الجيش السوري يحول محيط مطار دير الزور الى مقبرة للدواعش

وجه الجيش السوري ضربات قاصمة لعصابات داعش التي تكالبت خلال الاسبوعين الماضيين على مطار دير الزور في شمال سوريا، كما نجح في تحويل محيط المطار الى مقبرة لهؤلاء الدواعش الذين باتوا ينتحرون بالعشرات بين انياب مصيدة واسعة اعدها الجيش لهم باحكام، وجعل منها بؤرة جذب لمجاميعهم واستنزافاً لقواهم.

وبقدر ما شكلت معارك مدينة عين العرب بالامس نقطة تحول في مجرى الصراع مع هؤلاء الدواعش، لصالح المدافعين الاكراد، فستشكل معركة مطار دير الزور نقطة تحول اخرى حاسمة لصالح الجيش السوري المغوار، وضد هؤلاء الدواعش الاوباش الذين منوا بالهزيمة والهرب والانكسار.
فقد أقدمت عصابة داعش الارهابية قبل يومين على اعدام نحو 200 عنصر من مسلحيها في مدينة الرقة، وذلك بعد فرارهم من المعارك مع الجيش السوري في محيط مطار دير الزور.
وتتواصل المعارك الطاحنة بين الجيش السوري ومسلحي هذه العصابة، منذ نحو اسبوعين، في محيط مطار دير الزور العسكري، ما دفع مسلحي ”داعش” للهرب تحت وطأة ضربات الجيش السوري، حيث جندل الجيش السوري اكثر من 200 داعشي خلال اقل من اسبوعين.
وكان الجيش السوري في وقت سابق من يوم الجمعة، قد أحبط هجوما على مطار دير الزور العسكري، بعد أن فجر دبابة مفخخة كانت تحاول الاقتراب من نقطة أمنية، ما أدى الى مقتل سائقها وهو ليبي الجنسية، فيما أعقبت التفجير اشتباكات أسفرت عن مقتل نحو 10 مسلحين بعضهم من جنسيات أجنبية.
وأفاد مصدر عسكري في وقت لاحق بأن وحدات من الجيش والقوات المسلحة واصلت ملاحقة إرهابيي ”داعش” في محيط المطار وقضت على عدد منهم وأصابت آخرين، ومن بين القتلى، عبد الكريم زوبع الخميس، وحمد رمضان زعيب، وحمد سعيد المداد، وعماد حسان المحسن، وحسام الخليف العبد الله، وحسام سطاف نايف الشاويش، واحمد العبد الله الخلف.
كما احبطت القوات المسلحة محاولة تسلل مجموعة إرهابية من قرية المريعية إلى الجفرة وقضت على 12 إرهابيا وأصابت آخرين ودمرت تجمعات لهم في عدة قرى بريف دير الزور وأوقعت أعدادا كبيرة منهم قتلى.
وقالت مصادر إعلامية في المعارضة السورية أن الجيش قد نجح بإحباط الهجوم على مطار دير الزور العسكري شرقي البلاد، وحول المنطقة المحيطة به الى ما يشبه مقبرة واسعة للمهاجمين.
وفي ضوء أهمية معركة المطار وخطورة التداعيات العسكرية والإســتراتيجــية التــي يمكن أن تترتب عليها، فمن المرجح أن تطول زمنياً، وتشهد فصولاً قاسية من الاشـتباكات، لا سيما أن كلا الطـرفين يعتبرها معركة ”كسر عظم” سيكون لها ما بعدها.
ولهذا فقد شهد محيط المطار على امتداد الايام القليلة الماضية، عدة هجمات متتالية للارهابيين، كانت تستهدف إضعاف النقطة التي تجري مهاجمتها لاستخدامها كثغرة يتم منها التسلل إلى داخله، إلا أن جميع هذه الهجمات باءت بالفشل، وعجز الارهابيون المهاجمون عن تحقيق هدفهم نتيجة البسالة التي أبدتها حامية المطار في الدفاع عنه.
وارجع مصدر ميداني سبب الفشل المتكرر لاوباش ”داعش” في اقتحام المطار، إلى أن وحدات الجيش السوري في دير الزور عموماً، وفــي المطار خصوصاً، تتمتع بخبرات قتــالية عالية راكمتها خلال السنوات الماضية التي اشتبكت فيها مع جميع الفصائل المسلحة في دير الزور، سواء الإسلامية منها أو غير الإسلامية، وبالتالي هي تعرف إمكانيات وتكتيكات هذه الفصائل جيداً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى