام فرص الانهاك العام والمفاوضات الدولية المتعددة الاطراف لانتزاع المبادرة من جديد ودفع الدول إلى الانخراط بشكل أكبر لايجاد حل للأزمة المحنة السورية. كان يكفي من أجل تجنب النزاع طي صفحة الماضي بعد سنة وأكثر من القرارات النكدية التي يقيل فيها رئيس مسؤولين ويلغي فيها رئيس آو أمين عام قرارات سابقة، وفتح صفحة جديدة. من الواضح ان هناك افتقارا للشعور بالمسؤولية وتمسكا مرضيا بالمواقع والمناصب الوهمية، وإدارة ظهر كاملة للواقع والعيش في مكان وزمان آخرين، لا يمتان بصلة لزمان سورية المحنة والمأساة”.
ودعا غليون قيادة الائتلاف إلى التعجيل بوضع قواعد سياسية ديمقراطية وشفافة من شأنها الغاء التكتلات داخل الائتلاف وتحريمها، ورفض أي منطق محاصصة او توزيع للمواقع حسب الانتماءات الخاصة مهما كانت، والالتزام بالتصويت الفردي، وكل حسب ضميره وتقديره السياسي، للأشخاص الذين يختارون أو يرشحون أنفسهم لاحتلال مواقع المسؤولية”.
وأكد غليون أنه من دون ذلك لن تتغير قواعد اللعبة، وسوف يبقى الصراع على مناصب فقدت معناها هو الموضوع الأول والوحيد لاجتماعات الهيئة، كما حصل حتى الآن، ولا يبقى للائتلاف سوى أن ينكس الراية، ويحذو حذو المجلس الوطني الذي أصبح من قبله ناديا اجتماعيا مغلقا لأعضائه أو للبعض منهم.
تصريحات غليون الشاكية من رفاقه والباكية من حلفائه جاءت متزامنة مع تصريحات اخرى مدوية لقائد عسكري معارض عبر فيها عن استعداده للعودة الى حضن الدولة السورية وتوجيه السلاح الى صدور الدواعش.
فقد اعلن زهران علوش، متزعم جيش الإسلام والجبهة الإسلامية في الغوطة الشرقية المحادية لدمشق، انه يفضل التوجه نحو حل سياسي مع الدولة السورية وقتال تنظيم الدولة الاسلامية ”داعش”، وهو الأمر الذي تسبب له بانتقادات لاذعة من قبل مسلحي المعارضة في الغوطة.
ونقلت تنسيقيات المعارضة السورية في الغوطة الشرقية عن الملازم أول أبو عدي قوله: إن علوش قال كلامه هذا خلال اجتماع حضره كبار قادة التشكيلات والشخصيات في الغوطة.
وأضاف أبو عدي يقول: وهكذا خرج لنا شبيحة جدد على الساحة السورية، حيث قالها زهران في العلن بعد أن كانت مفاوضاته مع النظام تجري بشكل سري.
واعتبر أبو عدي أن علوش بهذا يظهر بوجهه الحقيقي بعد الذين سبقوه أمثال جمال معروف وعبد الجبار العكيدي.
وكان موقع ”راي اليوم” قد نشر خبرا الشهر الماضي يفيد بان وفدا من وجهاء منطقة دوما التي تعتبر مقر جيش الاسلام الذي يقوده زهران علوش، قد زار العاصمة دمشق والتقى بوفد من الحكومة السورية لبحث المصالحة في الغوطة الشرقية بموافقة علوش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى