حزب البعث يرفض اي تفاهم او مهادنة مع حكومة المالكي

اكد الدكتور خضير المرشدي الأمين العام للجبهة الوطنية والقومية والاسلامية في العراق ان لاعودة للوراء نهائيا ولا تراجع، ولا تنازل، ولا قبول بانصاف الحلول حول الوضع الراهن في العراق.

وقال المرشدي في حوار مع  صحيفة بوابة الاسبوع المصرية يوم الأربعاء الماضي، ان  حزب البعث العربي الاشتراكي، وكوادره ومناضليه وجماهيره ليسوا غرباء عن العراق, بل هم أبناء ووجهاء العشائر والمدن والبيوت العراقية ولهم حضورهم في كل قرية ومدينة ومحافظة.

وفيما يلي ابرز ما جاء في هذا الحوار, وفقا لما نشرته شبكة البصرة :

* الشعب العربي يريد ان يعرف حقيقة الحاصل بالعراق حيث تقول بعض وسائل الاعلام انه ارهاب وداعش واخري تقول انة ثورة.. فما هو قولكم؟

– ان مايجري في العراق ثورة شعبية بدأت سلمية منذ اكثر من سنتين لانتزاع حقوق مشروعة، تم مواجهتها من قبل الحكومة العميلة في بغداد بالتجاهل تارة، وبالرصاص وقتل المتظاهرين تارة اخرى، الى أن تحولت الى ثورة شعب مسلحة لإسقاط العملية السياسية الفاسدة والحكومة العميلة الظالمة المستبدة وحكم الجواسيس في بغداد.

فثورة العشائر والقوى والفصائل الوطنية والقومية والاسلامية كافة لتخليص العراق من الارتهان والتدمير المستمر واعادته دولة موحدة مهابة لممارسة دورها العربي والإنساني المعهود، وفق نظام وطني ديمقراطي تعددي يقف ضد الارهاب اي كان نوعه، سواءا كان إرهابا سنيا أو شيعيا أو حكوميا ميليشياويا او غيره.

* ماهو الحجم الحقيقي لتنظيم داعش ومن يقف وراءه؟

– تنظيم داعش موجود في العراق كما هو موجود في سوريا وربما له امتدادات في دول اخرى، وقد ولد من رحم تنظيم القاعدة كما هو معلوم، وتم تشكيله بتواطؤ وتنسيق من الحكومة العراقية والنظام الإيراني، الى أن توسع ودخل على خط الثورة في سوريا، كما دخل على خط الثورة في العراق، والأهداف من وراء ذلك معروفة، فهو تنظيم موجود وله قيادته ومرجعيته.. ولا أحدا يستطيع أن ينكر ذلك.

ولكن مايهمنا بأن في العراق ثورة شعبية أصيلة لثوار العشائر العراقية ولا يجوز وليس من حق أحد أن يشوه صورة هذه الثورة ويصفها بالإرهاب أو دعشنتها لتخويف الناس وتحشيدهم ضد خطر قادم وهمي وغير حقيقي، والهدف هو إجهاض الثورة والاستمرار في تجاهل حقوق العراقيين.

* ماهو دور حزب البعث بالثورة وماهو دور الجيش الوطني السابق بها؟

– حزب البعث العربي الاشتراكي، وكوادره ومناضليه وجماهيره هم أبناء ووجهاء العشائر والمدن والبيوت العراقية ولهم حضورهم في كل قرية ومدينة ومحافظة، وهم والشعب حالة جهادية واحدة في مقاومة الاحتلال من قبل، وفي انطلاق الثورة والمساهمة فيها مع ثوار العشائر وفصائل المقاومة الاخرى بدون استثناء، فليس من البعث بمكان من لم يشترك بالثورة ويكون جزءا منها قائدا او مقاتلا او مساندا.. وهم كانوا كذلك، وقد اثبتوا إنهم لها، وهم أهلها.

* كيف يمكن القضاء علي النظام الطائفي القائم وهل مازال ممكنا ان يعود العراق كما كان موحد الطوائف؟

 

– ثورة العشائر العراقية بعد ان انطلقت وحقق الثوار سيطرتهم على اكثر من نصف مساحة العراق، فان واقعا جديدا قد حصل في العراق، ولن تعود الامور الى الخلف، ولا يمكن أن يحصل تراجع، ولن نقبل بانصاف الحلول، ونرفض ترميم وترقيع العملية السياسية الفاسدة في العراق، ولن نتعامل مع حل ينبثق من رحم هذه العملية الاستخبارية التجسسية المدمرة.. بل إن الحل المطلوب هو حل شامل وجذري ونهائي للوضع في العراق يستند على مايلي من المباديء :

1- الغاء العملية السياسية وتجميد العمل بالدستور والقرارات والقوانين الظالمة التي صدرت منذ الإحتلال وحتى اليوم مثل قانون المسائلة والعدالة واجتثاث البعث وقرار حل الجيش العراقي وقانون الارهاب.

2- إصدار عفو عام، وبدء حوار وطني شامل لايستني احدا يقوم على اساس الالتزام بحقوق العراق ومصالحه ووحدة اراضيه، مع ضمان حقوق المواطنين وعوائل الضحايا من خلال قضاء عادل ومستقل.

3- اطلاق سراح الأسرى والمعتقلين والمحجوزين كافة منذ بداية الاحتلال ولحد الان.

4- تشكيل حكومة وطنية مؤقته تتكون من المستقلين من ذوي الكفاءات والخبرة المشهودة والسمعة الطيبة لفترة انتقالية لاتتجاوز سنة واحدة.

5- تشكيل مجلس وطني مؤقت يشترك فيه ممثلون من جميع القوى الوطنية العراقية تكون اولى مهماته وضع دستور جديد للبلاد يلبي طموحات وأهداف الثورة والعراقيين في الوحدة والبناء الوطني الشامل والديمقراطية والتعددية السياسية واحترام حقوق الإنسان. وقبل نهاية الفترة الإنتقالية يجري التصويت العام على الدستور وتشكل بموجب إجراءاته السلطتان التنفيذيه والتشريعية المنتخبتان.

6- اعادة بناء القوات المسلحة العراقية والأجهزة الأمنية على وفق قوانينها وأنظمتها وتقاليد عملها الوطنية الراسخة منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة.

إن هذه المباديء قابلة للتنفيذ من الآن من خلال مؤتمر وطني عراقي يضع آليات ومباديء الحل الشامل والجذري والنهائي بإقامة نظام سياسي وطني تعددي ديمقراطي وفق الخطوات المشار اليها أعلاه بلا إقصاء أو إجتثاث او استبداد أو تفرد، وأن يكون هذا المؤتمر تحت مظلة عربية ودولية ضامنة وموثوقة،ولينصرف شعب العراق بعد استقرار نظامه السياسي الديمقراطي للبناء ويساهم في تعزيز الاستقرار في المنطقة والعالم.

مؤكدين بانه لاعودة للوراء نهائيا ولا تراجع، ولا تنازل، ولن نقبل بانصاف الحلول أو ترقيع العملية السياسية الباطلة والفاسدة والإرهابية المجرمة.. ولن نتعامل مع حل ينبع من داخل لتحسين صورتها القبيحة.

معلنين بان مايجري هو ثورة شعب يعاني من الظلم والتهميش والإقصاء والطائفية وارهاب الحكومة وميليشياتها المجرمة، وجاءت لحماية وتحقيق مصالح وحقوق ألعراقيين كافة سواءا كانوا في الفرات الأوسط والجنوب و طبعا في المحافظات الثائرة.

ثورة تحمي وتضمن وتصون حقوق جميع العراقيين بمختلف انتماءاتهم الدينية او القومية او المذهبية..

ثورة ليس ضد شخص أو جماعة او أو حزب أو طائفة أو أقلية كما يشيّع ويهرّج اصحاب الغرض السيء ودعاة الفتنة.

إنها ثورة الوحدة الوطنية وتحقيق السلام والحرية والأمن والبناء والكرامة والعيش الكريم.. ثورة استقلال العراق وسيادته ليعود دولة مهابة لها مكانتها واعتبارها ودورها العربي والإنساني المعهود.

أما اذا أصرت أحزاب وميليشيات العملية السياسية المنشأة من قبل الإحتلال والمدعومة عسكرياً وامنياً من قبل إيران الفارسية الصفوية على مواصلة استخدام القوة المفرطة لقمع طموحات شعب العراق والوقوف بوجه ثورته المباركة بحجة محاربة الارهاب الذي يدينه الثوار ويقفون ضده، فإنها ستحكم على نفسها بالهزيمة المنكرة مهما ولغت في دماء العراقيين.. فعليها الرحيل فورا من ارض العراق الطاهرة.

* كيف يمكن دعم الثورة علي المستوي الشعبي العربي؟

– انطلاقا من كونها ثورة الوطنية والعروبة والاسلام الحق والانسانية، ضد التجزئة والطائفية والارهاب والفساد والتخلف، ولانهاء مشروع أمريكي صهيوني فارسي يستهدف الامة وجودا وهوية ومستقبل بأجمعها، فمطلوب من كل عربي صادق بعروبته وإسلامه ومن كل حر في هذا العالم، أن يقف مساندا لهذه الثورة وداعما لها، وان يعبر عن ذلك بموقف واضح وسليم..

وإسنادها سياسيا وإعلاميا من خلال فعاليات وتظاهرات ومهرجانات ونشاطات سياسية واعلامية لدعم الثورة وأهدافها التحررية وبصورة مستمرة ومتصاعدة وبمختلف وسائل التعبير.

* دعوة السيستاني الى تجييش الجيوش ولحماية المراقد الشيعية خلقت نوع من الاصطفاف الطائفي كيف تقيّمون هذه الدعوة ؟

– الفتوى سياسية بأمتياز بل يمكن وصفها بأنها قرار سياسي صرف، وأنها ًجاءت بناءا على أوامر من ايران، تماماً كما هي الفتوى السياسية التي صدرت بعدم مقاومة المحتلين الأمريكان عند احتلالهم للعراق وعطلت المقاومة في محافظات عديدة وأطالت في عمر الاحتلال العسكري المباشر!!!

الفتوى السياسية هذه كانت سببا رئيسيا في ما نراه من حشد طائفي خطير لبث الفتنة والاقتتال بين ابناء الشعب الواحد.

كنا كعراقيين نتمنى على المرجعية أن تكون عامل للتوازن وحمامة للسلام والوحدة وإنصاف الشعب ورفض الظلم اي كان مصدره والوقوف ضده، وعدم الانحياز لفئة دون أخرى، وعدم إصدار قرارات سياسية بصيغة فتاوى… وتجنب الخوض في العمل السياسي كما هو دور كافة المؤسسات الدينية في معظم دول العالم.

لذا فإن أي عراقي حريص على وحدة العراق وسيادته وأمنه واستقراره وإنصاف شعبه، عليه أن برفض هذه الفتوى، وفعلا قد رفضها غالبية العراقيين،، وندعو المرجعية الدينية الكريمة لسحبها وإبطالها ودعوة الحكومة للاستقالة والغاء العملية السياسية الفاسدة وإنصاف الشعب والوقوف مع ثورته وحقوقه العادلة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى