في كتابه ”السياسة الخارجية الأردنية وتطورها”..البطاينة يوضح تبعية السياسة الاردنية لامريكا واسرائيل

كتب عدنان برية

”الدبلوماسية الأردنية.. ارتباط بالأمريكي وارتهان للمخطط الصهيوني”، هي خلاصة السفير الأردني فؤاد البطاينة في كتابه، الذي أشهره الاسبوع الماضي برعاية موقع ”كل الأردن” الإخباري، والمعنون بـ ”السياسة الخارجية الأردنية وتطورها”.
ويقدم السفير البطاينة، في إصداره الجديد، خلاصة تجربة طويلة من العمل في السلك الدبلوماسي الأردني، وتجربة غنية، تشكل مرجعا للمهتمين بالشأن الوطني، فضلا عن دارسي العلاقات الدولية وممتهني الدبلوماسية.
يقول السفير البطاينة، الذي قدم لكتابه في حفل اشهار هو اقرب إلى مناقشة عامة للسياسة الخارجية الأردنية، إن ”الكيان السياسي الأردني مستهدف، وغير مستقر ولا آمن”، معتبرا أن هذا ”الاستهداف بدأ مع النشأة وارتبط بالمشروع الصهيوني ومخططاته، التي كانت فلسطين إحدى ضحاياه”.
ويرى البطاينة أن ”السياسة الخارجية الأردنية تطورت باتجاه محدد مع بداية عقد التسعينيات، لتفي بأغراض تطور السياسة الخارجية الأمريكية، المرتبطة في منطقتنا بتحقيق فكرة الشرق الاوسط الجديد”.
ويذهب البطاينة، في خلاصاته العملية، إلى القول إن ”الأمن الذي نعيشه في الأردن ما هو إلا أن هش ومصطنع وخادع، يواري مقتلنا نحن معشر الأردنيين والفلسطينيين”.
ويؤشر البطاينة على واحدة من أهم المخاطر التي تعترض الوطن الأردني، وهي ”فقدان الهوية الوطنية والسياسية الأردنية الجامعة والمستقلة بذاتها، والمستقلة عن هوية جلالة الملك”.
ويؤشر البطاينة، في كتابه، على ”روافع” و”أوراق”، غاية في الأهمية، تعزز من مكانة الدبلوماسية والدولة الأردنية، يمكن توظيفها في مواجهة الخطر الصهيوني على الكيانية الوطنية، من بينها معاهدة وادي عربة.
ويتفق ناشر موقع ”كل الأردن” الإخباري، الزميل خالد المجالي، مع ما ذهب إليه البطاينة من خلاصات، ويقول ان ”السياسة الخارجية الأردنية لم تعبر عن مضمونين أساسيين، الأول: الموقف الشعبي من مجمل القضايا الوطنية والاقليمية والدولية، والثاني: مضمون الهوية الأردنية ومكنوناتها الثقافية والاجتماعية والسياسية؛ ما يعتبر اختلالا عميقا في الدبلوماسية الأردنية”.
ويؤكد الزميل المجالي أن ”افتراق السياسة الخارجية عن المضمونين أدى إلى غربتها عن الأردن، بوصفيه الجغرافي والإنساني، لتكون تعبيرا عن إرادة قوم آخرين، لا صلة لهم بالأردن”.
وفي قراءته لكتاب البطاينة، يقول المجالي إن ”السفير طالعنا بكتاب اصفه بكتاب الحقيقة الضائعة، وجاء في زمن زيفت فيه الحقيقة، وغابت عن الأردنيين كافة”.
وفي مقاربته النقدية، قال الكاتب والمحلل علي حتر إن ”البطاينة وضع، في كتابه، نقاطا كثيرة على حروف مرتبكة، ليُنطِقها ويجعلها ذات معنى، موثقا لأهم القضايا التي تؤثر في السياسة الخارجية الأردنية وقراراتها، دون أن يتجاهل تأثيرات السياسة الداخلية عليها”.
ويرى حتر أن ”أهمية الكتاب الرئيسية تكمن في توثيق الواقع وتقديمه إلى عامة الأردنيين، وعدم الاكتفاء بتداوله في المجالس الخاصة، وهو الأمر الذي لم يتحقق إلا بجهد مقدر للكاتب البطاينة، ابتعد فيه عن المجاملة والتودد، واكتفى بالحقيقة الموضوعية معيارا”.
وقال حتر : ”ان البطاينة لم يخش الخوض في أسباب وموجبات إنشاء الأردن الدولة، وقدم له بقوة، ليس بمقدور أحد أن يشكك فيها، ودون مواربة، مستندا إلى وقائع تاريخية، ما يبرهن أنه لم يغادر مربعه الوطني في سوق الخارج والداخل”.
وقال حتر : ان هذا الكتاب جاء موثقاً في أهم المحدّدات المؤثرة في السياسة الخارجية الأردنية وقراراتها، مع عدم تجاهل السياسة الداخلية حين ترتبط بها.. وعندما لا تكون لديه وثيقة، يعتمد فؤاد على أحداث موثقة ومعروفة للجميع. وهو ينجح في تحويل الكتاب إلى وثيقة شبه أكاديمية، ما يعطي هذا الكتاب أهمية خاصة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى