الاعلام والتلاعب بالعقول- ثورة العراق الراهنة أنموذجا !!

كان الاعلام العربي والعالمي في معظمه ومنذ احتلال العراق عام 2003 مكرسا بالكامل من أجل مهمة لا نقول الا أنها تضليلية وقذرة الى حد كبير ، وكان بهذه المثابة الوجه القبيح الآخر لجريمة الاحتلال ولا أخلاقياته وفساده الكبير ، والمروّج للابادات التي تعرض لها أبناء العراق بأشكال مختلفة .
حدث ذلك قصدا وعمدا وأمام وعي وضمير العالم الغائب ليكون بذلك لطخة على جبين الانسانية وعلامة على قوة ودور الاعلام في التضليل والمشاركة في جرائم الابادة ، والتخلي عن دوره التنويري والانساني المنحاز لقضايا الشعوب والأمم المضطهدة .
مهّد الطغاة والبغاة في أمريكا وبمشاركة وتحريض صهيوني متواصل لغزو العراق بحملات اعلامية مختلفة ومتطورة تعتمد على ثورة وتكنولوجيا المعلومات وتسخير امكانياتها في الوصول الى العقول والتلاعب بها لكي تتقبل فكرة الغزو والاحتلال والابادة من خلال التفسيرات والتبريرات والفبركات التي يقدمها الاعلام ، ولكي تكون الحملة الاعلامية الجولة الاولى والتمهيدية في المعارك العسكرية اللاحقة لتشويه الخصم واستهداف عقله والتأثير على معنوياته وشيطنته بكل السبل.
ولاننا لا نريد أن نعيد الخوض ببعض البديهيات التي رافقت تزييف الحقائق في غزو العراق وأسبابه المفتعلة والكاذبة وانكشافها أمام الرأي العام العربي والعالمي ، الا أننا نريد الدخول في عملية التزييف والتمويه والتعمية التي بدأت مع الغزو والعمل العسكري وعند انبثاق المقاومة العراقية الباسلة ، والمحاولات الاعلامية التي رافقت ذلك ، وعندما تم الادعاء بأن الغزو قد قوبل أو سيقابل بالورود ، مع أن أبناء العراق قد انخرطوا في عملية مقاومة انبنت ذاتيا ووطنيا وتلبية لدعوة من قائد العراق الشهيد في نيسان عام 2003 الذي دعا أبناء الشعب العراقي للمقاومة وطرد المحتلين .
بدأ الاعلام التضليلي بوضع العناوين المزيفة والمواربة المختلفة لهذه المقاومة وعنها فهي : فلول نظام سابق ، وقاعدة ، وتكفيريون وقتلة وشذاذ آفاق ، وحاول بشتى السبل أن لا يسمي المقاومة الوطنية باسمها الحقيقي لأن ذلك يفند حججه في الغزو ويلغي افتراءاته وأكاذيبه ، الى أن حققت المقاومة انجازا كبيرا في محاصرة قوات الاحتلال واحداث خسائر مادية ومعنوية كبيرة بين صفوفها الى أن طردتها تماما من العراق وأفشلت مشروعها الكبير في العراق والوطن العربي .
وبعد مجيء الحكومات العميلة الطائفية التي عينها الاحتلال لادارة عملية سياسية تفكيكية وتقويضية معادية للعروبة ووحدة العراق ومرتبطة بايران ومشروعها ، واصلت المقاومة مشروعها المقاوم في افشال العملية السياسية التي هي الوجه الآخر للاحتلال وتقديم مشروعها الوطني لادارة البلاد وانقاذ العراق وشعبه من الدمار ، وكان أن اعتمدت هذه الحكومات على نفس المسار الاعلامي التضليلي بالقول ان الثورة عليهم هي تكفيرية ، قاعدية ، فلول النظام السابق الى أن وصلوا الى التدعيش والداعشية والارهاب في الوقت الراهن ، وكانت سقطتهم السياسية والعسكرية مثل سقطة اساتذتهم في الدوائر الاستعمارية سابقا وقد بينت الاحداث أنها مقاومة وثورة الشعب المتواصلة والمتجددة والسائرة نحو أهدافها الكبرى في تحرير العراق وتأكيد ارتباطه بأمته .
لقد بدأت الخطة الاعلامية التضليلية الجديدة باسكات كافة الاصوات التي تريد أن تعبر وتدافع عن عروبة العراق ومطامحه في التخلص من رموز العمالة وأدوات الاحتلال ، فأغلقوا الاذاعات والفضائيات الوطنية وفتحوا أو فتحت لهم اذاعات وفضائيات كثيرة تعبر عن خططهم وخزعبلاتهم واضطرابهم وسقوطهم السياسي المدوي .
واذا كان أبناء الأمة قد تأخروا كثيرا في الوقوف الى جانب المقاومة العراقية الباسلة طوال الأعوام الماضية انسياقا وراء التضليل والتمويه الاعلامي المتقن ، فان الواجب يدعوهم للوقوف معها في ثورتها الراهنة وحتى اسقاط ذيول المشروع الاستعماري وأدواته في العراق ، وذلك من خلال انبثاق أصوات وأذرع اعلامية على امتداد الوطن العربي لتكون الناطق باسم عروبة العراق وحريته ووقوفا بوجه ما يحاك للعراق من مؤامرات التطييف والطائفية والتقسيم الذي تحاول القوى الاستعمارية والعميلة تحقيقه على أرض الواقع

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ان الذي يجري في العراق من تضليل ومن تعتيم اعلامي ليجري في باقي البلدان العربية
    و الاسلامية مقطعا اوصال الاحرار المناهضين للاحتلال الامريكي الايراني الاوروبي
    الصيني الروسي الاسرائيلي لبلداننا الطيبة .
    وقد ساعدهم الدهر بكل خائن ليظهر للمؤمنين من كان يتخللهم حتى يتمكنوا من التطهير.
    لا حول ولا قوة الا بالله.. وسلام على صدام حسين في كل وقت
    وكل حين .

زر الذهاب إلى الأعلى