انقسام الجبهة الداخلية اخطر على الاردن من التهديدات الارهابية

تختلف الاراء ويحتدم الجدل والانقسام في الوقت الراهن داخل البيت الاردني، حول المشاركة الاردنية في الحرب على التنظيمات الارهابية، حيث تؤيدها قطاعات شعبية ونخبوية واسعة، وتعتبرها ضرورة دفاعية استباقية، فيما تعارضها اخرى، ليس من قبيل التعاطف مع هذه المنظمات، بل تجنباً لاستفزازها واستعدائها على البلاد.

وقد بات الكثير من المراقبين الاعلاميين والمحللين السياسيين متخوفين من عواقب هذا التضارب في الاراء، والانقسام في المواقف والصفوف الاردنية، اكثر من تخوفهم من المخاطر التي قد تشكلها على البلاد جماعات النصرة والدواعش التي انقصم ظهرها وانكسرت شوكتها وانشغلت في ترميم اوضاعها، بعدما تلقت ضربات جوية صاعقة على مدى الايام القليلة الماضية.
وفي التفاصيل اكد وزير الدولة لشؤون الاعلام محمد المومني ان الاردن قادر على صد اي هجمات تحاول اختراق حدوده، وعازم على قطع كل يد تخطط لاي عمليات ارهابية.
وقال المومني في لقاء مع التلفزيون الاردني يوم الجمعة الماضي،”واجبنا ان نستبق الامور، ومعركتنا ضد الارهاب الاجرامي القاتل وهو يقوم باعمال باسم الدين ، والدين الحنيف منه براء، لا هوادة فيها، مستنيرين في ذلك بتوجيهات الملك على محاربة التطرف والغلو و ان الاسلام بريء من هذه الاعمال القتالية الاجرامية”.
واوضح المومني ”انه وعلى مدار الفترة الماضية كنا دائما نتعرض لهجمات ارهابية، حاولت يائسة اختراق حدودنا، وكنا دائما نتصدى لهذه الهجمات، وبدأنا نلمس انه يوجد بيننا بعض الاشخاص الذين يخططون لعمليات ارهابية داخل الاردن، لذلك فان من واجب الدولة ان تستبق هذا الامر وترد عليه بكل حزم وقوة ، وان نتعامل مع هذا الامر بكل شجاعة وحكمة”.
واشار الى ”ان الضربات تمت من خمس دول عربية بما فيها الاردن، الذي يؤمن بان الارهاب ومواجهته مسؤولية جماعية”، مضيفاً بالقول: ”المواطن الاردني يدرك ان الارهاب ليس بعيداً عنه، كما يدرك ان الارهاب يهدد الاردن، فقد تناقلت وسائل الاعلام التهديدات الصادرة من المجموعات الارهابية ضد الاردن ملوحة باستهداف امنه واستقراره وقيادته ومواطنيه، وبالتالي ليس من المعقول ان نسمع كل هذه التهديدات ونقف ننتظر وصول النار الى اثوابنا”.
كما دعا المواطنين الى تجاهل الشائعات المغرضة والى التحري والتأكد من صحة المعلومات قبل ترديدها، وكذلك التأكد من مصادر المعلومات ومدى مصداقيتها .
وعلى نحو مخالف لتصريحات المومني ومختلف عن توجهات الدولة، أصدر ثمانية نواب بيانا صحفيا، عارضوا فيه مشاركة الاردن، في الحرب ضد تنظيم داعش والانخراط في أي عمل عسكري خارج الحدود.
وقال النواب الثمانية في بيانهم، ”نحن النواب الموقعين أدناه، نعارض أي تدخل لدولتنا الحبيبة، في أمر يعود علينا سلبا، والانخراط في أي تحالف، من شأنه أن يدفعنا للمشاركة في تحالف، ليس لصالحنا، مع ثفتنا الكاملة بجيشنا العربي الأردني الباسل، وأجهزتنا الأمنية، في قدرتها على الحفاظ على حدودنا، وأمننا، من كيد الكائدين وتربص المتربصين”.
وقع على البيان النواب : عبد المجيد الأقطش، وخليل عطية، وعلي السنيد، وعساف الشوبكي، وتامر بينو، وسمير عويس، وعدنان السواعير، وجمال قموه.
وقال مراقبون ان التوقيع على هذه المذكرة لا يعني تعاطف الموقعين عليها مع داعش ، ولا يعني أنهم يرفضون التدخل في الشان السوري ، فالمرجح ان لكل من الموقعين على المذكرة خلفيته الخاصة التي وقع على اساسها . . لكنهم يدركون جميعا انه ليس من مصلحة الاردن بأي حال من الاحوال الاشتراك بالحرب خارج الحدود وفي الانتساب لهذا الحلف.
وكانت انباء قد ترددت عن ان السلطات الأردنية حذرت الشيخ السلفي المعروف أبو محمد المقدسي من إصدار المزيد من البيانات التي تصف حملة التحالف الدولي بأنها ”صليبية”، بعدما كان قد اصدر بيانا عقب بدء هجوم التحالف الدولي ضد ”الدولة الاسلامية” إعترض فيه على مشاركة الأردن بهذه الحملة ووصفها بانها ”صليبية”، كما عمل على التقريب والمصالحة بين تنظيم ”الدولة الاسلامية” وجبهة النصرة.
وقال المقدسي اكثر من مرة قبيل بدء الهجوم الدولي على التنظيم في سورية والعراق انه سيقف بطبيعة الحال مع المسلمين، مشيرا ان لديه ملاحظات على ”الدولة الاسلامية” ولكنه لن يوافق على حملات عسكرية الهدف منها الإسلام والمسلمين رغم وجود خلافات إجتهادية مع تنظيم داعش.
بالمقابل لم تتورع ”جبهة النصرة”، يوم امس الاول عن التهديد بالانتقام من كل الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد ”الارهاب”، منددة بالضربات الجوية التي يشنها التحالف بقيادة الولايات المتحدة على سوريا والعراق، وقالت إنها ترقى لكونها حرباً على الاسلام.
وقال المتحدث الرسمي باسم ”جبهة النصرة” ابو فراس السوري، في شريط مصور بث على شبكة التواصل الاجتماعي للجماعة ”نحن في حرب طويلة هذه الحرب لن تنتهي بأشهر ولا بسنة ولا بسنوات نحن بحرب ربما تطول عقود من الزمان.. ان هذه الحرب هي ليست على جبهة النصرة إنها حرب على الإسلام”.
وقال أبو فراس الذي اعلن مؤازرة جبهة النصرة لتنظيم داعش، ”إن هذه الدول المتحالفة قد قامت بعمل شنيع سيجعلها في قائمة المستهدفين من قبل القوات المجاهدة في جميع العالم”.
واضاف يقول : ”نحن في حرب طويلة لن تنتهي في شهر ولا في سنة ولا سنوات، بل نحن في حرب قد تطول عقودا من الزمن، ونحن قادرون على الصمود في هذه الحرب”.
وقد توعد ابو فراس ايضا الدول العربية التي انضوت في هذا التحالف الدولي، وقال ان هذه الدول العربية ”وقفت في صف الظلم، وفي صف الكفر، وهذا ستكون له نتائج”.
غير ان صحيفة الشرق الاوسط اللندنية الموالية للسعودية، اكدت ان جبهة النصرة قد اخلت مواقعها في منطقة درعا السورية، المتاخمة للحدود الأردنية، ولكن الصحيفة لم تشر الى المواقع الجديدة التي توجهت اليها النصرة وسواها من الجماعات الارهابية.
وقالت الصحيفة، أن هذا التحرك يأتي استباقا لضربة محتملة من قبل قوات التحالف الدولي ضد معاقل هذه الجبهة التي بدأت باتخاذ إجراءات اخلاء مواقعها، بعد مباشرة قوات التحالف الدولي الهجوم على اماكن تواجد تنظيم داعش واخواتها الارهابيات يوم الثلاثاء الماضي.
واشارت ”الشرق الاوسط” الى ان مخاوف جبهة النصرة من الضربات الجوية قد تصاعدت بعد إعلان الأردن مشاركته في التحالف الدولي وذلك لقرب مواقع هذه الجبهة من الحدود الأردنية، وسهولة ضربها من قبل المقاتلات العسكرية، خصوصا وأن الجهات الاردنية تراقب بدقة تحركات التنظيمات الارهابية في درعا وغيرها من المناطق المحاذية.
وكانت الضربات الجوية التي شاركت فيها دول عربية وأوروبية، قد تسببت في مصرع العشرات من مقاتلي ”جبهة النصرة” في هجوم على قاعدة في منطقة يسيطر عليها المقاتلون في شمال غرب سوريا في اليوم الأول من الحملة الجوية، الثلاثاء الماضي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى