غزة وفلسطين تتحدى … والاعداء الصهاينة لا ينامون ويلوذون !!

اذا كان الاعداء الفاشيون الصهاينة قد حرموا أهل غزة وجبة الافطار والصلاة ولمّة العائلة ، فان غزة أيضا قد حرمت الصهاينة من سهرات الصيف والسياحة وهدأة الليل ، اذ أنهم بهتوا وتشردوا ، وباتوا يقبعون في الاوكار المعتمة ويستعيدون سؤال الوجود المدبب الذي يوحي لهم دائما أنهم في مهب الريح الوجودي ، وعلى قارعة التاريخ ، وفي بيوت منهوبة ومسروقة من أهلها ، وعلى أرض يراها أصحابها مقدسة وأبوابها عربية ، ويراها المستوطنون ومن أفتى لهم بهذا الوجود المزيف بأنها المخفر والقلعة الاستعمارية التي لن تقهر .
ومشكلة الصهاينة أنهم لا يعرفون تاريخ ومعنى فلسطين في ضمائر أهلها وضمائر العرب ، ولذا ذهبوا في غيهم الاستنكاري المختلق الى آخر مدى ، وهيأت لهم القوة الباطشة أنهم قد يفلحوا في ازاحة هذا المعنى يوما ، أو أن يطالوه بالوحشية والعنصرية والبربرية ، ولكنهم فشلوا بعد قرن وأكثر ، ولن يطالوه بعد قرون ، ذلك أن فيه ومنه يبدأ سؤال الذات والحضور ، وفي استمراره تكون فلسطين أو لا تكون !
ومعنى فلسطين الأبرز في المرحلة الراهنة هو هذا التحدي التاريخي والانساني الذي لا ينتظر التوازن الاستراتيجي مع العدو الصهيوني ، ويقبل المنازلة حتى لو بالحجر أو الصمود على أنقاض البيوت المهدمة ، أو بالرمي على مراكز الكيان بالصواريخ محلية الصنع ، أو بالاستشهاد واحترام الشهداء والشهادة ،أو بمعانقة شجر الزيتون المهدد بالاقتلاع .
وهذا الذي يخترعه أبناء فلسطين من ألوان التعبير والمقاومة ، والخفاء والتجلي في التاريخ ، استمدادا من هذا المعنى الكبير والموجّه والمنير ، هو ما أصبح يشكل سؤال الصهاينة المحيّر ، وهو ما يقهر فيهم العنجهية والغطرسة ويبقيهم في ضلال كبير ، اذ أنهم لا يلوون على شيء لاغفاله أو الغائه وازاحته ، ولا يجدون سبيلا أو جوابا دائما عليه ، وأصبح بهذه المثابة موضوعا اكراهيا للدراسة في المعاهد والجامعات العبرية يؤرق العقل الصهيوني العنصري ويقض مضاجعه ، ، ولن يحرزوا جوابا مهما طال بهم الأمر ومهما انطووا على قدرات وممكنات على هذا المعنى التاريخي والوجودي والانساني لفلسطين ، وعن دفاع الفلسطيني والعربي عن هذا المعنى بهذا الصبر والثبات والقبض على الجمر .
ويعرف الصهاينة أيضا أن لاشيء ولا قضية مهما كبرت أو صغرت تستثير تاريخا صراعيا دمويا وتعيده الى المربع الأول والى المخيال العربي مثل فلسطين ، اذ أن ذلك هو موقع فلسطين الذي لا يتزحزح ، وتلك رمزيتها في العقل والوجدان العربي على الرغم من محاولات أصحاب المفاوضات والصفقات والواقعية البائسة بالتهادن والتخادم مع الكيان الصهيوني ، وكل من شبّه لهم أن الصراع مع العنصرية الصهيونية والمجرمين الصهاينة سيكون حوارا شفافا وناعما على موائد هادئه وممهدة .
. وكلما أقدم الصهاينة على جريمة أو قصفوا بيوتا آمنه وسكانا وأطفالا آمنين في غزة وغيرها من أرض فلسطين ، سوف تستعاد هذه المعاني التاريخية الكبيرة ، وسوف يطرح الموضوع التاريخي الكبير بأنه صراع وجود وأن لا حل الا بالصمود والتحدي والمقاومة والى أن يتفكك الكيان ويتمزق كما تفككت أنظمة عنصرية من قبل .
واذا كان الشعب العربي في كل أقطاره لا يستجيب لنداء فلسطين في المرحلة الراهنة كما يجب أن تكون الاستجابة ، الا أنه يضمر معاني فلسطين التاريخية في سرّيرته وعقله ، ويود لو أن المجالات مفتوحة لكي يعبر عن هذا الالتزام / وهو في غيابه وتغييبه يرى أنه داخل المعركة لا خارجها كما يتصور كل مارق أو مطلّق للعروبة ، وهذا ما يمكن أن يضاف الى معاني فلسطين المتجددة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى