مسؤول تونسي يدعو لتوافق سعودي ـ تركي ـ إيراني لانقاذ المنطقة

 

دعا مستشار الرئيس التونسي للشؤون الدولية أنور الغربي إلى تفعيل الدور الأقليمي بين تركيا وايران والسعودية كخيار استراتيجي أساسي, وإرساء شراكة اقليمية مثمرة وفق مقاربة واقعية وعلى أساس يخدم فعليا مصالح شعوب المنطقة مما يُتيح لها حرية التواصل والتكامل والتعاون والتنمية المستدامة ويعزّز مكانة هذه البلدان ويرتقي بعلاقات التعاون بينها إلى مستوى شراكة إستراتيجية، توقف ما أسماه بـ “تفتيت دول المنطقة”.

وشدد الغربي في تصريحات صحفية, على ضرورة التعاون بين هذه الدول لمواجهة التحديات الأمنية والتنموية التي تتعرض لها دول المنطقة, لاستئصال ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة وإقامة فضاء متوازن يسوده التعاون المتكافئ والتنمية المتضامنة، والاتفاق على ترك منافذ لكافة الأنظمة الرسمية كي تحافظ على ما تبقى من مؤسسات الدولة التي تضمن الحياة للناس وإن كانت لا تضمن العدل.

وأضاف يقول: ان “إيران في عهد الشاه كانت خادمة مطيعة لأسرائيل والغرب واصبحت اليوم قوة اقليمية يعجز الخصوم على تخويفها وارهابها, والمملكة السعودية قوة اقتصادية كبرى تلهث البلدان التي تعيش ركود اقتصادي وراءها لطلب ودها وارضائها بكل الطرق, أما تركيا فقوتها الأقتصادية والعسكرية ورسوخ منوالها الديمقراطي جعل تجربتها مثال في النجاح تسعى دول عدة الى الأخذ به والنسج على منواله”.

وأشار الغربي إلى أن اجتماع جدة الاقليمي الذي عقد اليوم الخميس بمشاركة كل من مصر والأردن وتركيا الى جانب الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج العربية, فقال: “لا شك بأن الأوضاع الأقليمية معقدة وزادها قتامة دخول تنظيمات دموية تسيء لثورات الشعوب والدين الاسلامي في ان واحد مما يجعلنا نطرح السؤال: من المستفيد ومن يمول ومن يدعم هذه الجماعات التكفيرية؟ ورغم سوداوية المشهد لكن كل المؤشرات تؤكد بأن خيارات شعوب المنطقة ستكون لها الكلمة الفصل”.

ولفت الغربي الانتباه إلى التغيرات التي أوجدتها ثورات الربيع العربي، وقال: “اطلالة سريعة عن أحوال منطقتنا العربية ومحيطنا الأقليمي تؤكد التغيرات الجذرية التي حصلت خلال السنوات القليلة الماضية، وأجزم أن التوجه العام هو لفائدة شعوب المنطقة التي ايقنت في مجملها بأن الحرية والكرامة والأمن هي ليست حكرا على الشعوب الأخرى وبأن مخزوننا الثقافي وتراثنا المشترك فيه ما يكفي لأحداث التغيير المطلوب”.

وتابع: “صحيح أن بعض الحكام العرب يستعملون اساليب مرعبة لإرهاب شعوبهم , ولكن الأرهاب المضاد خلق حالة وعي بضرورة ايجاد حل مرضي وهذا سيكون حتما لفائدة الشعوب التي تكافح بوسائل مختلفة من أجل الحصول على حقوقها”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى