وسط مخاوف شعبية .. داعش يضم الاردن الى خارطة دولته

نشر تنظيم ”داعش” الارهابي خريطة لدولته المزعومة التي يسعى الى اقامتها بعد سيطرتها على عدة مناطق في العراق وسوريا، حيث ضمت هذه الخريطة كلاً من الاردن وفلسطين ولبنان اضافة الى سوريا والعراق والكويت، ولكنها استثنت الاراضي السعودية ولواء الاسكندرون السليب مما يؤكد انها تمول من السعودية وتركيا

ويرى الخبراء السياسيون ان نشر تنظيم داعش لهذه الخارطة يبين الخطر الذي يهدد المنطقة برمتها، ويستدعي وقفة جادة من جميع هذه الدول وتضافر الجهود للقضاء على هذا التنظيم وتجفيف منابعه.
وقد اعتبر وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجار الله ان تهديدات داعش لا تقتصر على بلاده فقط وانما تطال المنطقة بأسرها، ودعا الى تحصين جبهة الكويت الداخلية وجبهات كل دول مجلس التعاون الخليجي.
وفي عمان لا تخفي المصادر الرسمية قلقها مما تعتبره ‘تمددا’ للتنظيمات المحسوبة على ‘القاعدة’ على حدودها الطويلة مع العراق، بعد أن وصلت هذه التنظيمات للحدود الأردنية مع سوريا في عدد من المناطق الجنوبية.
وعبّر مصدر أردني رفيع ”للجزيرة نت” عن قلق الأردن من تمدد الجماعات المسلحة الموالية لتنظيم القاعدة، لا سيما في ظل التطورات المتسارعة في العراق، والتي سيطر خلالها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على أجزاء واسعة من المحافظات العراقية، ومنها أجزاء من محافظة الأنبار الحدودية مع الأردن.
وبالرغم من حرص هذا المصدر الرسمي على عدم التعليق على ما يجري في العراق باعتباره ‘شأنا داخليا عراقيا’، فإنه قال إن الأردن ‘يراقب ما يجري هناك وسيطرة جماعات مسلحة لا سيما تنظيم داعش على مناطق محاذية للحدود الأردنية’.
وزاد ‘الأجهزة الأمنية والعسكرية الأردنية كثفت من خططها لمواجهة أي خطر قد يتعرض له الأردن، نحن واثقون من قدرات قوات حرس الحدود والأجهزة الأمنية على منع وصول أي خطر لحدودنا، ولدينا خطط للتعامل مع أي أخطار مفترضة’.
وجاءت تصريحات هذا المصدر بعد نحو أسبوعين من تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء عبد الله النسور قال فيها إن الاردن تخشى من زحف من وصفهم بـ”الإرهابيين”، منوهاً إلى أن الأردن استخدم سلاح الجو ثلاث مرات في قصف مواقع داخل سوريا ‘بهدف حماية أمنه وحدوده’.
ومن جانبه اكد مستشار التحرير في صحيفة الغد الأردنية فهد الخيطان أن عمان تنظر لخطر القاعدة وتنظيماتها باعتباره ‘الأول والأهم’ من أي خطر آخر.
وقال للجزيرة نت على الأردن أن يضاعف الشعور بالخطر، فما كان يخشاه بخصوص تحول الدولة الإسلامية في العراق والشام من دولة افتراضية إلى دولة واقعية أصبح اليوم واضحا على الأرض، بل قامت هذه الدولة بفتح الحدود بين العراق وسوريا’.
وتابع الخيطان أن الأردن ينظر بعداء تاريخي للقاعدة وتنظيماتها ‘باعتبارها خطرا على الدول والمجتمعات، وهو اليوم سيجد نفسه موضوعيا جزءا من الحرب عليها في العراق وسوريا’.
ولعل الجدير بالملاحظة ان شرائح واسعة من الأردنيين ترقب بقلق الأحداث الأمنية الجارية في العراق فيما يعكس اهتماماً شعبياً يفوق الرسمي بهذا الأمر.
وعشية افتتاح بطولة كأس العالم 2014 في البرازيل الذي يفترض أن يجذب مختلف الفئات الشعبية، كانت التطورات الأمنية في العراق، تتسارع إلى حد أثار قلق قطاعات واسعة من المواطنين، واستأثر بمعظم تعليقاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.
ويخشى المواطنون من امتداد نفوذ التنظيم الإسلامي المتشدد حتى الحدود الأردنية، وهو ما نقلته تقارير إخبارية بالفعل، لكن مسؤولين أمنيين نفوا ذلك، ولكنهم لم يستبعدوا احتمالية اضطرار الأردن لاستقبال موجات لجوء جديدة من العراق.
وقالت شبكة الهلال نيوز الإلكترونية، ان تشديدات امنية مكثفة فرضت على طريق عمان ـ اربد الدولي .. وأن %75 من تشكيلات قوات الدرك الأردنية فرضت في محيط مدينة معان.
كما شوهدت قوات أردنية تنتشر على الشريط الحدودي العراقي الأردني منذ بضعة ايام، معززة بمدرعات وآليات بعدما اعلنت مصادر امنية عراقية يوم امس الاحد عن انسحاب قوات الجيش العراقي من المناطق الغربية في محافظة الأنبار المتاخمة لسوريا والاردن.
وذكر المصدر الامني ان المدن التي شهدت انسحابات عسكرية هي راوة، وعانة، والقائم، وكبيسة، والصقلاوية وبعض الأحياء في مدينة الرمادي، متوقعاً (المصدر) ان تشهد محافظة الانبار انسحابا عسكريا كاملا منها في غضون الايام المقبلة.
وفي اشارة ذات معانٍ متعددة، وجه رئيس هيئة الاركان المشتركة الفريق اول الركن مشعل الزبن رسالة الى من يهمه الامر قال فيها: ”كل من تسول له نفسه النيل من هيبة الدولة ستقطع يده”، مشيراً الى ان من يهدد الأردن واستقراره ”لا يعرف الأردنيين وجيشهم ولم يقرأ تاريخهم”.
واضاف الزبن قائلاً : ”مخطئٌ من يظن هذا البلد الصغير بحجمه وامكاناته غير قادر على الوقوف في وجه التحديات ومقارعة الخطوب واستشراف المستقبل والصعود الى القمم بكل عزيمة واصرار”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى