امير قطر يجهد لتوحيد واخونة مصر وليبيا وتونس تحت رئاسته

اعلن سياسي ليبي كبير ان ما فعلته قطر في ليبيا وحدها وباقي دول ثورات الربيع العربي، يؤكد أن هذه الامارة هي قولا وفعلا ”إمارة الشيطان”، نظراً لانها لم تدعم ثورات الربيع العربي إلا من أجل أن تحصد وحدها كل شيء.

السياسي الليبي هو عبد الرحمن شلقم، الذي كان مندوبا لليبيا في الأمم المتحدة، وأعلن من فوق منصتها انضمامه للثوار وخلع القذافي، فقد اصدر شلقم مؤخراً كتابا مهماً بعنوان : ”نهاية القذافي”، ليكشف كثيراً مما جرى في الثورة الليبية، لكن أهم فصول هذا الكتاب جاء عن قطر.
يعترف شلقم أن قطر وقفت مع ثورة ليبيا بلا حدود، وكان يعتقد أن الدافع وراء هذا الدعم هو الانتصار للحرية وإيقاف القتل، وفتح باب التقدم أمام الشعب الليبي، لكن حدث ما جعل كل ذلك بالنسبة لعبدالرحمن شلقم مجرد رومانسية حالمة لا قيمة لها على الإطلاق، فمنذ شهر تموز 2011 ظهرت مؤشرات على وجود حسابات غير معلنة لقطر تجاه ليبيا، ثم كبرت تلك المؤشرات بسرعة لتصبح علنية.
فمنذ اندلاع الثورة في ليبيا، ركزت قطر على جماعة الاخوان المسلمين، وكانت تقدم لها المال والسلاح، وتتدخل لفرض أسماء معينة منها لوظائف ومراكز مفصلية فى الدولة الجديدة، واستضافة بعض قياداتها ودفع مبالغ لهم رشوة مقابل الولاء لقطر.
ويقول شلقم : ”نقلت الحكومة القطرية بالطائرات كميات ضخمة من السلاح إلى بنغازى، سلمتها إلى تنظيم الاخوان المسلمين، وسلمت لزعماء هذا التنظيم مئات الملايين من الدولارات، وأرسلت ضباطا قطريين إلى منطقة الرواغة بين الجفرة وسرت.. حيث توجد مخازن بها بقايا مواد كيماوية، تدخل فى صناعة الأسلحة الكيماوية، بهدف الاستيلاء عليها ونقلها، كما أرسلت عددا من الضباط القطريين بصحبة مأجورين ليبيين إلى منطقة البوانيس فى جنوب ليبيا، وتحديدا إلى منطقة تمنهنت حيث يوجد مهبط طائرات قديم بهدف استخدامه كأساس لإقامة قاعدة عسكرية قطرية، وقام ضباط قطريون بالتسلط على مدينة طبرق شرق ليبيا، وفرضوا هيمنتهم عليها، وكان جنود قطريون يفتشون الليبيين الذين يدخلون فندق المسيرة، مستعملين الكلاب”.
وحول مقابلاته مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة وابنه ولى العهد الشيخ تميم، يقول شلقم: ”اتصل بى الدكتور محمود جبريل وقال: إن أمير قطر يدعونى لزيارة الدوحة، الهدف من الزيارة هو مناقشة الأوضاع فى ليبيا بعد التحرير، ومن أجل تقريب وجهات النظر بين التيارات الليبية، سافرت إلى الدوحة، قابلت الشيخ تميم بن حمد آل ثانى ولى العهد (آنذاك)، كان معى السيد محمود شمام”.
فى هذا اللقاء تحدث الشيخ تميم عن الدعم الهائل الذى قدمته قطر للثوار فى ليبيا، ركز على الدعم المادى، تحدث عن ثلاثة مليارات دولار، وأضاف ما معناه أن قطر لا يمكن بعد كل ما قدمته أن تنفض يدها من ليبيا، ولا تقبض الثمن.
رد عليه شلقم بهدوء قائلاً: نحن فى ليبيا نقول الجميل عدة أو ردت، ونحن على استعداد للاثنين، أن نعد الجميل ونرده أيضا، أى أننا على استعداد أن نرد لكم المبلغ.
تحدث شلقم مع الشيخ تميم طويلا عن طبيعة الشعب الليبى، الذى لا يقبل أن يتدخل أحد فى شأنه الداخلى، وعن تحسسه من أى نوع من أنواع الإهانة، وتحدث محمود شمام بكل صراحة قائلا موجها كلامه لتميم:”أنا واحد منكم.. لحم أكتافى من خيركم، لكن ومن منطلق الأخوة والصداقة، أرجوكم أن لا تخطئوا فهم الشعب الليبى، حاذروا ردة فعله، لا تتدخلوا فى شئونه فتخربون كل ما فعلتم”.
ومن مقابلة ولى العهد إلى مقابلة الأمير حمد شخصيا، يقول شلقم: فى شهر ايلول 2011 وعلى هامش دورة الأمم المتحدة قابلت أنا والدكتور محمود جبريل الأمير حمد بن خليفة بمنزله فى نيويورك بدعوة منه، تحدث الأمير مطولا عن الوضع فى ليبيا، وكأنه يتحدث عن حمام بيته، أو عن إبله.. لا بد أن يُعين فلان وزيرا للداخلية وفلان وزيرا للدفاع، وبالنسبة للأسلحة سأعطى التعليمات لجمعها خلال أربع وعشرين ساعة، أنت يا دكتور محمود تكون رئيس الوزراء، ولكن اترك لى تسمية وزيرى الدفاع والداخلية، إذا قررت أن تترك الحكومة سأعينك مستشارا عندى”.
يقول شلقم خرجت من اللقاء متمالكا نفسه، وفى السيارة قلت لمحمود جبريل: مسكينة بلادنا ليبيا، لقد هزلت حتى سامها كل مفلس، هل أمست بلادنا بهذا الرخص حتى يتحدث عنها أمير قطر بهذا الغرور والتعالى.. لا شك ان أموال النفط فيها فيروس جنون العظمة وجراثيم الوهم، هذا ما حدث لمعمر القذافى.
يذكر عبد الرحمن شلقم ما هو أخطر، ففى الأسبوع التالى للقائه بالشيخ حمد فى الأمم المتحدة، التقى به رجل أمريكى يعمل بقطاع النفط، كان شلقم قد تعرف عليه عندما كان وزيرا لخارجية ليبيا، وكان الأمريكى يعمل بمكتب الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش الابن، قال له الأمريكى: ان شركته تريد أن تعمل فى ليبيا، وإنهم على استعداد لضخ استثمارات كبيرة فى ليبيا، لكن واجهتهم مشكلة وهى ان الحكومة القطرية أبلغتهم أنهم لا يستطيعون الحصول على أى امتياز نفطى فى ليبيا إذا لم يقوموا بمشاركة قطر، وإن هناك أربعة ملفات ليبية فى يد قطر وحدها، وهذه الملفات هى النفط والأمن والاستثمارات والجيش.
يفسر شلقم ما جرى فيقول بأنه بعد انهيار نظام القذافى لم يكن يوجد فى ليبيا من يفقه فى هذه الأمور وبالتالي فان قطر هى من تولى ادارة هذه الملفات الأربعة.
ويواصل شلقم سردياته فيقول :” فى حفل استقبال أقامه مندوب الكويت، تقدم نحوى رجل وقور، قال لى وهو يبتسم أهلا أستاذ عبد الرحمن، لقد شوقنى سمو أمير قطر للقائك، قلت له أعرف الأمير جيدا، ومنذ سنوات طويلة، وقد وقف معنا فى حربنا ضد القذافى”.
تحدث الرجل الوقور عن عمله حيث يتولى إدارة بعض أعمال أمراء وشيوخ فى الخليج العربى، وقال إنه مطلع وبالتفصيل على ما قامت به إمارة قطر من أجل إسقاط القذافى، وأن الأمير كان مستعدا أن يدفع كل ثروة قطر من أجل تحقيق ذلك الهدف.
سأله شلقم عن الدافع وراء كل ذلك الإصرار من طرف أمير قطر على إسقاط نظام معمر؟ وهل هناك مشاكل شخصية جدا بين الأمير ومعمر القذافى؟
فرد الرجل الوقور: الأمر أبعد وأوسع من المشاكل الشخصية، الأمير حمد لديه مشروع استراتيجى بعيد المدى، لن يتحقق إلا بتغيير النظام فى ليبيا، وتنصيب حكومة إسلامية موالية له بالكامل.
سأل شلقم: وما هو هذا المشروع الاستراتيجى البعيد المدى الذى لن يتحقق إلا بتنصيب حكومة إسلامية موالية للأمير فى ليبيا؟
فرد الرجل الوقور: لقد فاز الإسلاميون فى تونس ومصر، وليبيا تقع بين البلدين، ويمكن أن تكون حلقة الوصل بين البلدين أو خط فصل بينهما، فإذا استولى الأمير على ليبيا ونصب فيها حكومة إسلامية، ستقوم كتلة إسلامية متواصلة، ويقوم بين هذه الدول الثلاث الاتحاد الإسلامى فى شمال إفريقيا، ويصبح الأمير حمد آل ثانى هو أمير المؤمنين الذى يقود هذا الاتحاد.
رد شلقم: هذا أمر لا يصدق هذا مجرد خيال مريض، من هى قطر ومن هو أميرها، حتى يقود دولا تضم أكثر من مائة مليون إنسان، فيهم عتاة السياسيين وكبار المثقفين ؟
رد الرد الوقور بالقول: إن الأمير وابنه يريدان رفع إنتاج ليبيا من النفط إلى خمسة ملايين برميل يوميا، يوزع ثمنها بين مصر وتونس وليبيا، وهكذا تحقق الدول الثلاث نهضة اقتصادية باهرة تؤكد أن الإسلاميين لهم قدرة هائلة يمكن ان ترفع هذا الاتحاد الإسلامى إلى مصاف النمور الاقتصادية.
يعلق عبد الرحمن شلقم على ما سمعه بقوله: ذهلت من هذا الحديث الذى يتجاوز الخيال، لكننى سمعت نفس الحديث من إعلاميين وسياسيين عرب وأجانب، بل إن أحدهم قال لى إن عملاء ليبيين مأجورين يعرفون مشروع الأمير، ويعملون بقوة من أجل تحقيقه، وللأسف فإن الأيام أكدت لى حقائق مرعبة، وأن الملايين القطرية تدفع إلى منفذى مشروع أمير المؤمنين قائد الاتحاد الإسلامى بشمال إفريقيا.
اخيراً، يجزم شلقم بأن أمير قطر قرر إما أن يحكم ليبيا ضمن الاتحاد الإسلامى فى شمال إفريقيا ويمنح ثروتها للآخرين من أجل تجسيد وهمه، أو يخربها بالفوضى وعدم الاستقرار بأيدى عملائه المأجورين !!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى