الاعلام المصري يستميت لابعاد نظام السيسي عن قضية فلسطين

تلعب بعض وسائل الاعلام المصرية هذا الاوان دوراً تخريبياً يستهدف المباعدة حد القطيعة والعداوة، ليس بين الحكم المصري وحركة حماس فحسب، بل بين الشعب المصري وشقيقه الشعب الفلسطيني ايضاً، وبالاخص في قطاع غزة المحاصر والمدمر.
ولتحقيق هذا الهدف الخبيث الذي لا يخدم، في المدى الاستراتيجي، سوى العدو الصهيوني، تلجأ هذه الوسائل المغرضة، والممولة سعودياً واماراتياً، والمدعومة من سلطة عباس، الى خلط الاوراق وفبركة الاخبار ولي اعناق الحقائق وتوسيع فتحة البيكار لوضع حركة حماس الجهادية في خانة جماعة انصار بيت المقدس الارهابية، وايهام المواطن المصري البسيط ان ”حماس” ضالعة من موقع الشراكة مع ”انصار بيت المقدس” في اراقة الدم المصري.
ورغم ان خالد مشعل، رئيس حركة حماس، قد صرح ”للمجد” وغيرها من وسائل الاعلام العربية غير مرة، انه راغب اشد الرغبة في طي صفحة الخلاف مع العهد المصري الجديد، وان تصادم هذا العهد مع جماعة الاخوان المصرية شأن داخلي مصري لا علاقة لحركة حماس به، ولا تسمح لنفسها بالتدخل فيه.. الا ان تلك الوسائل الاعلامية ومعها فئات مصرية حاقدة وعصبوية تصر على مهاجمة مشعل بشكل خاص، وباصرار منقطع النظير، وبمفردات وعبارات ساقطة يندى لها الجبين.
هذه الاعلاميات التحريضية، وعلى رأسها فضائيات الردح والتجريح، تدعي ان تحاملها على حركة حماس وقطاع غزة، ينطلق من حرصها على المصلحة المصرية، ومؤازرتها لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، غير ان واقع الامر وشهادة التاريخ القريب يثبتان عكس ذلك تماماً.. ذلك لان ابتعاد مصر عن قضية فلسطين وادارة الظهر لها يؤذي مصر وينتقص من دورها ومكانتها، بقدر ما يؤذي قضية فلسطين ويسحب من رصيد اهميتها، ولعل تجربة انور السادات ومن بعده حسني مبارك، اوضح دليل وبرهان للمرة العاشرة او ربما العشرين، اعلنت ”حماس” بالسنة مختلف القياديين فيها، حرصها الشديد على الامن المصري والدم المصري، وبراءتها التامة من اية اعمال ارهابية ضد هذه الشقيقة الكبرى، وادانتها الكاملة لكل الفصائل والقوى الداعشية والتكفيرية التي تستهدفها، فقد نفى الناطق باسم الحركة، سامي أبو زهري، ما نشرته بعض وسائل الإعلام المصرية من ادعاءات حول علاقة رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، وعدد من قيادات الحركة مثل الدكتور محمود الزهار وفتحي حماد بعملية ”كرم القواديس ”التي استهدفت الجيش المصري في سيناء الشهر الماضي، وقال انها محض افتراءات واتهامات باطلة وعارية من الصحة تماماً خاصة بعد إعلان الجهة المنفذة مسؤوليتها رسمياً عن ذلك”.
وأضاف أبو زهري في تصريح صحفي يقول : ان حماس ترفض الزج بها في أي شؤون داخلية، وتدعو الإعلام المصري إلى احترام المهنية وأخلاقيات العمل الصحفي ووقف الحملة الإعلامية الظالمة ضد الشعب الفلسطيني التي لم يسلم منها حتى الأسرى والشهداء.
ولفت أبو زهري الى التصريحات الرسمية المصرية التي أكدت ابتعاد حركة حماس عن الأحداث في مصر، وقال أن اتصالات رسمية رفيعة المستوى جرت معهم عدة مرات، أكد خلالها مسؤولون مصريون ”قناعتهم بأن حماس لا علاقة لها بالوضع المصري الداخلي وهو ما يجزم بأن الإعلام المصري يغرد بعيداً عن الحقيقة”.
ومن جانبه قال الناطق الاخر باسم الحركة، فوزي برهوم، في تصريح صحفي، ”إن رفع دعوى قضائية في محكمة القاهرة ضد كتائب القسام للمطالبة بحظرها واعتبارها منظمة إرهابية، والتركيز على هذا الموضوع في وسائل إعلام مصرية مشبوهة ومأجورة؛ هو استمرار لمسلسل استهداف المقاومة الفلسطينية وتشويهها والنيل منها وتحديدا بعد انتصاراتها المظفرة على العدو الإسرائيلي”.
اما القيادي في حركة حماس الدكتور صلاح البردويل فقد كشف النقاب عن أن الكثير من الملفات المتصلة باتفاق التهدئة بين المقاومة واسرائيل التي جرت بوساطة مصرية تشهد الآن تراجعا خطيرا، وأن القاهرة لم تتحرك في أي منها في ظل حملة تقودها بعض وسائل الإعلام المصرية ضد ”حماس” والفلسطينيين في غزة.
وأشار البردويل في تصريحات صحفية إلى أن ”حماس” خاصة والمقاومة والشعب الفلسطيني بشكل عام يتعرضون لحملة إعلامية وصفها بـ ”الظالمة” في وسائل الإعلام المصرية هذه الأيام، وقال: ”الإعلام المصري ومعه القضاء المصري يخوضان هذه الأيام حملة إعلامية من نوع جديد ضد حركة حماس والمقاومة والشعب الفلسطيني، حيث يتم قضائيا بحث وضع كتائب القسام وحركة ”حماس” ضمن لائحة الإرهاب، بينما تطالب وسائل الإعلام بإغلاق معبر رفح بشكل نهائي”.
وأضاف: ”هذا يمثل جزءا من حملة إعلامية تضليلية ظالمة يمارسها بعض الموتورين أمام المحاكم المصرية حتى يظهروا أن ”حماس” تندرج ضمن لائحة الإرهاب، وتتأجل القضية أكثر من مرة فتتحول إلى مادة إعلامية، ومن يقرأ تفاصيل هذه الحملة يخرج بنتيجة أن ”حماس” والمقاومة والشعب الفلسطيني عامة في دائرة الاتهام، وأن كل فلسطيني متهم حتى تثبت براءته”.
وتابع قائلاً: ”هناك حملة إعلامية بشعة وظالمة يمارسها الإعلام المصري ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، على الرغم من ان كل اتصالات مسؤولي المخابرات المصرية مع قادة المقاومة في غزة قد أكدت عدم وجود أية علاقة بين المقاومة والإرهاب في سيناء، بل لقد وصل الأمر ببعض وسائل الإعلام المصري أن زجت بأسماء عناصر استشهدوا في وقت مبكر في مواجهات مع الاحتلال بالمسؤولية على أعمال إرهابية في مصر، مما يدل على أن هذه الاتهامات زائفة، وأن الهجوم ضد الشعب الفلسطيني مقصود في حد ذاته”.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. من يقرأ المقال ينقلب على قفاه من الضحك، إعلام من هذا الذي تتكلمون عنه في مصر، إنه إعلامكم وعلى نهجكم ونهج من تؤيدونه، أفيقوا من غفوتكم

زر الذهاب إلى الأعلى